ظاهرة الرمي العشوائي اصبحت ظاهرة متلازمة في حياة المجتمع العراقي ، وصارت حالة يعبر فيها المواطن عن جميع مشاعره حزنه وفرحه وحتى سوء فهمه مع الاخرين ، ويذهب جرائها عشرات الضحايا من الابرياء سنويا ، وقد سجلت المستشفيات حدوث الكثير من الاصابات وبشكل يومي بعد كل حادثة رمي عشوائي ، وهذا يحصل دون رادع يحد من تلك الحوادث ، فقبل يومين من كتابة هذا المقال قرات العديد من حوادث اصابات الرمي العشوائي وجميع الاصابات تسجل ضد مجهول ، لكن في حقيقة الامر هو معلوم لدى السلطات القانونية ويتبجح بأفعاله امام الجميع ويفتخر فيها ، القانون العراقي ادرج فقرة العقوبات لمن يتسبب بقتل شخص جراء الرمي العشوائي لكن مقابل ذلك فأن جميع الاصابات تقيد ضد مجهول ، وكان الاجدر من ذلك وللحد من تلك الظاهرة التي تسببت بفقدان الامن لدى المواطنين هو سن قانون عقوبات صارم لمن يستخدم الرمي العشوائي وتطبيقه على الجميع دون استثناء ، فظاهرة الرمي العشوائي في المناسبات هو من عادات المجتمعات القبلية سابقا وكانت تستخدم في الاراضي الفارغة والبعيدة عن مستوطنات السكان ، لكن مايحدث الان صار اشبه بالارهاب الذي يعمل على ترهيب الناس وسبب لهم الاصابات المختلفة ، والمجتمع يكتفي بتهدئة المصاب واهله بحجة انه قضاء وقدر وعلى المصاب تقبل ذلك دون مطالبته القانون بالقضاء على الجاني والذي لازال يسير بيننا وكأنه لم يفعل اي شيء ، المرجعية في النجف لم تكن بمنأى عن الموضوع بل حرمت ذلك بشكل واضح وصريح واوجبت على من يطلق رصاصة واحدة في الهواء دفع دية للفقراء ازاء ذلك العمل المشين ، ونصحت وحذرت من تلك الافعال السلبية ، لكن يبدو ان ظاهرة صم الاذان لم تكن صفة محصورة بالحكومة فقط بل انتقلت العدوى الى المجتمع كذلك ، فالارتقاء بالمجتمع لن يكون امرا يسيرا مالم نتخلى عن العادات والتقاليد السلبية المتلازمة لنا منذ عصور .