الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
سلطانُ العود الموصليِّ يعيدُ صياغةَ أنغامهْ حواريةٌ معرفيّةٌ مع الاستاذ الفنّان المبدع خالد محمد علي
سلطانُ العود الموصليِّ يعيدُ صياغةَ أنغامهْ حواريةٌ معرفيّةٌ مع الاستاذ الفنّان المبدع خالد محمد علي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 حاوره الشاعر والعازف :عدنان الحسين

عندما أسند عثمان الموصلي رأسه إلى دجلة وترك هدير موجها يجتاحه ، قال في نفسه لست خائفاً على ما صنعت فبعدي سيأتي جميل ومنير بشير ، وسيكمل توازي تجلياتهما ذاك الشاب الموصلي الذي سيوازي دجلة ويقدم التل والقمر في قراءة موسيقية جمالية ويمنحنا الوان لينتظر معنا ويقدّم الكثير من القراءات الموسيقية مع وعيٍ عميق لترامي العود في التقاط النور ليصيغ موجة تقاسيم وسماعيات تعيد صياغة الذائقة الشرقية

س.۱: في البدء سنخرج عن إطار الأسئلة التقليدية وليكن السؤال كيف التقيت اول مرة مع سلطان الآلات وما كان شعورك وكم استغرقت حتى أتقنت العزف ومن هو معلمك الأول؟

في العام 1969 وكان عمري آنذاك تسع سنوات ذهبت في زيارة إلى بيت عمي فاضل حمدون فتفاجأت من رؤية آلة العود في بيت عمي ، وعندما سألت عن سبب وجود العود أخبروني بأن عمي بدأ بتعلم العزف سماعياً على العود وعندما عاد عمي بدأ يعزف على الآلة فأسرتني بشدوها وسحرها وطلبت منه أن يعلمني العزف وفعل من حينها ، على الرغم من محاولاتي في سن السابعة من صناعة آلة موسيقية قريبة إلى شكل العود وهي بجلب علبة معجون الطماطم (قوطية  معجون ) وتثبيت خشبة عليها وربط أوتار من النايلون والبدء في العزف ، واستمر تعليمي سماعياً على العزف من قبل عمي لمدة سنتين تقريبا وكان يتابعني وبدأنا بعزف الكثير من الأغاني ولكن بدون النوطة الموسيقية لأننا تعلمنا العزف سماعياً وكانت الآلة جيدة لأنها من صناعة العوّاد الشهير محمد فاضل آنذاك .

س٢؛: بعد كم سنة تعلمت على آلة الكمان وهل تستطيع أن توضح لنا ماهو الفرق بين روحية الالتين وهل تجد شعور مغاير مع كل آلة واحساس مختلف؟  

بعد سنتين وتحديداً في العام 1971 قال لي عمي فاضل حمدون بأننا اتقنا العزف على آلة العود فمن الأفضل أن أتعلم العزف على آلة الكمان من أجل تشكيل فرقة عائلية صغيرة ، واشترى لي آلة كمان على الرغم من معارضة والدي الشديدة من هذا التوجه ، لم يكن لدي أستاذ على آلة الكمان وكما تعرف هي أصعب بأضعاف من آلة العود ، فشرعت بمراقبة عازفي الكمان من خلال التلفزيون وأقوم بتقليدهم إلى اتقاني بدرجة ما لهذه الآلة الصعبة وعزفي لكل ما تعلمته من أغاني ومقطوعات موسيقية شرقية على آلة العود وتحويلها إلى الكمان .

 س٣: بمن تأثرت اكثر بالعملاقين بمنير ام جميل ولماذا وهل تتوافق مع الرأي النقدي بأنك الامتداد الشرعي لمدرسة محي الدين حيدر وتيار جميل ومنير؟

كنت منذ بداياتي اعتمد على الطريقة السمعية في تعلم العزف وكنت استمع بتركيز لأسطوانات منير وجميل المبدعين ، وغانم حداد وسلمان شكر وروحي الخماش وسالم حسين والخماسي الوتري وكل العازفين العراقيين المشاهير وتأثرت بهم وبطرقهم وأساليبهم العزفية وكانت هذه التسجيلات موجودة على ( شرائط التيب ) في بيت عمي ، واللافت أنني تأثرت بجميل بشير في عزفي على آلة العود والكمان وبمنير بشير على عزفي على آلة العود ، وتقدرأن تعتبرني امتداد لمدرسة الشريف محي الدين حيدر رحمهم  الله لسيري على نفس الأسس المنهجية والمناحي الأسلوبية والصياغات اللحنية والقوالب التأليفية والتكنيك ، ولكن يبقى الراحلان الخالدان منير وجميل بشير هما في الصدارة لحد الآن ولن يتكررا .

