الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
وراء القصد من لنا بعدك يا ترامب !
وراء القصد من لنا بعدك يا ترامب !
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

لم يمر العالم بأزمة اخلاق سياسية ، وتخبط في كل القرارات ، ومفاجآت تتوالى على مجمل قضايا الأرض بقاراته مثلما مر به العالم خلال السنوات الأربع المنصرمة من حكم ترامب للولايات المتحدة الامريكية.

أتذكر جملة قالها رئيس وزراء إيطاليا في العام الثاني لحكم ترامب ، بعد شد وجذب ما بين الاتحاد الأوربي وترامب حيث قال : لا يستطيع احد التنبؤ بمستقبل الكرة الأرضية ما زال ترامب في البيت الأبيض.

اليوم اصبح ترامب بين فكي الموت اذا صحت قضية اصابته ولم تكن لعبة انتخابية ليسحب بساط الاعلام من خصمه بايدن وينجذب العالم لمتابعة حالته ، واذا تركنا نظرية المؤامرة ، وأسلمنا جدلًا ان "كوروناية" استطاعت ان تقيم في احدى خلايا رئيس الولايات المتحدة ، وان فرص حياته بدأت تنعدم شيئا فشيئا ، بسبب عمره العتي ووزنه الضخم ، وما الى ذلك ، فانا متأكد من ان الذين يبحثون عن الفوضى في العراق سيسدلون عليهم ستار الخشوع والايمان ويبكون بين يدي الله طمعا في تقبل دعائهم بان يحفظ ترامب ، ويديم وجوده في البيت الأبيض ، لانهم ببساطة لا يعيشون مع بيئة فيها قانون نظيف ، وفيها خطط تنمية معطاء.

بل انهم لا يعيشون الا في ظل الفوضى ، والاستهتار التي دأب ترامب على القيام بها رغم انه لم يجرؤ لحد الان على استخدامها ، لا في كوريا ولا ايران ولا في العراق ، بيد ان الذين يتمنون ادامة الفوضى يعولون على حلم ان يفوز ترامب مرة أخرى ، فيعلن كما هو مشهور للرؤساء الامريكان الذين يعلنون الحرب دائما في فترة رئاستهم الثانية.

ان ادامة الفوضى هو حلم الطحالب التي تسللت لسدة القرار في العراق ، والتي لا تستطيع ان تعيش الا في أجواء الفوضى ، وليس من صانع للفوضى افضل من ترامب الذي اعطى للكيان الصهيوني ما لم يعطه أي رئيس من قبله ، وتجاوز الخطوط الحمراء في علاقة بلاده مع ايران ، وتفاخر بقتل مواطن عراقي واخر إيراني في مطار بغداد الدولي دون ان يفكر بان ما قام به يخدش سيادة العراق ، وقام بإخصاء العقال الخليجي وجعل بعض لابسيه يركضون وراءه اذلاء ، انساهم انهم امراء ، بل باتوا يمارسون حياة عبيدهم وهم يتعاملون معه.

 انه ترامب الذي اذا فاز في ولاية رئاسية ثانية فمن الممكن ان تعود الكرة الأرضية الى عصر الكاوبوي ، ولكن بتكنلوجيا جديدة ، حيث أمريكا جديدة لا جمهورية ولا ديمقراطية ، بل دولة تمتص وتمتهن القرصنة الدبلوماسية بأطر جديدة ، ومن الممكن ان نفقد وحدة بلادنا ، وتتغير شعاراتنا التي جبلنا عليها، فتصبح السياحة الى الأرض المحتلة افضل من التوجه الى إسطنبول او مشهد او بيروت .

لذا لا تغرنكم حالة العداء التي يتحدث بها بعض الذين يرتدون لسان المقاومة ، بل ان افضل واقع يعيشون به هو ما اتى به ترامب ، خصوصا في العراق ، فالرجل اخر همه العراق ، وليس في ادنى تفكيره ان يضيع وقته بحوار مع أي من جماعات الضغط في بلاده حول الديمقراطية في العراق والتزامات الولايات المتحدة بحمايتها ، وحماية النظام السياسي ، فهو يرى ان بحر الصين اهم بكثير من بقعة اسمها العراق يمتلكها لصوص وتقودها عصابات دينية.

ان عالم ترامب يليق لعشاق الفوضى في العراق ، لانه يسوّغ لهم البقاء في المشهد ، ويترك للاخرين حلم التغيير وان كان على حساب دماء شباب لن يفصح احد عن قاتليهم.

المشـاهدات 643   تاريخ الإضافـة 06/10/2020   رقم المحتوى 8708
أضف تقييـم