الثلاثاء 2024/4/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
السلطة الموازية لتفكيك الدولة العميقة
السلطة الموازية لتفكيك الدولة العميقة
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

الاحزاب والقوى السياسية التي توالت على الحكم خلال السنوات السابقة عملت بجد على بناء سلطة متحكمة لضمان استحواذها على القرار فعمدت لتأسيس دولة عميقة تدين بالولاء لها ورسخت بذلك مفاهيم تخدم مصالحها ، وصارت مسألة تفكيكها غاية في التعقيد والصعوبة.

الحكومات المتعاقبة لم تعمل من اجل احداث تغيير حقيقي وفتح فجوة في جدار العزل الذي نجحت في تشييده ليغدو سداً منيعاً لايمكن اختراقه ، وان ادعت في شعاراتها انها تعتزم الاصلاح وتسعى لتحقيقه ، لانها كانت ما زالت جزءاً من المشكلة ، وهي تدرك قبل غيرها ان ادعائها ولبسها ثوب المصلح هو تضليل وايهام للرأي العام والدليل انها كانت تعيد تكرار العمل بذات الاسلوب محافظة على النهج المتبع لاسلافها.

وللنجاح في تفكيك الغاطس المؤثر في الحكومات التي تحولت الى سلطات كارثية هناك اكثر من وسيلة ، منها الثورة لانتاج تغيير جذري وهذا بات بحكم المستحيل وغير محمود العواقب ومنها الانقلاب الذي لن ينجح لانه سيزيل الظاهر ويبقي على ما هو غير منظور ، فيما يعد بناء سلطة موازية تمارس دورها في ذات الوقت وتسحب الصلاحيات والتأثير من السلطة العميقة بشكل تدريجي وتفرغها من سطوة المافيات على مقاليد الدولة ، لان عملية التغيير التقليدية تقف عاجزة امام تراكم البناء القذر للسنوات السابقة ، بعد ان استغلت قوى السلطة القدرات المتاحة للدولة من منظومات ادارية وتشريعية لزرع ممثليها في التفاصيل الدقيقة والتشعبات العديدة بالمؤسسات.

ليس امام السيد الكاظمي او اي من البدلاء الذين يتصدون لهذه المهمة الا اللجوء لبناء سلطة موازية واجبها الاساس انتشال الدولة ومؤسساتها من غول التوحش الخفي الذي يعيق دورة العجلة الى امام ويتسبب بالفشل الدائم والمستمر لكن بشرط عدم استبدال سلطة فاشلة ومترهلة بسلطة قد تكون غاشمة ومستبدة.

باسم الشيخ

المشـاهدات 689   تاريخ الإضافـة 22/10/2020   رقم المحتوى 8892
أضف تقييـم