منذ فجر الاحد 25 تشرين الاول الجاري مازال التوتر الشديد يلقي بضلاله على الساحة العراقية بعد ان استعد الثوار لإكمال ثورتهم التي فجروها من جديد في تشرين الأول 2019التي استهدف فيها نحو الف ثائر بالذخيرة الحية وبالرصاص المطاطي وفي عمليات قنص يعتقد أن مصدرها ميليشيات شيعية موالية لإيران.وتأتي الموجة الحالية الثانية لثورة الشعب العراقي مكملة للموجة الاولى التي أطاحت بحكومة عادل عبدالمهدي، بينما يواجه خلفه مصطفى الكاظمي ضغوطا شديدة سياسة واجتماعية واقتصادية ولم يحقق أي من الوعود التي تعهد بها للحراك الشعبي ومنها محاسبة قتلة المحتجين.ورغم كل ماحصل من تضحيات خلال المراحل الماضية من نضال الشعب العراقي الا ان حكومة المنطقة الخضراء ما زالت مصرة على وضع أسفين بين الشعب والأجهزة الأمنية متناسين ان هذه الثورة الشعبية لن ولن تفقد زخمها بسبب الوضع الوبائي، ويظهر واضحا ان أعمال العنف والتصعيد المليشيات مستمرة على غرار ما حدث في المرات السابقة التي اخترقتها وحولتها إلى حمامات دم.ان الغريب المضحك هو ما تدعيه الفصائل المجرمة الموالية لإيران بأن هذه الملايين من العراقيين الثائرين هم"عملاء للمحتل الأميركي" لاسيما بعد أن زيادة مطالبة المتظاهرين بكبح النفوذ الإيراني في العراق ورددوا شعارات وهتافات ضد المرشد الأعلى علي خامنئي وحملوه مسؤولية القتل في بلادهم وتناسى هؤلاء العبيد ان كل قادتهم وكل النظام الذي تسلطوا به على رقاب العراقيين لم يكن لولا الاحتلال الامريكي لبلدنا فمن هم العملاء اذن؟؟!!أن الشعب العراقي تساوت لدية درجات الحياة والموت ولذلك فأن اصرارة على مواجهة السلطة الفاسدة المجرمة العميلة لن توقفها كل خراساناتهم وقنابلهم وقناصيهم من الخروج الا ان يتم الاطاحة بالطبقة السياسية المهيمنة على السلطة منذ 2003.

سيناريوهات متشائمة للشرق الأوسط

يغلب التشاؤم على الاوضاع في الشرق الأوسط. فالعالم قد يُقبل على مرحلة عدم يقين تحتاج لدرجة عالية من اليقظة والحكمة لتجنب انزلاقات قد لا تحمد عقباها ورغم الاعتقاد أن ما تعانيه أمريكا من متاعب في الشرق الأوسط لا يمكن أن يكون أسوأ منه في المستقبل، الا ان علينا ترقب  مفاجآت غير سارة. أن الخطوات المتأرجحة التي أقدمت عليها أمريكا تمثل عبئا مضافا ، على دول المنطقة التي وضعت في زوايا لا تحسد عليها  ناهيك عن مىسرحيات شد الحبال بين ادارة ترامب والنظام في ايران والتي تترك بصماتها واضحة على زيادة ظاهرة التأزم في العراق وسوريا ولبنان واليمن والى حد كبير على بقية دول الخليج العربي والتي بدا واضحا انها منقسمة في مواقفها ازاء مايجري فهناك الموقف السعودي الاماراتي البحريني يقابله موقف مختلف الى حد ما من دول الخليج الاخرى في حين تبقى صورة الازمة ؟؟!! بين واشنطن وطهران في حدود قدرة المطابخ الدعائية للطرفين.إن العالم سوف يحتاج إلى أن يكون على درجة عالية من اليقظة لشهور، أو ربما لسنوات. وسوف تكون خسارة الاقتصاديات المتقدمة ذات البنى الأساسية المعقدة أكثر من خسارة إيران، وسوف تسعى إيران لزيادة تلك الخسائر.  ومن المؤكد تقريبا أن إيران سوف تعمل، على المدى القريب، من أجل تضخيم الاضطراب السياسي الحالي في العراق، بهدف دفع القوات الأمريكية إلى مغادرة البلاد هذا العام، ولا نعتقد انها تنجح في ذلك. كما أن إيران سوف تلجأ إلى تصعيد الضغط على لبنان، التي تعانى من أزمة سياسية واقتصادية.

تدني في التوقعات

ويتوقع أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة ، عنفا على نطاق محدود في دولة أو أكثر من دول مجلس التعاون الخليجي، وستعد إيران مسؤولة عن ذلك. وربما تقع أيضا هجمات سيبرانية. وسوف يتمثل جزء مهم من الاستراتيجية الإيرانية في الحرص على أن تكون تصرفاتها على مستوى منخفض بدرجة كافية لتجنب أي تصعيد نحو نشوب حرب واسعة النطاق ومن الممكن أن تقوم إيران بتعزيز برنامجها النووي، وأن توجه المليشيات التابعة لها في العراق باستهداف المصالح الأمريكية في العراق في خطوات هدفها اضعاف رصيد ترامب الانتخابي، كما يمكن أن تعمل على إثارة المزيد من العنف في أفغانستان، حيث ما زال الآلاف من الجنود الأمريكيين هناك، وكذلك استهداف الأمريكيين في الخارج. رغم ان النظام الايراني منغمس كثيرا في الصراع بين ارمينيا واذبيجان وهذا التدخل زعزع حقيقة ادعائه انه الداعم الاول للشيعة في العالم .ان مقتل سليماني  افقد النظام الايراني عقل استراتيجي وكان هناك اعتقاد ان ترد ايران بقوة كما تدعي ومن المحتمل تنفيذ هذه الردود في أوقات مختلفة، الا ان الواضح (ربما؟؟) ان مقتله قد يكون بعلم بعض القيادات الايرانية في وقت تم إقناع الإيرانيين بأنه رغم رحيل سليمانى، لا تزال دولتهم قادرة على إلحاق الضرر بالأعداء.أن اعتقادنا  رغم صعوبة التصور بشكل وآليات مسارات حسم الخلاف الأمريكي الإيراني مستقبلا، الا ان المحتمل أن تحتفظ إيران باستراتيجية" لا حرب ولا سلام" التي أعلنها المرشد الإيراني على خامنئى عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني منتصف عام 2018.وذكر تقية أنه بالتالي يتعين أن تتمثل مهمة إدارة ترامب في زيادة إضعاف إيران. وقد حققت بالفعل نجاحات في هذا الصدد، حيث أضعفت الاقتصاد الإيراني،  وأزاحت من المشهد قاسم سليماني، أحد قادتها البارزين. وأشار تقية إلى أن إيران عدو للولايات المتحدة، وأنه يتعين أن تكون هناك سياسة قضائية لإضعاف سلطة النظام الإيراني بصورة مستمرة. ونتيجة لذلك، ستعود إيران إلى مائدة التفاوض في مرحلة القادمة وهى في موقف ضعيف، أو ستنهار تماما ايا كانت نتائج الانتخابات في امريكا!!!.