الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
قصة قصيرة ثلاثة..
قصة قصيرة ثلاثة..
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب ثائر ابراهيم
النـص :

امين رجل مهذب ,لطيف المعشر, خدوم وعملي جدا ويكره التعقيد ولديه حلولا جاهزة لأية مسألةحتى وان كانت بلا منطق فان وضعت امامه كأسا وسألته ان كان نصفه ملأن أم نصفه فارغ لشرب ما في الكأس ورماه بعيدا وأنهى المسألة....صادق قلب كبير, عطوف وهاديء ويضجر بسرعة ولا يطيق الأسئلة فالكؤوس عنده يمكن استبدالها ببساطة شديدة بأي أناء اخر دون النظر ان كانت نصف مملؤة او نصف فارغة..ما يجمع أمينا بصادق صفات بارزة أولها انهما يفعلان ما يريدان حتى لو كبلوا اياديهما ويمشيان الطريق خطوة خطوة بتغييرات تكتيكية حسب متطلبات الخطوة واشكالياتها غير مكترثين للنتائج والتداعيات فلكل عقدة حل بالاضافة لتصالح كل منهما مع نفسه..أما أنا فأنني متوتر على مدار الساعة مشدود الأعصاب شديد ألتأثر بأبسط وأقل الاحداث والامور  بالاضافة الى انهما لا يخططان لشيء وغالبا ينجحان وانا ادرس واخطط وغالبا افشل...ما يجمعنا نحن الثلاثة نشأتنا منذ الطفولة معا والتفاهم العميق  فيما بيننا ودعمنا ورعايتنا المستمران لبعضنا , نختلف كثيرا ونتشاجر كثيرا وقد نشتبك بالايادي لكننا ابدا لا نبتعد او يفارق احدنا الاخر ولا نفرط ابدا بصداقتنا مهما حدث..لكن اشد ما يثير حنقي و يؤجج غضبي فوزهما المستمر بقلوب الفتيات بيسر وسهولة وقطع العلاقة بأحداهن لوصلها بفتاة اخرى بنفس السهولة وهذا ما لم يحصل معي ابدا وما لم احض به يوما..ويبدو ان الرياح التي عصفت بنا وابعدتنا عن بعضنا رغم انوفنا وهي اقذر وانتن رياح تمر على احد والتي هي حرب لا وبر ناقة لنا فيها ولا حتى ذيل جمل والتي اجتمعنا رغم انفها قد احدثت تغييرات قاسية لم افطن لها وقد غيرت بعض ما في نفوسنا تماما مثلما تمر التغييرات المناخية ببلد ما فتغير بعضا وربما قسما كبيرا من طبيعة ذاك البلد , فذات صباح رائق التقيت بفتاة شقراء اوقفت قلبي واعجزت لساني لكني تجرأت وتحدثت اليها ويا لفرحتي فقد استجابت فامضينا اياما نحلق في سماء الهيام والغرام , وفي اخر يوم من اجازتي وصل امين مجازا فأخبرته بما حدث وطلبت النصيحة بل تماديت وعرفتهما على بعض , كانت فرحتي لا توصف وبهجتي بلا حدود حين التحقت بوحدتي العسكرية لكن صدمتي كانت اكبر من كلتيهما حين عدت في اجازتي التالية فقد صدتني  بقسوة لاراهما بعد يومين هي وامين يطوق كتفيها بذراعه وتطوق خصره بذراعها يتهاديان في احدى حدائق ابي نؤاس..عادة الصدمة تصيب الالياف العصبية بعطل فتتوقف عن نقل الايعازات لفترة او تصيبها بارتباك فتنقل ايعازات خاطئة وواضح جدا ان هذا ما حدث في دماغي فقد ذهبت مباشرة الى فتاة تعمل في دكان قريب من بيتي وما ان دخلت صارحتها بحبي ويا لدهشتي فقد صارحتني فورا بحبها لنمضي اياما نعوم في بحر الحب والوصال , وحين علمت بوصول صادق مجازا اسرعت اليه واخبرته عن نذالة امين وخيانته وعن حبي الجديد فضحك وربت على كتفي وحدثني ان لا التفت لاحد وان امضي قدما دون ان اعلم ان لصادق علاقة حميمية مع فتاة الدكان وانها موهوبة بمرافقة شابين او ثلاثة في ذات الوقت وتغدق الحب والعناق والقبل لكل واحد منهم دون كلل والانكى ان امينا هو من اخبرني بهذا السر العلني الذي يعرفه الجميع الاي بعد ان جاءني نادما معتذرا واخبرني ان الشقراء لعوب لا تبالي باحد وانها سافرت وانقطع اي تواصل بينهما ..معلوم ان للخيبة والاحباط طعم امر من الحنظل وانهما يدفعان للانزواء وسوء المزاج فلازمت بيتي ولم اخرج طوال اجازتي, وفي اجازتي التالية جاءني صادق واصر على محادثتي وابدا شديد اسفه وكرر اعتذاره لانه لم يخبرني من البداية بعدها اجتمعا على التخفيف عني والاهتمام بي ورعايتي حتى عادت صداقتنا لسابق عهدها لنستمر نحن الثلاثة اصدقاء لا نفرط بصداقتنا و ليستمرا هما باقامة العلاقات والانغماس بالملذات ولاستمر انا متفرجا حاقدا استشيط حنقا وغضبا , ازداد تصارع المشاعر المتناقضة في صدري وتضارب الافكار في رأسي واشد ما اخشاه هو ان انفجر واندم حين لات ساعة مندم لكنني اقسم لم يكن في نيتي ابدا قتلهما فلم اتصور ابدا حين افرغت زيت المكابح من سيارة امين سيصدم شاحنة ويلقى حتفه و لا تصورت ابدا ان صعقة كهربائية خفيفة يتلقاها صادق في محله سترديه في الحال والحق اقول لم اتصور يوما ولا خطر ببالي ابدا ان رحيلهما سيتركني هكذا واجما في صحراء قاحلة.......

المشـاهدات 764   تاريخ الإضافـة 02/10/2020   رقم المحتوى 8671
أضف تقييـم