بعض الوفاء بل اقله لدماء شهداء ثورة تشرين ، هو ان نقف اليوم حيث سقطوا غيلة على يد من كان يفترض بهم حمايتهم ومؤازرتهم لانهم لم يبتغوا التغيير والاصلاح وصولاً الى السلطة او طمعاً بجاه او منصب بل من اجل استعادة الوطن المنهوب.

اليوم .. يتكرر المشهد العظيم حيث علت اصوات الحشود فهزت عرش الطغاة والمستبدين واصحاب السلطة فثارت ثائرة اهل الغيلة والغدر وصوبوا نيران اسلحتهم الخفية والمعلنة الى صدور شبابنا الغضه وكأنهم يواجهون عدواً كافراً ، متجاهلين ان من يقتلونهم هم عماد الوطن وذخيرته وان من يغتالونهم لايمكن ان تمر دماؤهم بلا حساب.

اليوم .. وبعد عام من تاريخ لن ينساه العراقيون ولن يمر الا وغصته تحرق قلوبنا جميعاً الا اذا تم القصاص من الجناة اولاً ، ، واثمرت تلك الدماء الزكية سنابل تغيير حقيقي وهي تترجم اوراق المطالب التي حملها الشهداء معهم الى ساحات الثورة ، ورقة ورقة من دون مماطلة او تسويف ، او التعلل بعدم القدرة وبالازمة المالية او تغول السلاح المنفلت الذي يستطيع ان ان يشعل العراق حرباً اهلية.

اليوم وقد اكتشفنا ان رئيس الوزراء الذي يفترض انه من مناصري الثورة صار يبحث عن مزمار لضبط ايقاع رقص الثعابين من حوله في دلالة واضحة لعدم قدرته القضاء على هذه الافاعي التي تعبث بالامن وبمقدورها ان تلدغ من تشاء وقت تشاء ، يتأكد لنا ان استمرار الثورة هو الحل الوحيد للقضاء على الثعابين حيث لايمكن لحليم عارف او حكيم حاذق ان يغدو جزءاً من حفلة رقص محفوفة بالمخاطر.

اليوم تزهر دماء ابناء الوطن ثانية وتغدو ارواحهم قناديل تدور في ساحات تشرين ، تحوم حيث اشعلنا لهم الشموع وتستقل عربة التكتك فرحة وكأنها تراها لاول مرة ، تشعل فينا ابتساماتهم الامل باستمرار الثورة واليقين ان النصر قريب ان شاء الله.

باسم الشيخ