الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
في الهواء الطلق صراع الثقافات وتسطيح الجيل
في الهواء الطلق صراع الثقافات وتسطيح الجيل
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

بارقة أمل جديدة ورسالة ثقافية اخرى تسجل لمحافظة بغداد وللمركز الثقافي البغدادي الذي يعد رئة ومتنفس للادباء والمثقفين في شارع المتنبي ، فقد اعاد المركز يوم الجمعة الماضية افتتاح ابوابه أمام الزائرين بعد حملة تأهيل وترميم وافتتاح قاعات جديدة تحمل اسماء مبدعي العراق من مختلف اختصاصاتهم الفكرية والثقافية والابداعية وكان من بين تلك القاعات مكتبة ومتحف المفكر عزيز السيد جاسم التي تحتوي على جانب من مكتبته ومتحف لمقتنياته الشخصية اضافة الى قاعة جلسات وندوات حوارية مصغرة خصصت للنخبة ، ومن المؤمل ان تشهد اقامة مناقشات دراسات جامعية وورش عمل ثقافية وفكرية متعددة.

وقد نال المركز استحسان زواره من مختلف المشارب والفئات العمرية بتعدد ثقافاتهم وهو يستقطب العشرات من الشباب الواعي الذي يستفسر عن رموز بلاده الابداعية لكي يتعرف عليهم من خلال المدرسة التي يشكلها المركز الذي سمى العديد من قاعاته باسماء الادباء والمفكرين والمبدعين اسهاما منه لتخليد ذكراهم واحياء تراثهم وتخصيص منابر تستوعب مختلف النشاطات الثقافية ليكون بحق احد اهم الرئات الثقافية الرصينة في زمن شاعت فيه الفوضى الثقافية وتسطيح الوعي المجتمعي عبر منافذ العولمة والتكنولوجيا الحديثة التي تعد سيف ذو حدين.

والمتأمل للمشهد الثقافي يجد الصراع على اشده بين الالتزام في ترسيخ القيم والمفاهيم الثقافية الصحيحة القادرة على خلق وعي عام متحصن بالعلم والمعرفة وبين مجموعة عوامل وثقافات قشرية تعمل على زعزعة الوعي وخلق جيل متذبذب قابل للانقياد نحو الهاوية وفقدان الهوية الثقافية ، جيل انحرف جزء كبير منه عن جادة الصواب وبات يتشبه ويبتدع امور دخيلة على الثقافة العراقية ، بدءاً من المظهر الخارجي والملابس والاكسسوارات وصولا الى المكامن والمضامين الداخلية الفارغة.

ولا يمكن التعميم في انحراف الجيل بأكمله ، ففي الوقت الذي نشهد فيه المتشبهين بالنساء رغم ان شكلهم لا يساعد على ذلك ، ورغم الميوعة التي تزحف عليهم ، فهناك من هم خيرة الشباب الملتزم والواعي الذي يجمع بين العلم والعمل والرجولة والنخوة.

لكني استغرب من تفاقم ظاهرة المستغنثين وافتتاح مقرات او مقاهي و(كوفي شوبات) خاصة بهم على مرأى ومسمع الجميع ، واستغرب من فقدان الاسر على السيطرة على ابناءهم وهم يخرجون من المنازل بمناظر كانت محط نقد وازدراء المجتمع في مختلف المناطق ، حتى تلك التي كانت الى وقت قريب محافظة على عاداتها وتقاليدها العريقة.

ان زحف ظاهرة فوضى والانشطار الثقافية وغياب الوعي ينذر بعد عقود ببروز اجيال لاتنتمي الى أصالة البلد وغير مهتمة بأرضه وماءه وثرواته وتراثه ، واعتقد ان من واجب جميع المثقفين ان يحافظوا ويساندوا ما تبقى من رئات ثقافية من الممكن ان تكون منطلقات لاصلاح الوعي المجتمعي ومحاربة الثقافات الدخيلة.

 

المشـاهدات 611   تاريخ الإضافـة 27/10/2020   رقم المحتوى 8946
أضف تقييـم