النـص : تذكرّتُ ما كنا قد دَرسنا من مواد و أصول نظريات في كتاب " الإقتصاد " الخاص بطلبة الصف السادس الأدبي ، ما ذهبت إليه نظرية العالم البريطاني " توماس مالتوس" حول تزايد عدد السكان وفق متوالية " هندسية " فيما تتزايد المواد الغذائية وفق متوالية " عددية " بضمن ما ورد في مؤلفه المعنوّن " أصول الاقتصاد السياسي" في العام /1820، ، و أنا قارن جداول النسبة التي أرسلها لي أحد الاصدقاء ممن توّلع برصد و حصد بمثل هذه الإهتمامات ، تلك النسب و الارقام التي أحييت عندي - مجدداً - ما كان يراودنا من حقيقة مخاوف و جس هواجس كارثيّة أمام ما جاءت ترمي إليه هذه النظرية التشائمية التي إنتشر صيتها كالنار في الهشيم ، للحدّ الذي أثرّت فيه كثيراً على تأسيس مسارات سياسات الدول الكبرى في تبرير و تسويغ مشاريع هيمنتها و نشر شرورها المتنوّعة على الشعوب الفقيرة و المغلوب على أمرها في عالم اليوم ، و ما كان قد سبقه من أعوام و عقود ، بعد ما ورد نجد أن نزف اليكم كوكبة تلك النسب التي آثارت لدينا كل هذه المواجع ، وهي تشير إلى سنة /1960 حيث ؛ ( عدد نفوس " بلجيكا ٩.١٢٩.٠٠٠ نسمة " // "عدد نفوس هولندا ١١.٢٤٠.٠٠٠ نسمة" // " عدد نفوس السويد ٧.٤٧١.٠٠٠ نسمة " // " عدد نفوس العراق ٧.٢٩٠.٠٠٠ نسمة ) ، فيما سجلت الإرتفاعات التالية وصولاً إلى سنة / 2019 ( بلجيكا : ١١.٤٦٠.٠٠٠ نسمة " // " هولندا: ١٧.٢٨٠.٠٠٠ نسمة " // " السويد : ١٠.٢٣٠.٠٠٠ نسمة " // " العراق : ٣٨.٤٣٠.٠٠٠ نسمة) ، لعل ما حصل في العراق خلال الستين عاما يفصح عن إزدياد عدد نفوس بلجيكا إلى مليوني نسمة تقريبا ، و في هولندا ستة مليون نسمة ، و السويد مليون و سبعمائة ألف نسمة تقريبا ، بينما العراق إزداد فيه عدد النفوس إلى واحد و ثلاثين مليون نسمة ، رقم مخيف ، أليس كذلك ؟!!! حين نحصي حجم ما أصابنا من متواليات حروب / سنوات حصارات / موجات هجرة و نزوح / ويلات و كوارث ، أدّت إلى تدّني طروف الحياة على كافة المستويات ، يكفي - فقط - بأن نعرف أن عدد الموظفين و المتقاعدين في عراق اليوم ، يفوق عدد سكانه في العام /1960، لكي ندرك حجم جحيم الكارثة .
|