الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
تواترية النص المسرحي
تواترية النص المسرحي
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د.فاتن حسين ناجي
النـص :

ينطلق التواتر من منطلق التكرار الذي بدوره ينشطر بين اتفاق وخلاف فنجد البعض يتخذه وسيلة للسكينة تجده يقول ( هو الاثبت لكثرة الاستشهادات وازالة الشك  ) ونجد الاخر يجده مجال للفتور والتراجع ( لانه يعيد الذي سبق بالذي لحق ) وبين هذين الاختلافين نتجه الى النص المسرحي العراقي الذي ينشطر كما هي الاراء بين تكرار وفتور وبين سكينة وقبول . نحن لسنا بصدد التعرض للنصوص جميعها بل لتلك النصوص التي تنتهج التواتر لغويا وفكريا وتشخيص . اللغة متواترة لاتخلق الجديد بل تسعى للركود لتؤسس لغة الكاتب الخاصة التي تتناقض ولغة الاخرين ان من التنافر او من التفرد فالنص لايولد على لغة جديدة بل هي تلك اللغة الحوارية الام التي لامفك منها ومن قيودها . وفكريا بمعنى أنه وفّر منظومة فكرية متكاملة غير قابلة للخروج عن الاطر التي وجدت صداها الكبير  بها سابقا ووجد بها طريق للتواصلية التي لاجديد لها التي لاتخرج عن دائرة ( الوطن . الحرب . الموت ). اما الشخصيات تلك البقعة المظلمة التي يحاكي بها شجون الاخر . وهذا التواتري ليس فقط مقتصر على تلك التكرارت بل تعداه الى اشياء اخرى في مضمون النص من حدث تواتري ومشهد تواتري وغيرها . وهذه التواترية ليست هي صورة للسلبية طالما هي تجد نخبة لها من جهة وتحقق هدف الكاتب المحوري للافكار التي يريد معالجتها من جهة اخرى لاسيما إن معظم مسرحيات دراما العبث لغتها وافكارها متواترة مثقلة بالتكرار فهي نصوص ذات بنية سطحية مغلقة تحوي بداخلها افكار  معمقة تحيلها الى التجديد في التأويل .فنجد أن الأسس الفلسفية التي قامت عليها التواترية بوصفها نسقاً فرديا ساهم لتقديم مسرح ما بعد الحداثة في بادئ الامر ، فمركزية الكاتب تكونت في اطر التكرار والاعادة التي إنبنت عليها معظم مفاهيمه الفكرية والثقافية وحتى الاجتماعية فأصبحت هدفاً يندرج تحت قول مارون النقاش "فأنتم أيضاً ستنظرون عند تكرارها، منافع تعجم الألسن عن وصف مقدارها " فيجد النقاد في ذلك التكرار (ثيمة للكاتب) ينهجها حتى يتفرد بها عن الاخرين وتقترب وفكرة العود الأبدي، التي تؤمن بتكرار الأحداث مرارًا وتكرارًا في زمن لا نهائي. وان مبدأ التواتر ماهو الا مبدأ للتأكيد على ماهو محيط بالفرد .في حين يجد الاخر انها خرجت عن اطر التطور والتحديث وانها بدات تدور ضمن دوائر مغلقة كشفها المتلقي حتى بات يدرك ماهيتها منذ السطور الاولى لاتحمل الانفتاح بقدر محمولاتها المغلقة من جميع عناصرها الدرامية ولانقول للانغلاق انها جهة السلب فهي في جميع الحالات تحمل معها جمالية المسرح والانعكاس الواقعي . لكن لابد من الخروج عن تلك التواترية التي ماعادت تتمحور وتتمركز في تصدير النص المفكك في عرض مابعد الدراما . فعملية التغيير التي تتضمن خلق بؤر صراع وأحداث تخلو من النظام وتقود لسلسلة التفاعلية الحداثوية للمتلقي .

المشـاهدات 746   تاريخ الإضافـة 02/11/2020   رقم المحتوى 8979
أضف تقييـم