يُطلق على الصورة التي تتكون في ذهن صانع القرار بغض النظر عن اي خصائص موضوعية للمسألة التي هي موضوع النقاش والتي تتميز باستمراريتها وتراكمها وبالتالي تأثر صانع القرار بها عبر تجاربه وتأريخه بإنها عملية الإدراك، إذ تستطيع تلك العملية ان تعطي تخمينات لمرحلة قادمة وذلك من خلال تقدير لوقائع الماضي والحاضر الحالي وتكوين صور قريبة لما هو مطلوب عبر كم المعلومات المتوافرة في ذهنية المتصدي للقرار السياسي وكذا الحال، تمكن عملية الإدراك من إعطاء رؤية للمستقبل طالما انه اي المستقبل  قائما على الحدس والتوقع والتخمين. فلم تعد عملية الإدراك تقتصر فقط على تحليل ما جرى فقط اي في الماضي لتكوين صورة للمستقبل عبر إستحضار الحاضر بجميع معطياته ووقائعه للوصول الى نتائج مقاربة مستقبلية بشأن اي ظاهرة يريد التعامل معها صانع القرار، بل تعداها الى محاولة الكشف عن ما سيجري في المستقبل.ويحتل العراق اهمية إستثنائية في الإدراك الفرنسي، وذلك من خلال موقعه الجغرافي وهذا ما اضفى ميزة له في تصورات ومدركات الدول، ومن هنا تأتي اهمية زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى فرنسا والمانيا وبريطانيا على التوالي، لتعزيز علاقات العراق الخارجية مع تلك الدول ذات الوزن الدولي الكبير.فزيارة الكاظمي لباريس سبقتها ترتيبات لإتمامها، فوزير الخارحية العراقي الدكتور فؤاد حسين كان قد اجرى في باريس ترتيبات الإعداد لزيارة يقوم بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تشرين الأول الحالي، في ظل رغبة بين الجانبين لتعزيز التعاون الثنائي، ووفقاً لوزير الخارجية فإن من المؤمل ان يناقش الكاظمي مواضيع تتعلق بطلب شراء الاسلحة الفرنسية تلبية لحاجات الجيش العراقي، وكذلك سيتم خلال الزيارة، بحث إمكانية الطلب من البرلمان الاوربي ارسال مراقبين للإنتخابات المقبلة التي دعا اليها الكاظمي في حزيران ٢٠٢١، فضلاً عن الطلب من الإتحاد الأوربي رفع اسم العراق من لائحة الدول التي تمول الإرهاب او تبييض الأموال.واثمرت زيارة الكاظمي الى فرنسا عن توقيع عدد من المذكرات في قطاعات النقل والتعليم والزراعة لتعزيز التعاون بين الدولتين، إذ تضمنت مذكرة التعليم تعزيز  الواقع التعليميبينهما وتوسيع قبول الطلبة العراقيين في الجامعات الفرنسية، َكذلك شملت مذكرة الزراعة الموقعة، تبادل الخبرات في مجال الزراعة والتدريب وتعزيز القدرات المؤسساتية لوزارة الزراعة، فضلاً عن شراكة إقتصادية تعمل على تطوير واقع الإستثمار في البلد وتنفيذ عدد من المشاريع الإستراتيجية فيه. ويعد التوجه العراقي الجديد نحو اوربا  من ركائز التحول في العراق نحو العالم. وبلا شك، فإن نتائج الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ستظهر بعد فترة قصيرة على ارض الواقع، وذلك لتوافر  الرغبة الحقيقية للتغيير والإستفادة من التجربة الأوربية في مختلف المجالات وتطبيقها على الواقع العراقي.