الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
مابين ملكية فيصل وجمهورية قاسم احتار العراقيون
مابين ملكية فيصل وجمهورية قاسم احتار العراقيون
أخبار الأولى
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د عدنان عودة الطائي
النـص :

جدل كبير وعميق يغور بين العراقيين مابين مؤيد لفيصل وسلالته الملكية التي كان لها الفضل في تأسيس الدولة العراقية وقيامها بين أطلال إرث حضاري مزقته الصراعات والحروب لتفتح بلاد النهرين أبوابها متسعة أمام غزوات الاستعمار بمختلف مسمياته مغولي وفارسي وعثماني وانجليزي ليعيد هذا الصنديد العربي الذي هو فيصل الروح إلى هذه الأرض ويؤسس لقيام دولة العراق الحديث 1921 لتنهض دولة بين دول المنطقة ولتزاحمها النفوذ وان كانت قابعة تحت هيمنة الإنجليز... ومابين نصير لعهد جديد كنى تلك الدولة بالجمهورية العراقية بعد أن قام بثورته التي مافتئ أن اختلف العراقيون أيضا مابين من يسميها انقلابا ومايصفه البعض الآخر ثورة ومابين الوصفين دلالة لكل منهما فالثورة هي تغير شامل وجذري لمجرى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية يقوم بها الشعب تؤسس لحياة مستقبلية أكثر مقبولة مما سبق التي يقوم عليها كيان الدولة اما الانقلاب فهو قيام مجموعة من العسكر أو الأشخاص لقلب نظام الحكم وتغير النظام قد لايكون مرحبا به من قبل الشعب ...وذهب هذا الاختلاف ليخرج حدود العراق إلى الإقليم والعالم ولكل فريق حججه في تايد هذا الطرف على حساب الطرف الآخر حتى ذهب البعض إلى التدخل لنصرة أو إفشال هذا النظام اوذاك كما فعل الحجازيون عندما دعموا الملك وهكذا الإيرانيون فيما ذهب فريق مصر والشام وتركيا  لتأييد النظام الجمهوري والذي يهمنا هنا الشعب العراقي.. ومازاد من تعقيد المشهد ان هذا الخلاف صار متجذرا ويأخذ في بعض من جنباته التشدد والتعنصر تحت حجج مقبوله وأخذ هذا السجال في الاختلاف امدا بعيدا من الوقت والى اليوم ومايثير الاستغراب لن معظم المختلفين قد لايكونون قد لازموا النظامين أو في أقل تقدير أدوات التغير التي جاء بها النظام الجمهوري واعتمادهم المقارنة على كتب التاريخ الذي في غالبه مزورا أو مدلسا لصالح السلطة أو قصص ينقلها شهود العيان وأيضا قد يحصل فيها التهويل وكما سيرد والاكثر غرابة أيضا هو ذلك الانفصام في شخصية الفرد العراقي الذي تراه متقلب المزاج  فقبل سنة كان مع الملك واليوم تراه مع الزعيم بل إنه صباحا تسمعه مداحا للملك وعشية يلجمه لصالح الزعيم فأي اختلاف هذا.  وحقيقة الأمر أن الناس محقة في ذلك مادامت تنظر إلى منافعنا ومصالحها مع من تكون لترتمي في خانة التأييد الذي في بعض الأحيان يكون مطلقا للملك أو الزعيم.... بل صار أمر طبيعي ذلك الاختلاف مادام امسى اختلاف عالمي تعيشه شعوب  معظم دول العالم حتى إذا مانتقل ذلك الخلاف للنظام نفسه الذي يقوم بتغير جلده من ملكي إلى جمهوري وبالعكس كما حصل في اسبانيا مثلا يوم قام فرانكو بتحويل نظام الحكم في اسبانيا من ملكي إلى جمهوري