أنا الحب...أحدثكم من حيث لا تعلمون...فلتتسع صدوركم وتنصتوا لى..ولو لليلة ...هذه ليلتى...عيدى ...كما سميتموه نيابة ورغما عني-عيد الحب-هل انتهيتم من احتفالاتكم؟..هل استمتعتم بالفسح واللهو والسهر؟..هل تبادلتم الهدايا والقبلات والعناق؟....جميل !..بل رائع!!..وماذا بعد؟! ها اليوم قد شارف على الانتهاء والانفعالات بدأت تهدأ والضجيج بدأ فى الانخفاض والتهنئات والرسائل بدأت تقل.....لكن يؤسفنى أن أصدمكم بحقيقة مرة....ما كنتم تحتفلون وتحفلون به..لم يكن أنا..أجل وللأسف أنتم ما كنتم تحتفلون بالحب...فأنا الحب وأنا من يحدثكم و أوأكد لكم أنى ما كنت هناك...أنا هنا فى مكان آخر ليس مهم أين ولكن المؤكد أنه ليس بينكم.حقيقة لا اعلم بما كنتم تحتفلون؟! بقرينى شيطانى...أو ربما مسخ ينتحل شخصيتى كذبا وبهتانا...لكن ما أعيد فأوأكده عليكم ...لم يكن أنا.فأنا قد رحلت عنكم منذ زمن ليس باليسير..حين وجدت القلوب تتحول من اللحم إلى الحجر،والضمائر تموت وتدفن بلا أى ندم فزعت... حين تلاعبتم بى وأهنتمونى أشد إهانة وقتما كنت على السنتكم حقا مراد به باطل...قدمتمونى وردة لتتركوا ضحاياكم صريعة أشواكها بلا رحمة... الفتمونى كلمة جوفاء ،بلا روح ولا صدق..فأعثرتم فيا القلوب... قدمتمونى خدمة ورحمة وحنان ليس ابتغاء لوجه الله أو حتى الإنسانية ..بل لأغراضكم الدنيئة. بكيت...حين أبصرت غنيا استطاع أن يغمض له جفن وهو يعلم أن قريبه لا ينام من العوز والجوع والمرض. صرخت...حين ارتأيت  عجوزا ينحنى تحت أرجل شاب يلمع له حذائه- من فرط الفقر والحاجة-ولا تذرف عليه دمعة.انهرت...حين  قابلت ابنا يحمل أباه بهمة ونشاط-بعدما أفنى عليه زهرة شبابه-ويلقيه فى دار للمسنين دون أن يلتفت وراءه ليرمقه بنظرة أخيرة.مرضت...حين استخدمنى ذكر-ليس له علاقة بالنخوة والرجولة-ليتلاعب بمشاعر أنسانة أصدقته الفعل والقول والمشاعر..فحطمها وفر هاربا كالجبان.تقيأت...لما ازدرانى أحمق غبى حين كنت أقبع فى قلب لم يكن فيه سواه فزهده من فرط الحب والاهتمام ورحل يبحث عن اهتماماته وحريته بعيدا عن قيد هذا الحب الثمين...ورأيته يهيم كالمجذوب ويرتحل فى صحار قاحلة جافة يلتمس من يبتسم بوجهه حتى ولو كذبا فيصرخ كالمجنون مهللا أن شخصا ما يحبه...زهد-الغبى-ما أغرقته فيه من جنة تركها ليلتمس -ولو كذبا و ذلا -من الجحيم.يئست منكم...حين افتريتم وافترأتم على المسكين والضعيف وطيب القلب..فجعلتكم الحياة مداسا فى أرجل من هم أشد منكم ظلما وطغيانا،على سبيل العدل.كفرت بكم...حين رأيت أمة تقوم على أمة تبيد فيها وتهلكها جورا وطمعا...تقتل الأبرياء وتغتصب النساء وتشرد الأطفال..ويقف باقى العالم معصوب العين مخروس اللسان مقيد اليد.ضحكت...حين سمعتكم تتشدقون بحبكم لله -الذى لا ترونه رؤى العيان-وأنتم عاجزون أن تحبوا من يحبكم من البشر بسبب الغيرة والحقد الذى يفتك بقلوبكم.كفاكم -يا معشر المنافقين-فمن تخدعون...فوالله ما أنتم بخادعين إلا أنفسكم المهترأة الضائعة منكم...ومن فضلكم..احتفلوا كيفما شئتم لكنى منكم برئ.فالحب لا عيد له..لا ذكرى سنوية..الحب هو الله..ولمن لا يؤمن بوجود الله هو الإنسانية النقية والكون المتناغم...والله محبة...ونحن لا نحتفل بالله ولا نتذكره يوما واحدا كل عام...نحن نحيا به...هو لنا أنفاس الحياة...وسر الوجود والروح و الراحة...فمن يحتفل بى أنا الحب فى يوم كل عام كمن يحتفل بالله يوما واحدا كل عام...فكلانا زائر وضيف عليه لا صاحب مكان...والله المحب هو خالق كل شئ و مالك كل شئ وكل روح....وحتى يحين الميعاد وأصير مالك القلوب بالحق فى كل وقت...حذار أن تنطقوا بكلمة واحدة عن سيرتى ...سيرة الحب .. #بلا_هوية.