الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
لماذا اصبحنا من الدول الفقيرة...؟؟
لماذا اصبحنا من الدول الفقيرة...؟؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب نجم الربيعي
النـص :

لم يشهد ألتأريخ بلدا فرط واستهان بثرواته عبر ألتأريخ مثل ألعراق.. فهي اما أن تستخدم في الحروب العبثية التي كان يمكن تجاوزها  من خلال الدبلوماسية الرفيعة ..مثل حرب الثمانيات مع ايران.. والتي كلفت العراق بحدود 800 مليار دولار في وقت كانت ا سعار النفط مابين 10 الى 17 دولارا...  وأما أن تنهب وتسرق وتصبح حكرا على الطبقة السياسية والمقربين منها مثل ماحصل بعد عام 2003 بعد ان دخل للعراق من عام 2006 الى عام 2014 اكثر من ترليون دولار واردات من بيع النفط ومساعدات دولية لاحد يعرف اين  ذهبت هذه الاموال ولاتوجد لها حسابات ختامية لدى البرلمان العراقي او ديوان الرقابة المالية .. وان وجد قسما منه فلا يعتد به لانه صادر عن الجهات المتورطة بالسرقة والحديث يجري عن فقدان اكثر من 360 مليار دولار مفقودة حتى الان وهذا ماكده المرحوم احمد الجلبي و250 مليار دولار في مشاريع وهمية لم تنفذ وهذا ماذكرته النائبة ماجدة التميمي في جلسة علنية في مجلس النواب ولم يحقق به احد لحد الأأن لأن ابطال هذه الصفقة هم وزراء ورؤوساء كتل وزعماء مافيات وبرلمانيون.. فالفساد وان تعددت اشكاله مشروعا مازال مستمرا برعاية حكومية وفانونية ...أما العالم الاخر من حولنا نجح في تحويل الندرة والحاجة الى ابداع وخيرات من لاشيء سوى انه وظف العقول النظيفة والسليمة وصاحبة الكفاءة في المكان المناسب ... لك تجربة سنغافورة  التي تحتل المرتبة الثالثة في الاقتصاد العالمي من حيث انتاجية الفرد  لاتمتلك اية موارد طبيعية وصل معدل دخل الفرد فيها الى مايساوي 50 الف دولار سنويا....كذلك السويد اتي تحتل المرتبة التاسعة عالميا استثمرت في ألانسان والطبيعة والتعليم ... تجربة اليابان الدولة التي خرجت مثخنة الجراحات من مسلسل طويل من الحروب ولاتوجد فيها اراضيها ايةموارد طبيعية وجغرافيتها صعبة 75 % من اراضي عبارة عن جبال ومسطحات مائية تقدر ثروتها وفق اخر احصائيات عام 2016 بحدود 5100 مليار دولار... كذلك الصين الدولة التي كانت في عام 1978 دولة متخلفة قبل ان يصلها الخبير العراقي الذي كان استاذا في احدى الجامعات البريطانية عراقي من اهالي الكسرة مازال حيا يرزق  تقدر ثروتها اليوم 17400 مليار دولار وثاني قوة اقتصادية تسيطر على طرق التجارة العالمية من خلال الاستثمار وليس القوة العسكرية... وماحصل في سويسرا الدول رقم واحد في العالم في السعادة والرفاهية ومستوى دخل الفرد والصناعات الماركة المميزة لأنها جنبت نفسها الحروب ولم تشترك   في الحربين العالميتين الاولى والثانية وانشغلت باستثمار الطبيعة ومن عليها.. بالمقابل انظر الى زيمباوي ونيجريا في قارة افريقيا وماتمتلكة من خيرات وثروات طبيعية تفوق هذه الدول كلها ولكن كيف تعيش شعوبها  ومستوى البنية التحتية لاقتصادياتها... هذه النماذج المتطورة لم تأتي صدفة بل هي نتاج لدراسات ومراكز بحوث واهتمام واستثمار للطاقات وكل ماهو متاح وبناء قوانين وانظمة وقبل كل هذا وذاك اختيار لنظام سياسي لديه برنامج حكومي يسائل عليه ويحاكم ويطرد ان لم