 س٤: كيف وصلت إلى بغداد وهل تصف لنا لحظاتك الأولى عند وصولك إليها وهي في عصر السبعينات الذهبي؟

وصلت إلى بغداد في سنة 1979 لحضور وإجراء أختبار الفرقة القومية للفنون الشعبية ، في قاعة الشعب المجاورة لوزارة الدفاع العراقية ، وتقدمت في الإختبار كعازف عودٍ وكمان ، وكان عمري آنذاك تسعة عشرَ عاماً ، وقد قبلت من أول إختبار لي ، لأني كنت قد وصلت إلى مرحلة جيدة وأصبحت عازفاً متمكناً ، واجتزتُ الإختبار بامتياز ، ومن ذلك التاريخ بدأت مشواري الفني في بغداد والذي مرَّ بمراحل ومحطات متعددة ومتنوعة ، وكما ستضح من خلال الأجوبة القادمة .

س٥ : هل لك ان تصف اول لقاء بينك وبين الفنان الكبير الراحل منير بشير وماقصة قوله انك تشبه جميل بشير اكثر؟

بعد وصولي بغداد في عام 1979 كما أسلفت بدأت انطلاقتي الفنية ، وتعرفت على الفنانين الكبار في بغداد ، أول لقاء لي مع منير بشير كان عندما تقدمت إلى معهد الدراسات النغمية والذي أسسه الراحل الكبير منير بشير رحمه الله ، وكان موقعه الجغرافي في منطقة الوزيرية وليس موقعه الحالي ، قرب جسر السنك ، وعندا تقدمت إلى لجنة الإختبار كان رئيس اللجنة هو منير بشير ، وكان هذا أول لقاء به ، كان عمري آنذاك تسعة عشر عاماً وكانت لوائح قوانين المعهد هي قبول الطلاب تحت سن الثامنة عشر لا استثناء فيها على الرغم من كوني عازفاً متمكناً ومقبول في الفرقة القومية للفنون الشعبية ، وقد قال لي الراحل منير بشير لا نستطيع أن نقبلك لأنك قد عبرت السن القانوني ، لكنّه أبدا إعجابه بعزفي وتقنيتي على العود ، ولم يكن سهلاً أن يعجب الراحل منير بشير ، ولكن بعد عامٍ ونصف كنت أحد أعضاء الفرقة التي أسسها منير بشير وقد كان أسمها الفرقة العراقية  والتي كانت من المقرر أن تعزف في مؤتمر دول عدم الانحياز في عام 1982 والذي لم ينعقد للاسف في بغداد ، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت صديقاً مقرباً لمنير بشير ، ونلتقي باستمرار ، وكان أيضاً يعتبر أستاذي وتعلمت منه الكثير وإن لم يدرسني في معهد الدراسات النغمية ، لكن الحقيقة أن في اختبار معهد الدراسات النغمية كانت اللجنة متكونة من عمالقة آلة العود أساطينها وهم منير بشير وروحي الخماش وعلي الأمام وعدنان محمد صالح وأساتذة آخرين ، في وقتها سألني الأستاذ منير بشير ماذا تعزف فقلت له على آلة العود فرد علي وماذا ستعزف قلت له مقطوعة لجميل بشيرفي عام 1990عندما سجلت أولى  مقطوعاتي الموسيقية التي هي  ( أوتار حائرة ) وكانت أول سماعي نهاوند من تأليفي وسمعه الأستاذ منير بشير والتقينا بعدها فقال لي باعجاب أنت متأثر كثيراً بأخي المرحوم جميل بشير ، وأنت تشبه جميل بشير فقلت له نعم أنا من المعجبين بجميل  بشير وبك وأكمل قائلاً أنت متأثر كثيراً بجميل وأخذت منه جملاً فاجبته هذا بديهي فـ ( لايأتي شيء من لا شيء )

المشـاهدات 476   تاريخ الإضافـة 30/09/2020   رقم المحتوى 8620
أضف تقييـم