السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 33.95 مئويـة
انفجار مرفأ بيروت ... من أجل ماذا يحدث  هذا الدمار ؟
انفجار مرفأ بيروت ... من أجل ماذا يحدث  هذا الدمار ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

فوجئ العالم بأسره , وهو يشاهد انفجارا لم يعهد له مثيلا إلا في واقعة القنبلة الذرية التي القيت في السادس من آب عام  1945، حيث دمرت مدينة هيروشيما اليابانية  بالكامل , وكانت الشائعات في ذلك الوقت تقول إن شيئا لن ينمو فيها  ,  لكن هيروشيما تعافت، وأصبحت رمزاً للسلام ...واحتفلت هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين لهذه الواقعة التي تعدّ من الجرائم الكبرى في التاريخ الحديث .

  وها هو مرفأ بيروت قد دمر بالكامل، وهو  أهم المرافق الحيوية في لبنان وأكثرها  درّاً للأموال على خزينة الدولة.. تحوّل حطاما ورمادا نتيجة الانفجار الضخم الذي وقع على أرضه في الرابع من آب الحالي أي قبل ذكرى هيروشيما بيومين ,  وأسفر الانفجار المرعب , الذي ذكّر الجميع بمشهد القنبلة الذرية , عن وقوع  أكثر من 135 شهيداً وأكثر من 5000 جريح.

تعددت الروايات في الساعات الأولى حول أسباب الانفجار ، لتستقر على نتيجة شبه موحدة ألا وهي انفجار أكثر من 2750 طناً من نترات الأمونيوم موجودة في العنبر الرقم 12 في المرفأ.

غير أن الثابت المؤلم في هذا المشهد المأساوي أن بيروت باتت مدينة منكوبة، نظراً إلى حجم الأضرار وقوّة الانفجار وعصفه الذي شعر به سكان المناطق الجبلية خارج مدينة بيروت ووصلت أصداؤه أيضاً إلى قبرص.

مصادر أمنية رفيعة الى "أن الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت ناجم عن كمية نترات الأمونيوم الموجودة في العنبر رقم 12 منذ أكثر من 6 سنوات".

كما أوضحت "أن مادة نترات الأمونيوم كانت مخزّنة في المرفأ، بعد مصادرتها من قبل القضاء اللبناني منذ العام 2014، حين وصلت سفينة إلى مرفأ بيروت، حيث تبيّن، بعد عطلٍ أصابها، وجود 2750 طنّاً من مادة نترات الأمونيوم فتمّت مصادرتها وحجزها في العنبر 12.

ما كتبته  في السطور السابقة هو تجميع إخباري عن الحادثة , ومقارنة فعلها بما حدث في المدينة اليابانية التي شهدت دمارا صار علامة فارقة في التاريخ , ولعل البحر قد تحمّل عبأً كبيراً ومنع  اتساع الكارثة التي كادت أن تكون أشد تأثيرا ودمارا , ومع هذا شاهدنا بيروت مدمرة , ومعظم أهلها الذين كتبت لهم النجاة مشردين بعد أن تحطمت منازلهم .

اللافت في الأمر أن هناك تقصيرا واضحا في عملية خزن مثل هذه المواد ولسنوات ليست قليلة , وهي بالتالي موت موقوت لا ينتظر منه إلا ما حصل , علما أن المواد هي في سفينة تعطلت وتمت مصادرة موادها , حسب الجهات الأمنية ...

نتساءل هنا , هل من الممكن أن تبقى مواد مصادرة بهذه الخطورة مخزونة في المرفأ ؟

أليس هناك تدبير مناسب يجنب المنطقة مثل هذه الكارثة ؟ ومن المسؤول عن هذا السلوك كله ؟

هذا إذا صدقنا هذه الرواية , أما الروايات الأخرى , فهي تنم عن الاستهانة الحقيقية بالشعوب , واستسهال خراب المدن , وخراب النفوس , والقتل الذي صار خبرا عاديا في حياة شعوبنا المنكوبة الخاضعة لسلطات وحكومات غير قادرة على التحكم بمصائر شعوبهم , وظلوا أسرى صراعات دولية و إقليمية  دون النظر إلى المصالح الوطنية الخاصة بهم  ...

وجدير بالذكر أن هلعا انتشر بين أبناء الشعب العراقي , بعد انفجار بيروت المرعب ,  سببه مخاوف أن تكون هناك مواد مخزونة في المناطق القريبة من السكان والمرافق الحيوية , وإذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة  في هذا الأمر سيحدث لا سمح الله انفجار هائل لا يقل ضراوة وتأثيرا عن انفجار بيروت ..

نسأل الله أن يشمل شهداء بيروت الأحبة برحمته الواسعة وأن يدخلهم فسيح جناته , ونسأله تعالى أن يشفي الجرحى , وأن يحفظ لبنان الحبيبة , وأن يعيدها باسقة جميلة , وأن يجنب أهلنا في العراق , وفي كل العالم  السوء والشر .

المشـاهدات 736   تاريخ الإضافـة 08/08/2020   رقم المحتوى 8414
أضف تقييـم