ينجح... ولم يكتفي العالم بهذا الحد بل صار يستخدم كل مالدية من اوراق ضغط على الاخر ليكسب منافع اضافية او تعديل لشروط اتفاقيات بموجب الميزة التي يملكها... وهذا ماتفعله اثيوبيا اليوم مع مصر وهي افقر دولة في العالم لايتجاوز معدل دخل الفرد السنوي فيها 100 دولار من بناء سد النهضة على نهر النيل واحرجت مصر والاخيرة ستجد نفسها مظطرة للتفاوض مع اثيوبيا.. وماقامت به تركيا من بناء سد اليسوا على منابع نهر دجلة وجعلت العراق يتوسل اليها وتتحكم باطلاقات نهري دجلة والفرات وليس بعيدا يأتي يوما تتفاوض تركيا مع العراق بنظرية ((الماء مقابل النفط)) الطريقة التي عاش عليها العراقيون لسنين.... كذلك ماتقوم به الصين من استثمارات في طرق التجارة العالمية ابتداء من ميناء (كوادرا) في باكستنان )) ومشروع طريق الحرير الذي تعتبر البصرة بوابته الرئيسية واحرجت امريكا وتهدد وجودها على رأس النظام ألاقتصادي العالمي.. ومافعلته روسيا حين زحفت على  شبه جزيرة القرم وصارت تهدد دول البطيق الثلاثة وتهدد اوربا سياسيا واقتصاديا وامنيا.... وماتقوم به الولايات المتحدة الامريكية  من اخضاع العالم وبالذات العربي والاسلامي الى صفقة القرن ونجحت الى حد كبير وستكمل هذا المشوار بنجاح اكبر.... هذه نماذج  مبسطة للنجاح اقدمها في هذا المقال استدل منها ان هذه الدول نجحت لانها تحترم شعوبها كذلك شعوبها حرة وترى المسؤول موظفا لدى الشعب لاتمنحه اي امتياز يحوله الى طاغية او دكتاتور يعاقب حين يثيب ويكافيء حين يصيب..ونحن ومع كل هذه الخيرات والموارد الطبيعية المكتشفة وغير المكتشفة ممكن ان نكون افضل من كل هذه الدول التي عانت من الندرة ....تراجعنا سنينا ضوئية الى الوراء لاننا سلمنا امرنا لرجال دين لاعلاقة لهم بالدين ولرجال يدعون انهم سياسيون  والى القبيلة والى المذهب وهجرنا القابليات والكفاءات تحت عناوين فضفاضة اختبأ خلفها اصحاب المشروع التدميري ... هل يتطيع سياسي واحد او حكومي او مختص في هذه الحكومات التي تعاقبت ان يقدم دليلا مقنعا لماذا تاخر تنفيذ مشروع ميناء الفاو الذي سيغير المعادلة الاقتصادية في المنطقة والعالم ويحرج اقوى موانيء الخليج والمنطقة بما فيها قناة السويس وسيرد على العراق بمئات المليارات من الدولارات سنويا مقابل 4 او 5 مليار دولار كلفة الانشاء .. ولماذا رفض حيد ر العبادي مبلغ 500 مليار دولار من الصين هدية من الصين مقابل الاستثمار في ميناء الفاو وبناه في كامل  مراحله.. والفكرة لازالت قائمة حتى اليوم ...لكن يتم التعاقد مع شركة دايو الكورية.... والصراع الجديد اليوم بين الحكومة والبرلمان عن الالية التي يمكن تةفر بها الرواتب هل نقترض ام لا ...في حين هناك مئات المنافذ لتعظيم الموارد تكفي وتفيض وتبني وتعمر لكنها خطوطا حمراء من يقترب منها يموت ...اما كمدا اما غيظا ...اما رميا في الرصاص .... اعتذر عن الاطالة لكن وودت ان اقدم هذا الاستعراض  لنعرف ونتفق جميعا ان مشكلتنا ليست بالموارد او الاموال مشكلتنا في من يحكمنا ومشكلتنا في خياراتنا ....ومشكلتنا في صبرنا على حكامنا ....ويحب ان نعترف اننا من مكنهم من وطننا وموردنا ومن رقابنا ... فهل سنتعظ ... ام سيكون لنا موقف اخر

المشـاهدات 899   تاريخ الإضافـة 02/11/2020   رقم المحتوى 8969
أضف تقييـم