الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
فوق المعلق نداء من أجل البسطاء
فوق المعلق نداء من أجل البسطاء
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

أجدني كاعلامي امضيت اكثر من أربعين عاما ً في مهنة الصحافة في الداخل والخارج وتدرجت في مواقع مختلفة ،  ملزما ً ان ادعو كل زملاء المهنة أن يكونوا بمستوى اللحظة التاريخية الحرجة التي يواجه فيها الشعب البسيط الذي يطلق عليه ب (العامة ) في مجالس (الخاصة) يواجه ظروف حرجة وخطيرة ومتأزمة قد تدفع المجتمع الى منزلق الصِدام والمواجهة الحتمية بين عامة الناس وخاصتهم ، بفعل الشحن الذي تقوم به وسائل الاعلام التقليدية والاعلام الجديد (السوشيال ميديا)  ،

 فهناك شحن مستمر فاق قدرة عقول الناس وتخطى اعصابهن التي بدات في غاية التوتر نتيجة التلقي الخاطئ والسلبي نتيجة التحريض على الاخر اي اخر ، ليكون خصماً يروج ضده على مدار الساعة ، فهو في مستويات متعددة من الشحن ضد الاخر فتارة ضد السلطة الغارقة بالازمات، واخرى ضد المكونات واحياناً ضد اامرجعيات الدينية والفكرية وكثيراً ضد الاثنيات وحيناً ضد الاحزاب وتارة ضد الناس الذين يحتجون ويشكلون ظاهرة نسق جديد من المعارضة غير الممنهجة ببرنامج واضح وقيادات تخشى المجاهرة بوجودها لتعقد مشهد الاحتجاح على الطرف الذي يمسك ببندقية الحكم وعصا الضبط .

امام هذه التعقيد والكم المتشابك من القوى الصاعدة والنازلة هناك مشهد لايقل خطورة وهو الحياة السرية التي لجأت اليها بعض القوى في عوالم اسفل المجتمع  تقوم بالتحريض والتربص واقتناص الخصوم وتوظيف الظواهر لهدف مصلحي بحت ، كي تستمر مصالحها واموالها التي تتدفق باحكام السيطرة على عصب الاقتصاد وتتغول بحكم جني الواردات وعقد التحالفات مع مصالح مالكي قرار المال المتدفق من النفط بكل الوانه ومشتقاته، الى بنوك انشئتها السلطات المختلفة واجهة الفساد وتدويرها وهي والمتحكمة بادوار السلطة ومراكزها

نعم تعقدت الامور حتى باتت اكبر من أزمة بل معضلة يصعب حلها في ظل افساد السلطات الثلاث بل تعدى حتى الرابعة التي دخلت لتكون طرفا للانتفاع وحصول أطراف معلومة على مكاسب مما جعل العامة يفقدون الثقة بكل من حولهم وترى الخدلان يتحكم بوجوههم والياس يتسرب اليهم ليصلوا الى مرحلة

ظاهرة أزمة العقل العراقي !

لإننا من اكثر الشعوب تمسكاً باسقاطات الماضي ونسيان او تناسي الحاضر والغفلة عن المستقبل ، و يعود ذلك الى مسألتين رئيستين :

الاولى عدم وجود منجز في الحاضر ننشغل به سوى مكابدات العيش

والثانية : لامؤشرات تجعلنا نثق في المستقبل تدعونا للتفاؤل والعمل للوصول اليها ..

لذلك يكون الماضي  بضخامة موروثه مجال خصب للحكاية التي يحتاجها العقل البشري لنرويها لبعضنا كي نتسلى او نجلد ذواتنا ونعجل بانفاق الوقت الطويل الذي نعيشه ليضاف الى وقت مضى ،

او كما قال احدهم :

( ذكرى خيبات مرت واخرى في الطريق ) لابد من ايجاد طريق غير خذلان الناس ورفع مناسيب الامل في حياتهم كي لايتحولوا الى دور كومونة باريس ويهجموا على قصور السلطة غير المفصلة أصلاً على قياساتهم والتي ظنوا انها تحميهم كما لم تحمي سواهم ، دون ان يعوا حكمة ( لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ) وهو تاريخ قريب ، بل قريب جدا ً.

المشـاهدات 941   تاريخ الإضافـة 21/10/2020   رقم المحتوى 8886
أضف تقييـم