الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
قصة قصيرة الطفل العنود -
قصة قصيرة الطفل العنود -
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

أ د. محسن عبد الصاحب المظفر

حامد ومحمود طفلان صديقان وجاران لا يملا اللعب. وقد اعتاد حامد المجيء للعب مع محمود في داره القريبة.

وكان حامد في انتباه دائم لحالة صاحبه محمود الذي يلاحظه صعب المراس معاند لامه ويعبر عن عدم رضاه بالبكاء .

ما بك يا محمود ؟ سأله حامد

محمود : أمي لا تحبني وتضربني وتمنعني من اللعب .

حامد : وماذا حصل لك اليوم ؟

محمود : طلبت مني غسل يدي , فعاندتها ولم أغسلهما فضربتني وشتمتني .

حامد : كان عليك غسلهما ! فأنا اغسل يدي دون أن تطلب أمي مني ذلك .

وانغمرا يلعبان , وأثناء ذلك عكرت أم محمود عليهما صفوهما وصرخت بصوت مفزع : محمود أسكت ! ولم تكتف بل جاءت أليه وقرصت أذنه فبكى وخجل من صاحبه .

وفطن حامد للأزمة الحاصلة ما بين محمود وأمه ولكن حامد طفل لا يعرف أسلوب النصيحة , وخطر بباله الفرق بين علاقة كل منهما بأمه , وتذكر حنان أمه وحسن معاملتها وكيف أنها تشجعه وتكافؤه وتحتضنه وتقبله بأعلى درجات الحب والحنان والألفة والتشجيع , وتذكر كيف أنها توقظه كل صباح بالدعاء .

ورغب أن يوضح ذلك إلى أم محمود , لتكف عن ابنها وتعامله بالحسنى , وجاءت الصدفة , إذ شكت له قائلة :

_أرأيت يا حامد عناد صاحبك محمود ؟

فحانت التفاته من حامد أثناء ذلك إلى الكلب النائم قريبا ً منها , فقال :

هل يعاندك كلبك النائم جنبك ؟

أم محمود : لا

وانتظرت تتمة لجواب سؤالها لكن حامد سكت , وبقيت تتأمل قصده ,فهي تدلل كلبها وتمسح على رأسه وتقبله وتحضنه أحيانا وتغسله نهاية كل أسبوع وتطعمه بانتظام ولا تنهره ولا تزجره بالطرد , وبعد هنيهة قالت :

فهمت قصدك يا حامد أشكرك على هذه النصيحة .

وغيرت معاملتها مع ابنها وزادت من اهتمامها أطعاما وتشجيعا ومسامحة وتدليلا بالحضن والتقبيل وبالمقابل قل عناد محمود حتى اختفى نهائيا ً

المشـاهدات 777   تاريخ الإضافـة 09/11/2020   رقم المحتوى 9072
أضف تقييـم