ومن ثم إلى ملكي 1975.. وقد كانت مواطن الاختلاف بين العراقيين تسري في أصول وتقيم أداء نظام الحكم وانعكاس ذلك على طبيعة المجتمع ودلالات ذلك الأداء سلبية كانت أم إيجابية.... فانصار الملكية يرون في فيصل وسلالته انه من نسل الرسول محمد ص وجب تقديسه وهاشميا لزاما السير بهديه وثائرا لابد من احترامه وقائدا من الضرورة طاعته فجده اي فيصل الثاني مؤسس العراق ومخلصه من الإنجليز وهو الذي بنى دولة العراق الحديث بعد أن جهد بالاعتراف به كدوله عالميا وإليه تعود الكثير من الإنجازات وأولها استقلال العراق وإلحاقه بالعديد من الدول وهو من أقام اقتصاده لما شجع الزراعة وجلب الصناعة وشجع الاستثمار وأقام المدن وأسس المشافي والمدارس وطور الريف وانشأ مجلس الأعمار الذي أخذ على عاتقه بناء العراق المستقبلي من خلال إقامة  المشاريع وسن القوانين التي تصب خدمة لهذا الاتجاه وأسس  الجيش والشرطة والقوات  المسلحة التي هي عماد بقاء الدولة وعنوان بقائها إلى جانب عمل على استقرار العراق وحافظ على سلامته بعيدا عن المشاكل والحروب اعتمادا على مبدأ الحكم الرشيد وهذا إنجاز يراه الأنصار من أهم إنجازات الملك بالمحافظة على الدولة والإسهام بترسيخ جذورها  في حين ينظر له من الطرف الآخر اي المعارضون بأنه شخص اجنبي معزول من حكم الشام بعد أن اتفق الفرنسيون يوم كانت الشام بمعيتهم مع الإنجليز ليكون ملكا على العراق بالإضافة إلى كونه نظام متخلف ورجعي لايقبل التحضر ومجاراة دول العالم مما أحدث تفاوتا طبقيا بين فئات المجتمع الذي تركب من فئتين طبقة عليا مترفه هي حاشية الملك من الوزراء وكبار الضباط والاقطاع المتسيدين لريف العراق والقابضين على أهله حيث صار مبدأ المنفعة المتبادلة قائما بوضوح بين الملك والاقطاع إذا عمل الملك على إبقاء نفوذهم في مناطقهم مقابل دعم بقاء الملك من خلال ولائهم له مما خلق بونا واسعا في المجتمع العراقي ودلالة ذلك الذين يملكون والذين لايملكون... كذلك يرى مناوئوا الملك بأن فترته كانت تعج بالمشاكل إذ شاع الفساد وانتشرت الأمية وتفشت الأمراض وتخلف الريف واقتصاد البلد في انحدار وزاد من سطوة الاقطاع في الريف وترك المجال أمام حركة وأعمال  المرابين... في حين يرى أنصار الجمهورية أن له الفضل في قيام الجمهورية وتأسيس النظام الجمهوري  وهو ابن  العراق البار الذي وهبته السماء لإنقاذ البلد من التخلف والتبعية والرجعية ودق أبواب التحضر والانعتاق والتوغل نحو مستقبل أفضل من خلال إقامة مشاريع صناعية كبرى وتأميم النفط وإصدار قانون الإصلاح الزراعى وحرر الريف من سيطرة الاقطاع ووهب الأرض لزارعها وأسس العديد من مشاريع السيطرة والخزن وحارب الفقر والتخلف وحرر المرأة من خلال إصدار قانون الأحوال الشخصية ومن ثم توزيرها في حالة هي الأولى في العراق والشرق الأوسط كذلك ينظر له الأنصار انه محرر العراق من خلال إنهائه حلف بغداد والخروج من حلف السنتو وفك ارتباط الدينار العراقي من الجنيه الاسترليني وتأسيسه لمنظمة الأوبك النفطية والخروج