النـص : بعض الاجابات تُنجي من الموت وبعضها قاتلة كالرصاص ، في الهند اعتقل إسكندر عشرة من الفلاسفة ، فقال لهم سوف أقتل صاحب الاجابة التي لاتعجبني ، فأختار قاضيًا وسأله أيهم أكثر عدد الاحياء أم عدد الاموات فأجابه عدد الأحياء أكثر ، لأن الأموات لا وجود لهم .ترى ما السر وراء تلك الردود الذكية او الاجابات الحكيمة ، انها ببساطة المرآة أي انك تضع مرآة أمام كل سؤال وتعكـسه ، الكثير منا لايملك هذه المرآة ومهارة فن الاجابة و لا دهاء الردود ، في حين يملك أصحاب الاجابات الذكية قوالب جاهزة للردود ومهارات التواصل الفكري واللفظي وحتى الروحي التخاطر ، ولغة تواصل مبنية على تجاربهم وأسفارهم معارفهم وقدراتهم الشخصية ، يُشاكس السائل ويرد على سؤاله بسؤال دون حرج ، وحريصون أن تظل صورتهم امام الاخرين ضمن الاطار الذي عرفوهم به ، وفق طريقة سقراط وطريقة السؤال المثمر وما يسميها سقراط توليد الافكار .ان مهارة و فن الردود تعتمد على سرعة البديهية وعلى طبع الانسان واسلوبه في الحياة غالبا الطبع يغلب التطبع ، لايعيش في اطار محدد طوال حياته لانه متغير ومتمرحل ، انسان يجرح و ىيداوي ، يخطىء واسي ، يوجع و يندم ، يسأل و يُجيب ، اما أصحاب الردود القاتلة ، يتسم هولاء بالعفوية والتسرع والشرود الذهني والسذاجة أيضاً ، فتكون اجاباتهم بالصدق المفرط حد عدم التصديق ، فلا يُجيد أحدهم الحديث عن تجارب خاضها وويلات صادفته ، وسقطت على رأسه كالمطارق ومحن عاشها لوحده ولا احد يعرف ما مر به .يحتمي بالكتمان و يلوذ بالصمت مع الناس وحتى مع من يحب ، مادام في مأمنه بعيداً عن فضول السؤال وسطوة الأجابة ، ومع مرور الوقت يجد انه لاشىء أفضل من الصمت ، فلا يبوح بمايؤلمه ويشعر به و ما يؤمن به ، وحتى ما يعجز عنه يجيد اخفاء ملامح وجهه ويختبىء خلف ابتسامته حزنه ، و يُحرف كل شىء بأيهام حقيقي ليكون صورة مبتورة عن واقعه تماما هارباً من الأطار الذي وضع له ، لأنه سيكون ضمن مجموع الاحياء وليس منهم .
|