تختلف التوقعات الإحصائية بمنهجية اكاديمية عن صخب الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعضلة الكثير من المحللين وخبراء " التوك شو" اطلاق الاحكام لتحشيد مواقف الوعي الجمعي من معضلات تواجه عراق اليوم بحثا عن حلول الغد فينطلقون من اجنداتهم الحزبية وبذلك تحول الكثير ممن يطلق عليهم لقب برلماني او منصب حكومي كبير الى مجرد شخوص يتبارون بالأقاويل لا بالتحليل مقومات تلك المعضلات وهذه الحلول.

 لست من مروجي رئيس الوزراء الكاظمي بل لي مواقف منتقدة لبعض الهفوات الإعلامية في التعامل مع  تلك المعضلات  التي  ورثها  وتحمل  مسؤولية انجاز حلول لها ،  فيما  تبقى حرفية المهنة الإعلامية تتطلب اعتماد تحليلات  الراي العام  وفق منهجية  اكاديمية معترف بها من الجامعات ومراكز الأبحاث الدولية ، ان اتفقت معها او أكون ضدها، حرفة الصحافة نقل الحقائق ومناقشتها ، من تلك الأرقام التي نشرتها مجموعة المستقلة  للأبحاث لنتائج  استبانة اراء العراقيين  عن  مائة يوم مضت على  حكومة الكاظمي ، يمكن  ملاحظة الاتي :

  أولا : ارتفاع شعبية رئيس الوزراء مقارنة بكل من سابقية حيث حصل الكاظمي على في اب 2020 على 80%  من نسبة قبول العراقيين بشخصه مقابل حصول  الدكتور حيدر العبادي على 65% في تشرين الثاني 2014 مقارنة بحصول عادل عبد المهدي على 36%  في تموز 2019 .

 ثانيا: كانت شعبية الكاظمي في حزيران 2020 لا تتجاوز 63% وارفعت في اب 2020 الى 80% ، واعتبره 65%  من المستطلعة آراؤهم بانه شخصا يمكن ان يتحمل المسؤولية مقابل  46% اعتبروا ان عبد المهدي كان كذلك قادرا على تحمل المسؤولية .

 ثالثا : في حين عبر 49% من المستطلعة آراؤهم في حزيران 2020 عن رضاهم عن الكاظمي ، ارفعت النسبة الى 65% في اب 2020 .

 السؤال المطروح ما تعني هذه الأرقام ؟؟هل تمثل فرحة لأنصار الكاظمي وتصيب معارضيه بـ"الكأبة السياسية" ام مسؤولية مضافة يمكن ان تتحول في أي سقطة إعلامية أخرى الى متغير كبير في الوعي الجمعي للعراقيين؟؟

يبدو  من الممكن القول  ان خطوات مباشرة الكاظمي الشخصية تنجح في التعامل مع ملفات الازمات  حتى الان وان كانت  الكثير منها ما زال قيد النظر مثل ازمة الكهرباء وحصر السلاح بيد الدولة ، لكن رد الفعل الأساس في الاستحسان الشعبي  يبدو انه نتيجة تحديد موعد الانتخابات وهذا يفتح أبواب التحديات امام الكاظمي وفريقه الحكومي ، مادامت ملفات الخدمات العامة تتعرض يوميا بسبب  جائحة كورنا  الى الكثير من الانتقاد السياسي الذي يوظف ذهول الشعب  من زيادة اعداد  الإصابات  من دون حلول  بانتظار  معجزة اللقاح الروسي او غيره من برتوكولات العلاج الاخرى .

النقطة الثانية التي ستمثل اما ديمومة الرضا الشعبي او الرد المنتقم بتحشيد سياسي كبير لنتائج الزيارة المرتقبة الى واشنطن واللقاء مع الرئيس ترامب، ما بين قرار مجلس النواب بإخراج القوات الامريكية ومواقف فرقاء العملية السياسية بين الترحيب بجود قواعد عسكرية في البغدادي ومنطقة حرير الكردية، والاستهداف شبه المنتظم الذي طال حتى المنفذ الحدودي مع الكويت الذي تمر منه المؤن والمعدات اللوجستية للقوات الأمريكية.

 النقطة الثالثة، ثنائية الاستحقاق ما بين استبعاد السلاح (خارج سيطرة الحكومة) من عمق المدن لتفادي انفجارات مثل انفجار نترات الامونيا في ميناء بيروت واقرانه باستبعاد السلاح من داخل السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء.

 النقطة الرابعة، عدم النجاح في تمرير مطالب لضمان نزاهة وعدالة الانتخابات المقبلة، بوجود قانون واضح وصريح يراعي معايير حوكمة العملية الانتخابية، ومفوضية انتخابات تفرض نفاذ الفانون على المال السياسي وسطوة السلاح على صندوق الاقتراع، واستكمال إجراءات الاشراف الدولي على تدريب اعمال مفوضية الانتخابات.

 كل ذلك يمكن ان يظهر بوصف نجاحات او اسقاطات لحكومة الكاظمي، يمكن ان ننتظر الاستطلاع المقبل في المائة يوم الاخرى ... ولله في خلقه شؤون!!