الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
وراء القصد الجِدّاحة المجاهدة
وراء القصد الجِدّاحة المجاهدة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

في البدء أقول : يدفعون جمهورهم ليحرق مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد ، ويعبئون قنواتهم بمنهج السباب والشتم على مسعود بارزاني ، يذكّرون العراقيين ان والده كان عميلا للكيان الصهيوني ، وينشرون صور قادة كرد من الحزب الديمقراطي الكردستاني وهم يحتسون الشاي مع رجالات الموساد الإسرائيلي ، ويبثون مقاطع لتقبيل مسعود بارزاني لصدام حسين وهو في موضع الصبي امام سيده... وبعد كل هذا ، وحينما تقترب نتائج الانتخابات يرسلون "أبو شوارب سوداء ..وابو عمامة بيضاء"  ليتوسلوا بمسعود بارزاني ان يتحالف معهم وان لا يتحالف مع مقتدى الصدر او عمار الحكيم ، وان لا يمد يداً للسنة ، ويوقظون فتيل الذاكرة القريبة لتنفيذ ما أمر به المحتل الأمريكي وما فرضه الحاكم المدني لسلطة الاحتلال الأمريكي في العراق بول بريمر ، لاحياء التحالف الشيعي الكردي لقيادة العراق .

ثم يتباهون امام رفاقهم الشيعة بجلوس مسعود بارزاني بينهم ، ليستقووا به على حساب الضفة الشيعية الأخرى.

هكذا هم للأسف ، يفتعلون الازمات لانهم لا يستطيعون ان يستمروا في حكم العراق دون أزمات، دون عدو واضح ومباشر يغلقون به مسامع جمهورهم ، ويستدرجون عقول السذج من العراقيين ، واذا اصبح مسعود بارزاني صديقهم يستدعون البعث الحاضر دائماً حين تتعرض الطبقة السياسية الى موقف محرج يتطلب منها ان تواجه الجماهير بفشلها في قيادة العراق.

وبعد تطور وتنوع حالات الاستدراج والتوهيم والاستغفال ، بدأوا يستعينون بالجدّاحة ليشعلوا سماء بغداد بالحرائق لكل من يخالفهم الرأي ، ولات حين مناص ، فاين يفر من يختلف معهم في وجهة نظر ، ومن يخافهم في رأي ، الرعب مأواه ، والحرق مصير مكان سكنه.

انهم فتية لم يؤمنوا بربهم فقتلوا ونهبوا وسلموا الأسلحة بيد عتاتهم ليزدادوا اثماً فوق اثامهم ، كيف لا وقد ران على قلوبهم.

يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى جاد في معاقبة البشر لانه سيد الحق ، لكنه من الممكن ان يتسامح معهم لانهم يتعرضون الى ضغوط لن يستطيع غيرهم ان يتحملها ، ومن حقهم ان يتنازلوا عن الكثير وان ينبطحوا لينكحهم الضاغط ، فالمهم هو الحفاظ على بيضة العملية السياسية.

بربكم هل نحن في دولة حين يختلف معك حليف تعاقبه بالحرق!

وهل نحن في دولة حين لا يسير على هواك صديق تحوله الى عدو وتحرض عليه جمهورك لانه لا يؤمن بمبادئك التي خنتها انت مرارا ،  ونكحت شقيقتها على صدر الوطن!.

والانكى من كل ذلك فان رئيس الوزراء الذي يعد مرشحهم حسب النص الدستوري الذي يجيز لرئيس الجمهورية تكليف مرشح الكتلة الأكثر عددا ، رئيس الوزراء الذين احتفوا بتنصيبه ، يعد اليوم عدوهم ، ويخرج علينا احدهم ويقول انهم قبلوا به على مضض !

يستثمرون بذلهم ويحاولون احراج من رشحوه ، ويتهافتون فيما بينهم ان حقق ما يسمى أحيانا بالانجاز ، فيتفقون على ان يكسروا أي انجاز سواء كان هذا الإنجاز من رئيس الوزراء الشيعي لانه غير إسلامي الهوى ، واذا كان لرئيس البرلمان أيضا يتأمرون عليه لانه جاء من سني ولم يأت من شيعي ، فليس من حق السني ان يبني ، لانهم مازالوا مستمرين بهدم مناطق الشيعة في العراق.

لا اعتقد ان العراق مر بمرحلة سفالة مثل التي يعيشها اليوم ، ولا اعتقد ان العراق عاش حالة من التبعية والتفريط بالسيادة من قبل ، على غرار ما يمر به اليوم ، حيث قادة يحصدون أموال الوطن ويستأجرون ادمغة أبناء الوطن ، بيد انهم يستوردون كل الاوامر من خارج الوطن.

المشـاهدات 687   تاريخ الإضافـة 20/10/2020   رقم المحتوى 8877
أضف تقييـم