بالعراق من الاحلاف العسكريه التي تؤثر على استقراره وتماسكه ووضع الحلول لمشكة الأكراد واقام علاقات متوازنة مع جيران العراق ودول العالم وغيرها من إنجازات حتى أحبه الناس لما قام به من إنجازات وماتصف به أي الزعيم عبد الكريم قاسم وذهب البعض إلى حد التقديس ويقول من عاش تلك المرحلة أن الناس بدأت ترى صورة الزعيم في القمر في حالة من اللانتجيسيا طبعا وهي أزمة لازمت العقل العربي في مرحلة الثورية التي لم ننتهي منها لم لا وهو م أمر بتكبير خبز العراقيين والسير بينهم محردا من جعجعة السلاح وفرط الحمايات وهو من وهب بيته ليكون مدرسه وهو الذي نذر نفسه للعراق حتى ادركه الموت وحيدا بدون زوجه ولما استشهد كان صائما ولم يمتلك الا 750 فلسا ماتبقى من راتبه وهو الذي يعيش الأعياد بين الفقراء وهو الشجاع الذي استبسل في حرب فلسطين وكرمه العرب بتسمية إحدى مدن فلسطين باسمه كفر قاسم وهو أيضا الذي افترش الأرض نوما وعفى عن قاتليه وغيرها من سجايا ينطلق منها أنصاره.. على أن مناهضيه يرونه حاكما مستبدا جمع أكثر من منصب وصادر القرار وكان متسرعا في كثير من الإجراءات وادخل العراق نفق الصراعات والانقلابات والحروب مما جلب حاله من عدم الاستقرار وهو من فتح باب الانقلابات وسفك الدماء وقتل الأرواح خصوصا مجازر كركوك والموصل وإعدام بعض من قيادات الجيش بداعي التحضير لانقلاب عليه ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك بأن جعلوه هو السبب بكل ماجرى للعراق وحصل للعراقيين وهو من تسبب في إبادة العائلة الملكية الهاشمية حتى هوى العراق إلى الحال الذي نعيشه باعتبار أن مايحصل اليوم لهو صناعة الأمس ولابد من القول إن الرجل اي الزعيم قاسم واجه العديد من المشاكل التي قوضت حكمه واسقطته لعل في مقدمتها محاربة الحوزة الدينية له لما قام به من إجراءات أولها تحرير المرأة وصدار قانون الأحوال الشخصية مما دفعها اي الحوزة الدينية متمثلة بزعيمها السيد الحكيم بأن الشيوعية كفر والحاد على اعتبار أن الشيوعيين لمحوا أن الزعيم شيوعيا وهي خلاف الواقع إذ لم يثبت ذلك بالوقائع هذا اولا ومحاربة رؤساء القبائل والعشائر له مما الب بعض الناس ضده كونه انتزع مصالحهم ومنافعهم يوم سن قانون الإصلاح الزراعي وهذا ثانيا اما محاربة بعض من أنظمة الحكم العربية والدولية له كما فعل عبد الناصر الذي حرض كبار ضباط الجيش ضده وهذا مادفع بالطبقجلي وعبد السلام عارف بالانقلاب عليه وهكذا عمل شاه إيران وبعض من أنظمة الخليج هذا ثالثا  ويبقى للتاريخ الغير مزور أن يكتب الحقيقة للنظامين الملكي والجمهوري ويقينا أن هذا الاختلاف في الرأي بيننا نحن العراقين باق يسجل من هو افضل لحكم العراق اهو النظام الملكي ام الجمهوري وهذا الاختلاف مؤكد سيكون سجالا كبيرا كلما تقدم الوقت علما من اني كنت من أنصار الزعيم واليوم صرت من مؤيدي الملك نتيجة مايجري علينا من محن ومصائب ومابحيط بنا من أفق مظلم.

المشـاهدات 736   تاريخ الإضافـة 10/08/2020   رقم المحتوى 8456
أضف تقييـم