الخميس 2024/4/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
وراء القصد عرض جويسم
وراء القصد عرض جويسم
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

يقال على سبيل النكتة ان صدام حسين التقى مجموعة من المقاتلين ابان الحرب العراقية الايرانية , وسأل أحد المقاتلين عن اسمه فقال له اسمي جاسم , ثم سأله عن بندقيته فأجابه : هذه كلاشنكوف سيدي ... فرد عليه صدام حسين .. هذه عرضك يا جويسم .

ثم سأل المقاتل الذي يليه عن اسمه فاجابه , ثم عن بندقيته .. فاجاب المقاتل بصوت ثوري : هذه عرض جويسم سيدي .

تذكرت هذه النكتة التي رافقتنا طيلة عقود ونحن نتحدث عن قيمة السلاح عند العربي , وحين باع مقاتلو التيار الصدري اسلحتهم بعد معركة النجف الشهيرة , يوم كان اياد علاوي رئيسا للوزراء , اعدنا لذاكرتنا تلك النكتة , ولم يكن يدر في خلدنا اننا سنحتاج هذه النكتة للامعان في "الحسجة" في تداول بعض الاحداث لنشحن التأويل عند اهل الحسجة.

اليوم هناك من يطالب حكومة الكاظمي باعادة سيناريو اياد علاوي في التعامل مع سلاح العشائر والفصائل وحصر السلاح بيد الحكومة وتقديم عرض للعشائر لتسليم اسلحتهم الى القوات الامنية مقابل مبالغ مادية يتم الاتفاق عليها.

ولكن المشكلة الاكبر ان العملية الامنية التي نفذتها وزارة الداخلية في البصرة وبعض مناطق بغداد ادارت البوصلة الى العشائر وسلاحهم المنفلت والذي مهما كان يربك المشهد الامني الا ان سلاح الفصائل المنفلتة و "الوقحة" هو الاخطر حيث انه يربك السيادة والامن السلمي , ويبث الرعب ويكون ظهيرا للاستبداد والعنجهية.

اليوم لا يتم الحديث عن سلاح الفصائل وانما يقتصر الحديث عن سلاح العشائر , وهذه العشائر ممكن ان تتفق معها بنظام النخوة , او بتأسيس تحالفات عشائرية باشراف من اهل الحكمة والمجتمع , لان ضبط السلاح يفترض ان يكون بقوانين نافدة وليس من خلال استعراض قوة مرحلي .

اما ما هو الاهم والاخطر فهو سلاح الفصائل التي تسيطر على الحدود , والسلاح العقائدي الذي يفتك بالمعارضين وبالنخب ولا يجرؤ اصحاب القرار على تشخيصه كعنصر سوء في نظام دولة نسعى لتأسيسه , فيما يسعى هذا السلاح من خلال تجهيل حامليه الى ابقاء وضع الدولة معلقا حتى حين. ليبقى العراق مكتفيا بعملية عرجاء لم تستطع ان تنجز الدولة بعد.

اما القضية التي اريد ان الفت الانتباه اليها وهي : مافائدة ان تحصر السلاح مع استمرار تهريب السلاح وبيعه الى العشائر ولفصائل اخرى تستهر به على العراقيين , حيث تغطي هذا السلاح بسجادة صلاة كي يتحول الى سلاح مقدس؟

لقد اشار لي بعض الاصدقاء ممن تناولت الحديث معهم من محافظة البصرة ان السلاح يدخل من الجارة ايران وهناك صفقات اسلحة كبيرة يعقدها قادة في فصائل مسلحة لديهم تنسيق عال مع بعض العشائر الحدودية , وتفاجأت بان البصرة تعد من افضل اسواق السلاح في العراق والمنطقة معا.

ما زلت اعتقد ان الاجراءات الحكومية عقيمة لانها لاتنفذ ما تهدف اليه وانما تحاول ان تسجل هدفا في مرمى خال من حارسه , بدون مباراة رسمية , انها عملية استعراض اكدتها الحصيلة الاولية التي نشرتها الوزارة , فبعد عدة ايام تتحدث الوزارة عن عدد يسير من الاسلحة وبندقيتي صيد , تندر احد اصدقائنا وقال ان طيور القبج والدراج ستفرح بتقييد تلك "الكسريتين" . انها ممارسة المهزلة بشكلها المفضوح , فالهدف هو تحييد الفصائل التي تستخدم سلاحها لاغتيال الناشطين وليس سلاح العشائر الذي من الممكن ان يسيطر عليه بالمروءة والنخوة.

المشـاهدات 672   تاريخ الإضافـة 08/09/2020   رقم المحتوى 8590
أضف تقييـم