الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
نتائج الانتخابات الأمريكية هل تعني شيئا للعراق ؟
نتائج الانتخابات الأمريكية هل تعني شيئا للعراق ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

من أغرب تداعيات العمل السياسي في العراق , هو الانشغال حد الهوس  بالانتخابات الأمريكية , وكأنها تعني تحولا جذريا في حياة العراق وأبنائه , وربما تأتي نتائج فوز بايدن بحلول لكل أزماتنا التي صارت لها بداية وليست لها نهاية ..

ومنذ بداية الحملة الانتخابية لكلٍ من الديمقراطي بايدن والجمهوري ترامب , بدأ المحللون السياسيون باستنتاجاتهم وتخرصاتهم , البعيدة كل البعد عن واقع السياسة الأمريكية , التي لا تعتمد على تبديل الوجوه والأشخاص الذين يتصدون لقيادتها , فسياستها خاضعة لستراتيجيات وخطط , تشترك فيها هيئات ومراكز لصناعة القرار الأمريكي , اما  المصالح التي ترتبط بها فتحكمها ظروف البلد الذي يتعامل مع أمريكا بوصفها الدولة الأقوى والأكثر تأثيرا ونفوذا في العالم , وبالذات في الشرق الأوسط الذي يشهد غليانا وفوضى وصراعات وتداخلات في المواقف والمصالح .

قد يكون لكل رئيس للولايات المتحدة الأمريكية أسلوبه الذي ينسجم مع تطلعات حزبه الذي اختاره لهذه المهمة  , وقد يكون السلوك الشخصي للرئيس موحيا بسلوك ما تجاه علاقات أمريكا في العالم , لكنه لا يدخل في بعض التفاصيل التي تعيشها الشعوب ومنها نحن في العراق , فقضيتنا الكبرى داخلية , وقياداتنا السياسية هي المسؤولة عما آل إليه وضع البلد وهو يعاني أزمات خانقة , بل دخل نفقا مظلما لا تعرف نهاية له , ولذلك لا بايدن الفائز , ولا ترامب الخاسر , يستطيع إيجاد حل سحريّ لأزماتنا , رغم أن لأمريكا دورا مهما في قرارات  العراق الحساسة , إلا أنها غير مسؤولة بشكل مباشر عن بيع وشراء الذمم , وسبل سرقة المال العام والفساد وسوء إدارة الدولة , التي ظلت الحكومات المتعاقبة  تتخبط  في ممارساتها وسياساتها , وكل رئيس للوزراء , بعد أن يعلن تشكيل حكومته المستندة إلى المحاصصة المقيتة , المشفوعة بتأييد ومباركة مجلس النواب لها , يعلن عن ضرب الفساد وقواه بيد من حديد , وبمرور الأيام تغدو يد الحديد شمعا يذوب تحت أشعة شمس القوى المتنفذة التي تمسك هي بيد من حديد بمصالحها  الضيقة التي تنهب ثروات البلاد من أجل إدامة نفوذها وسيطرتها , ليلجأ رئيس الوزراء صاحب ادعاء الضرب بيد من حديد إلى ممارسات خجولة يلقي فيها القبض على بعض الفاسدين الصغار , الذين يعرضون على المحاكم , ومع أنهم صغار , فأن أبناء الشعب العراقي لا يعرف عن مصيرهم شيئا , وما نتوقعه نحن أنهم يحصلون على إطلاق سراحهم  , ربما لعدم كفاية الأدلة و وفي الحقيقة لتدخل من إحدى القوى الكبرى المتنفذة في البلاد .

إن المفيد لنا في الانتخابات الأمريكية , هو متابعة مساراتها و كيفية أدائها , ومشاركة الامريكان فيها وتفاعلهم معها , وهي تجربة ديمقراطية عليا , رغم كل الملاحظات التي تشوبها , والتي لا تخفى أو تترك , بل يتم معالجتها من خلال القضاء القوى والقوى المشرفة على هذه الممارسة , أما نتائجها , التي انشغلنا بها طويلا و وإن الرئيس الجديد سيفعل كذا , أو يحقق طموح معين أو يدعم توجها دون غيره , فهذا وهم علينا أن نعي طبيعته , لأن الحلول الحقيقية , التي صارت عسيرة صعبة معقدة لتحدياتنا هي بيدنا نحن كشعب , إذا قال كلمته فإن كل القوى الدولية والإقليمية , ومنها دول الجوار ستنأى عن تدخلاتها في شؤننا , لأن الأرض الرخوة للقيادات هي التي سمحت بهذه التدخلات , أما الحلول القادمة من خارج الحدود , فهي حلول مشبوهة , مهما كانت نواياها جيدة ...

فلا تعولوا على تبديل الوجوه والأشخاص و لأن الله تعالى لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

المشـاهدات 660   تاريخ الإضافـة 14/11/2020   رقم المحتوى 9161
أضف تقييـم