ليس غريباً ان تستضيف الاسرة الصحفية في بيتها النقابي القيادات السياسية والتنفيذية ضمن انشطتها الهادفة لتلاقح الرؤى والاطلاع على الحراك السياسي والاداء التنفيذي ليتعرف الوسط الصحفي على اهم التطورات المتعلقة بالقضايا والمسائل المهمة لينعكس ذلك في تكوين وعاء للرأي العام المبني على الحقائق من مصادرها.

ويوم امس استقبلت الاسرة الصحفية برئاسة نقيبها الزميل مؤيد اللامي سماحة السيد عمار الحكيم رئيس ائتلاف عراقيون وزعيم تيار الحكمة ليلتقي مجموعة من الصحفيين وعدد من رؤساء المؤسسات الاعلامية في جلسة حوارية شفافة تحدث فيها الحكيم عن الصحافة والسياسة معاً ، شكا لنا من الطارئين على المهنة الذين يحرفون الحقائق ويستغلونها للضغط والابتزاز ، وهو مشخص لدينا جدياً فيما كشف عن الطريقة التي تستعد لها القوى السياسية لتشكيل تحالفاتها لخوض الانتخابات المقبلة.

طرح السيد الحكيم اتسم بالاختلاف عن طريقة التفكير التقليدية السابقة للكتل السياسية والتي استمرت لسنوات طويلة حيث اسست تحالفاتها على التخندق الطائفي والقومي والجهوي ، وانتج هذا الخراب الذي أقر بجزء منه ، ليتحدث عن بديل يراه هو الاصلح للتعاطي مع المرحلة المقبلة ، فركز على التحالفات الطولية اي ان يضم اي تحالف خليط من كل اطياف الشعب العراقي مؤسساً ذلك على تجربة تحالفي الاصلاح والبناء شريطة ان تؤسس قبل موعد الانتخابات ، منوهاً ان هذه الطريقة ستختزل المشهد السياسي الممزق لاكثر من ثلاثمائة حزب في جبهتين او ثلاث لدفع الناخب لخيارات محدودة وضمان تركيزه على الخيار الافضل ، وهو ما ينتج حكومة موالاة تتحمل كامل المسؤولية وجبهة معارضة تقوم بدور الرقابة والمتابعة ، وتعفي كلاهما من احراج تشكيل الفريق الوزاري بدون صفقات مشبوهة واستهلاك الوقت لاسباب غير منتجة.

جلسة الحوار الصريح والهادئ تشكل جسر تواصل بين الاسرة الصحفية والقيادات السياسية بعيداً عن المناكفات والمزايدات لبلورة رؤية مشتركة عن طبيعة المعالجات الناجعة لازماتنا السياسية وعدم القدرة على انتاج متغير يعيد الثقة بالعملية السياسية ويدفع الجميع لاشاعة روح الامل والتفاؤل المفقودة من قاموس العراقيين جراء الاداء الفاشل للقوى السياسية.

باسم الشيخ