الثلاثاء 2024/4/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
شرفات غموض الشعر
شرفات غموض الشعر
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبد علي حسن
النـص :

لعل الدافع لكتابة هذا المنشور هو ما يتم تداوله في المناقشات وبعض المقالات حول ضرورة أن يكون النص الشعري واضحا الى مستوى يمكن القاريء من فهم المعنى الذي يثبته الشاعر دون تأثيث متاهات في بث المعنى ، مؤكدين لاجدوى من الغموض الشعري الذي يفقد النص القدرة على تواصله مع القاريء .

وحرصا منا على ضرورة توفير يقينية بما هو معرفي وقار ومسلم به في نسيجنا الثقافي فإني ساحاول التركيز والايجاز في حواري ، وتعميما للفائدة ..سأضع الملاحظات على شكل نقاط تيسيرا لمتابعة الحوار .

1— ان شعرية اللغة تعني حصول انحراف وانزياح في النظام اللغوي للغة النثر وهي لغة السائد والمألوف . وينجم عن هذا الانزياح في المفردات والجمل تشكل انساق جديدة لاصلة لها بالمعاني المعجمية للمفردات.

2— لايتحقق هذا الانزياح في الدلالة الا باستخدام فنون الكلام البلاغية وتحديدا المجاز والاستعارة والتشبيه ..عندئذ يكتسب هذا الانزياح الدلالي خاصية شعرية اللغة .

3— ان هذا الانزياح سيضمر نصا دلاليا يتوصل الى مغزاه المتلقي عبر التأويل . عندئذ يدخل النص في منطقة جدالية سببها تعدد القراءات والتأويلات وذلك للغموض الذي اوجدته الانساق اللغوية الجديدة .

4— وعليه فإن الغموض هو خاصية فنية لفن الشعر ..وهو ما أكده ارسطو في كتابه فن الشعر حين كان يتحدث عن خصائص الاجناس الادبية التي كانت سائدة وكما أكد ذلك الدرس البلاغي والنقدي العربي .وجهود الجرجاني واضحة في هذا المجال وفي الدراسات والمنهجيات النقدية الحديثة تم التأكيد على ملازمة الغموض للنص الشعري حسب دراسات الشكلانيين الروس وخاصة ياكوبسن وكذلك جان كوهين .

5— يمكن ادراك الانساق اللغوية الجديدة واكتشافها في النص الغامض لقرب القرائن الدلالية من بعضها البعض ..بينما لانجد ذلك في النص المبهم الذي يتحول الى احاجي والغاز مبهمة قد لا يعرفها حتى كاتبها .والى ذلك اشارت سوزان لانجر في معرض حديثها عن التجديد .فنحن مع الغموض لانه خاصية تحققها الانزياحات الدلالية التي تخلق شعرية اللغة . ولسنا مع الابهام الذي لاينفع المتلقي ولايرفد مرجعياته المعرفية والجمالية .

6— لايمكن لأحد وخاصة الشعراء من احداث اشكال حول قضية حسمت قبل 2000 سنة من قبل ارسطو وكل المرجعيات النقدية المتتالية حتى اللحظة الراهنة تؤكد ان الغموض ظاهرة ملازمة للنص الشعري والا تحول الى نص نثري دون الحاجة الى هدم النظام اللغوي .

7– تتجلى قوة النص الشعري في القدرة على تخليق انزياحات جديدة متجاوزة لما سبق لتثبيت معان جديدة تحفز المتلقي على استدعاء مرجعياته المعرفية والجمالية ليتوصل الى مغزى النص تأويليا .

المشـاهدات 681   تاريخ الإضافـة 02/10/2020   رقم المحتوى 8674
أضف تقييـم