الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
أثر المناظرات الرئاسية في الأنتخابات الأمريكية
أثر المناظرات الرئاسية في الأنتخابات الأمريكية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد كريم الخاقاني
النـص :

يعد اسلوب عقد المناظرات بين المرشحين لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من الأساليب التي تزيد من اصوات الناخبين لهذا المرشح او ذاك، بسبب التأثيرات المباشرة على تغيير قناعات الناخبين، إذ تعد المناظرة من ابرز وسائل التأثير على الرأي العام ودفعه بالتصويت لأحد المرشحين.وتعد المناظرات التي تجري بين المرشحين، عادة منتظمة قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية، ويتابعها الملايين، ويتم فيها مناقشة العديد من القضايا التي تستأثر بإهتمام المواطنين، ولا يوجد شيء في الدستور الأمريكي ينص على مثل تلك المناظرات ولكنها بمرور الوقت اصبحت جزءاً مهماً من عملية الإنتخابات، وتعد وسيلة لتحديد إتجاهات وميول المواطنين والتصويت لمرشح واحد ليكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لمدة اربع سنوات. وتم إجراء مناظرة واحدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن وذلك في ٢٩ ايلول ٢٠٢٠ في جامعة كيس ويسترن في مدينة كليفلاند بولاية اوهايو، والتي اتسمت بتبادل الشتائم والسب بين الطرفين، فضلاً عن تبادل الإتهامات بينهما، وتم عقد مناظرة اخرى بين المرشحين لمنصب  نائب الرئيس، مايك بنس ومنافسته الديمقراطية كاميلا هاريس في ٧ تشرين الأول في سولت ليك سيتي بولاية يوتا، وكان من المؤمل ان تجري مناظرة ثانية بين ترامب وبايدن ولكن لم تعقد بسبب رفض ترامب عقدها بصورة إفتراضية بعد إصابته بفايروس كورونا والتي كان من المؤمل عقدها في ميامي بولاية فلوريدا، بينما تم عقد المناظرة الثالثة والأخيرة بينهما في ٢٢ تشرين الأول في جامعة بلمونت في ناشفيل بولاية تينيسي. وستكون مواضيع المناظرات الرئاسية تتمحور حول ستة مجالات مهمة، ومن ابرزها: جائحة كورونا والمحكمة العليا والإقتصاد والعرق والعنصرية في المدن الأمريكية ونزاهة الإنتخابات فضلاً عن السجلات الخاصة بالمرشحين ترامب وبايدن. وكانت المناظرة الرئاسية الأولى بإدارة الصحفي لدى شبكة فوكس الإخبارية كريس والاس، بينما كانت مناظرة نائب الرئيس بنس وهاريس بإدارة سوزان بيج، وقد وجهت إنتقادات لكل والاس وبيج لطريقة إدارة المناظرتين، بينما تم عقد المناظرة الأخيرة بين ترامب وبايدن يوم ٢٢ تشرين الأول من قبل كريستين ويلكر  مساعدة مقدم برنامج نهاية الاسبوع اليوم الذي تبثه شبكةان بي سي الأمريكية،وهي ثاني إمرأة سوداء البشرة بعد كارول سيمبسون الصحفية في شبكة اي بي سي التي ادارت المناظرة بين جورج بوش الاب وبيل كلنتون في عام ١٩٩٢.ويتم تنظيم المناظرة الرئاسية من قبل لجنة المناظرات الرئاسية منذ إنتخابات عام ١٩٨٨،إذ تعد المناظرات الاولية مسألة  يتم تنظيمها من قبل شبكات الأخبار العاملة مع الأحزاب السياسية، ويتابع الشعب الأمريكي هذه المناظرات بشكل كبير جداً، إذ وصلت المشاهدات لمراتب قياسية كما في حالة المناظرات التي اجريت بين ترامب وهيلاري كلنتون عام ٢٠١٦، إذ شاهدها ٨٤ مليون شخص متفوقاً على نسبة من شاهد مناظرة ريغان وكارتر عام ١٩٨٠. ولا يمكن الجزم بإن المناظرة بين المرشحين لمنصب الرئيس قد تؤدي إذا ما كان الإداء سيئاً من قبل احدهم الى خسارته كما في حالة ترامب وكلنتون، إذ على الرغم من حصولها على نسبة اكثر من اصوات الشعب الأمريكي في التصويت، إلا إن ذلك الأمر لم يكن كافياً لإعلان فوز الديمقراطيين في الإنتخابات، لعدم حصولهم على العدد المطلوب من اصوات المجمع الإنتخابي الذي يقرر من سيكون الرئيس القادم. وعلى العموم، تعد المناظرات وسيلة تسويق للمرشح لمنصب الرئيس وتتطلب إمكانات ضخمة جداً، وذلك من خلال فريق عمل كبير يعمل خلال ثلاث سنوات على جمع وتحليل وتنقية المعلومات الكاملة والكافية عن المرشح وتقديمها في شكل مناظرات قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية، وهي مناظرات إستعراضية امام الجمهور، فعن طريقها يقوم كل مرشح بعرض برنامجه الإنتخابي بصورة كاملة امام الجمهور وإظهار نقاط القوة فيه لترغيب الجمهور بالتصويت له، وفي النقابل يعمل كلا المرشحين على إستثمار ذلك الدعم النقدم من قبل الناخبين من اجل الفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لمدة اربع سنوات قادمة وتنفيذ برامجه ووعوده الإنتخابية. وتعطي المناظرات الرئاسية إنطباعاً عاماً عن قدرة اي من المرشحين لتولي المنصب وقرته في الدفاع عن وجهة نظره والتمسك بها وإقناع الناخبين بالتصويت له دون المرشح الآخر، وكذلك تعطب المناظرة الأخيرة، الإنطباع للمرشح بعرض افكاره واراءه بشكل يجعل منه مقبولاً من قبل الشعب.

المشـاهدات 1067   تاريخ الإضافـة 24/10/2020   رقم المحتوى 8898
أضف تقييـم