النـص : لا أظنني متأخرٌ أو بَطرٌ في رصد بلوى و جرد فحوى تقييم ما حوته قائمة أسماء من تقاطروا ب " التشلّبه " و الجلوس على كرسي وزارة الثقافة في عراق ما بعد الإحتلال ، و ما حصل و حدث جرّاء ذلك من تراجع حال و تبعثر أحوال وحقيقة إعتلال شّل مفاصلها ، ذلك لا يعني - حتماً - بأن وضعنا الثقافي أبان فترات ما قبل حرب الربيع على العراق في نيسان /2003 و سقوط النظام فيه على مرآى و مسمع كل بقاع العالم ، كذلك ما سبق ذلك من وقائع عقود تعود إلى تأسيس الدولة العراقية في العام /1920 كان بالإمثل و الأفضل ، لا طبعاً ، فثمة تفاوت تقيمات و حفنة تبريرات و نوابذ تسويغات ، من حيث جوهر الثقافة ، بمفهومها التنويري و التفاعلي، و بكامل هيبة أهميتها و صلاحية أثرها في تأثيث و ترتيب شؤون الحياة في أي مجتمع يرنو و يصبو لمسك عُرى حاضر محترم ، و التطلع نحو مستقبل مفتوح و مُضاء بمنجزات ما قدّم و أبتكر مبدعوا هذا البلد أو ذاك ، ليس أجدر من تعريف يلوذُ بأثر قوة الثقافة من حيث كونها تحرّر الإنسان من كل براثن الجهل و محاولات التجهيل ، و ما حِصر وزراء الثقافة - قصداً ، و تحديداً- و من دون إستثناء ، ربما - فقط - نعطي العذر للوزير الحالي بسبب قصر فترة تسنّمه مهام هذا المنصب - إلا من باب التثبيت و التذكير بفداحة حجم جحيم ما لحق بنا من عثرات و تراجعات ، بل ، قُل خيبات و لاتخشى من ذِكر أيٍ من تلك الاسماء التي تناوبت و تثاءبت في إشغال هذا المنصب طوال كل هذه الأعوام تحت خيبة - خيمة المحاصصة التي أهلّت لأناس لا يفقهون شيئاً في أنساق الثقافة ، بل البعض منهم لا يعرف " الجك " من " البوك " في أبسط مقوماتها ، و لعل المثقف الحقيقي الذي يساوي المُعارِض في مَعرض تعرف " جان بول سارتر " له ، يدرك و يتذكرّ كيف أعتذر الكاتب و الروائي " أندريه مالرو " عندما كلّفه الجنرال " شارل ديغول " إشغال منصب وزارة سياديّة ، مُفضلاً قبوله بوزارة الثقافة ، مُوضحا له بالقول ؛ " أنا أريد الإمساك بعقل فرنسا " .
|