سلاماً عليك سيد الاولين والاخرين ، وغرة السادة المبجلين ، خير الورى وأشرفهم مقاماً وعزاً وسؤدداً ، أنرت دياجير العالمين وغدوت سبيل المهتدين من الضلالة الى اليقين ، حين عز الناصر وتناوشتك جحاجيح كفرة قريش ، لم يرهبوك ولم يثنوك عما حملت من رسالة هدى للعالمين.

سيدي يا رسول الله محمد (ص) وان أزرى بأمتك الحال وتقاذفتها امواج التقاسم والتنازع وتجاوز الظلم فيها رقاب الرجال وانكر فيها الاخ اخاه واكل فيها الغني مال الفقير بغير حق ، وصار للرويبضة ختم المقال وتقاتل ابناؤك كالخصوم الاعداء ، وانبرى منهم من يكفر الاخر ، ويسفك دمه لاختلاف التأويل وتقاطع التفسير ، وصار حالنا لايسر عدو ولا صديق ، بعد ان ابتعدنا عن دينك الذي بشرتنا به واردت به وجه الله لتصلح به امتك وتنقذها من مصير مجهول ، عسى ان يجدوا الحق حقاً فيتبعوه والباطل باطلاً فيجتنبوه ، لكنه البغي والطغيان ووسوسة الشيطان ، وبهرجة السلطان التي زينتها لهم الدنيا فتجاهلوا وتناسوا وصاروا طعماً سهلاً لكل غانم عابر ولكل اجنبي سافر.

يا رسول الله .. سيدي .. فوالذي نفسي بيده وبعظيم مكانتك ومحبتك في قلبي انا ليحزننا اليوم تفرق امتك على مذاهب شتى ومشارب عديدة كل يدعي احقيته بحبك ويجهد نفسه ليطرد الاخر من إيوان عشقك السرمدي وكأنه يحتكر الحقيقية لنفسه ويخرج الاخرين من شفاعتك ، متجاهلين انك نبي البشرية جمعاء وليس حكراً لمسلم دون سواه.

يا من ذبنا في محبتك ولهاً ، نسترشد بخطاك وسنتك ونلهج بذكرك مشفوعاً بالصلاة اينما ورد اسمك الشفيع ، يعجز بنوك اليوم عن رد الذين يتجرأون على قدسيتك ويصمون آذانهم عن دعوات العهر الافرنجي للنيل منك وقد خسئوا ، وبائوا بفشل وعار كبير ، هؤلاء حيث لايقدرون كم هي محبتك وماذا يعني ذكرك بسوء للمسلمين ، انها لتفور البحار وتسجر الجبال وتنزل صواعق السماء رجزاً اسهل تحمل علينا من ان يمسك كافراً بتلابيب رداؤك الشريف.

فداك امي وابي يا رسول الله ، يوم ولدت ويوم مت ويوم تولد حياً.

باسم الشيخ