أضيف بواسـطة addustor

كيف تلغي او تُسفه فكرة ما ؟

سؤال تطرحه الاجهزة المختصة ، لمعالجة ظواهر معيقة او مزعجة أو متحدية لوجودها أو لاستمرار منافعها ؟

وهذا مطروح دوما ً امام جهات الاختصاص التي تجد نفسها مطالبة بتقديم معالجات لمجابهة التحديات التي تواجهها أنظمتها ، ويخطا الكثيرون في فهم معنى التحدي الذي يلخص بانه النظام الذي يطرح نفسه بديلاً للسائد ليحل محله ) ، ببساطة فان التحديات التي تجابه الحكومات المتعاقبة منذ 2011 حال الانسحاب الامريكي او قبله بقليل هي التظاهرات والاحتجاجات  التي قدمت بديلاً نوعيا او ما يسمى بالضد النوعي ،لانه من نسيج المجتمع الذي يتظاهر فيه جيل من الشباب الشيعة الذين لم يقتنعوا بالسياسات والشعارات التي قدمها خطاب المؤسسات الدينية والسياسية وااحزبية معا ً، والا لماذا تخرج محافظات باكملها كالبصرة والناصرية والديوانية والسماوة  بل النجف وكربلا والحلة للاحتجاج المستمر ؟

الاجابة لاتحتاج الى ذكاء شديد او فذلكة لتسويغها لان العامة من الناس لم تقتنع بالذي حدث من معطيات تجربة طويلة ،منحوا اياها على مدى سبعة عشر سنة كفيلة بان تُحدث  تغيرا ً هائلا ً في حياة الناس لاسيما اامحافظات ذات الاغلبية الشيعية، التي ازدادت تعاسة وفقرا ً وازداد فيها عدد الفاسدين المقربين من سلطة الاحزاب والاحزاب والنواب !

لذلك طورت اجهزة السلطة ادواتها بعد أن ادركت ان الخصوم هم من  المحتجين من بيوت الشيعة وليسوا من المناطق الغربية التي قمعت او تمت معالجتهم بالقسوة المفرطة وسكتت الى حين العثور على بدائل وظلت متفرجة تنظر الى ما يحدث في الجنوب والوسط في القريب العاجل وانكفأت لحين الفرص السانحة ، وقد قامت السلطة باتباع سياسة اخرى مغايرة لنهج الاقناع بتساوي المظلومية لان الناس ادركت ان المظلومية انحصرت بفقراء الشيعة من عامتهم  الذين أضحوا يصرخون (نريد وطن ) ويهاجمون مصالح طبقات الخاصة التي اغتنت  بطريقة غير مسبوقة وظلت تاكل ولا تؤكّل الاخرين من معيتهم ، والناس ترى وتعاين مظاهر الثراء والبذخ و الاملاك والضياع التي لايمكن إلا ان يراها الاخرون في وقت الناس مازالت تفتقر لمقومات العيش البسيطة التي كان يوفرها النظام السابق حتى ، من حصة تموينية منتظمة والحد من مظاهر الثراء ، والتقشق الذي طبق على عموم الدولة ، ايام ااحصار !

فادرك المتخمون ان معادلة الصراع اختلفت وتباينت لتكون بين سلطة راعية لاجهزة حكومية وغير حكومية من جهة وعامة يطالبون بعيش كريم ، فاحتشدوا في الساحات وتمركزوا في مراكز العاصمة والمدن  الاخرى تغذيهم نقمة شعبية تتوسع يوما بعد اخر وتكسر حاجز الخوف، وارادات سياسية لها اجندات متباينة الاساليب والنوايا ،دون ان يعرف المحتجون بأن السلطة تسبقهم خطوات بحكم تمرسها وزيادة خبرة القمع الذي شهدتها اسابيع تشرين 2019 أبان حكم عبد المهدي التي خلفت ضحايا مئات الشهداء والأف الجرحى التي ظنت أن الحكومة بل السلطات كفيلة بردع الاحتجاحات لكنها أخطات كثيرا فقد دفعتها الى تطوير الياتها وعناوينها نحو وتائر جديدة لم تتضح بعد معالمها ، في وقت تمكنت السلطة من ( تعويم ) الاحتجاجات وادواتها باغراقها بمحتجين شكلين من نسيجها يطبقون تعاليمها واختلطت الخيم الى الحد الذي دفع السيدة بلاسخارت الممثلة الاممية ان تقول ان ‎%‎18 فقط نسبة المحتجين وان البقية من اعضاء احزاب السلطة ، اذ ذاك ادرك المحتجون ان لا جدوى من البقاء والتظاهر في محيط تتحكم فيه السلطة ،وكل التعويل على ااحكومة الجديدة قد تبخر وادرك المختجون  ان الخروف الابيض سيوكل كما اكل الخروف الاسود،  فسارعوا الى وقف نزيفهم المحتمل بل الوشيك ، حتى انهم في حالة اعادة تنظيم صفوفهم وكسب الوقت لاجراء اخر لانعرفه اظنه اجرأ واشمل لان السلطة لم تغير نهجها او تصلح حالها وحوافز الاحتجاجات اخذت تكبر !

من يعرف ما الذي تخبئه الايام المقبلة اظنه يتعلق بمتغير اخر غير محلي ،لعل خريطة الاحتجاح ستتغير حتما ً لان كل عوامل بقائها قائمة والاهم من كل ذلك تراكم اخطاء الحكومات اامتعاقبة وعدم جديتها بامتلاك استراتجية الحل .

 

المشـاهدات 591   تاريخ الإضافـة 11/11/2020 - 07:26   آخـر تحديـث 29/03/2024 - 13:28   رقم المحتوى 9128
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016