الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
وجوه من تنك ..!
وجوه من تنك ..!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب فراس الغضبان الحمداني
النـص :

 منذ عديد من السنوات والشارع العراقي يتلقى آلاف الشعارات وكثيرا من التصريحات التي تتحدث عن مستقبل العراق ومشاريع إعماره ومحاربة الفساد والمفسدين ، حتى كاد المرء يعتقد بان القادة الجدد سيحولون البلاد إلى باريس او مونتي كارلو او بلاد الضباب . وبعد اختلاس المليارات وهدر وإضاعة فرص عظيمة للنهوض بالبلاد وإسعاد العباد ، وعند اقتراب موعد الانتخابات دخلنا مجددا إلى المزاد ، فذات الوجوه الكالحة والكتل والأحزاب انفسها التي دمرت العراق وسرقت أمواله وقتلت شبابه وفشلت في تحقيق وانجاز الحد الأدنى من البناء وتوفير الخدمات التي تليق أو تتوفر للحيوانات بل لحظائر الخنازير في أفقر دول العالم . ومع هذا الفشل وبدلا من التنحي عن مواقعهم وترك البلاد والاعتذار للعباد لأنهم سرقوه وقتلوه وكذلك فشلوا في حمايته وتوظيف أمواله ، أخذتهم العزة بالإثم وبدأوا مجددا يستعدون جميعا وبـ( وجوه التنك ) نفسها التي أصبحت معروفة لدى العراقيين لتجديد ولايتهم في البرلمان والحكومة ويحاولون الآن خلط أوراقهم وتجميلها ، ولكن كل الأوراق من الناحية العملية والافتراضية قد احترقت . أصبح أعداء الأمس يتوافقون ويتحالفون بقوائم تحمل اسم الوطن والقانون والبناء والديمقراطية، ولكن النتيجة الطبيعية أنهم جميعا يسعون لنهب العراق والهروب إلى أوطانهم البديلة في دول الجوار أو في أوربا أو أمريكا ، ولكن الهروب هذه المرة ليس مثل الهروب في زمن صدام المقبور لأنهم خرجوا في تلك المرحلة حفاة والآن يهربون وقبلهم تهرب ملايين الدولارات ليستمتعوا بها هم وأحفاد أحفادهم في بلادهم البديلة التي يحملون جوازاتها، فالعراق أصبح بالنسبة لهم كنزا ينهبون منه ويهربون ، وهو مجرد ذكرى انتماء وقصة قديمة تذكرهم بأيام العوز والفقر والنصب والاحتيال والاستجداء. هذه المؤامرة حقيقية وليس ندعيها، لكن الخطير بالأمر إن تمريرها أصبح سهلا بعد إن تلقى الشعب وخاصة أغلبيته شحنات من ( أفيون التخدير ) بإسم الدين والوطنية وغسلوا أدمغة العامة من الناس وجعلوهم ينشغلون بتقاويم المناسبات الدينية وأصبح جل اهتمامهم المشي على الأقدام قاصدين مراقد الأولياء لطلب المراد والثواب متجاهلين حقوقهم التي ابتلعها هؤلاء الأفاقون . إن هؤلاء الذين سيسوا الشعائر والطقوس الدينية والذين يصرفون على المواكب الحزينة وهم يتمتعون بالمليارات ويتركون الأحزان للمواطنين الذين يواجهون الإرهابيين ليفجروهم ويقتلوا النساء والشيوخ كي يستثمر الحاقدون هذه الحوادث لاثارة الفتنة الطائفية ولإطالة عمر المنافقين الذين يتاجرون بهذه المآسي كما كان يفعل أزلام النظام السابق حيث يحتفظ بجثث الأطفال حديثي الولادة الذين يموتون بسبب نقص الغذاء والدواء أو لأسباب غامضة ليعرضهم في شوارع بغداد أمام عدسات وسائل الإعلام المختلفة ليقول للعالم هذا ما فعله الحصار العالمي بأطفال العراق. كان صدام يضرب عصفورين بحجر أولهما محاولة كسب تأييد البسطاء والسذج من الناس ، والثاني الضغط على المجتمع الدولي لتخفيف الحصار على النظام، ولكن قدرة الله كانت اكبر من صدام أو الذي يقلدونه ، فلم يجد الطاغية ملاذا بل حفرة حقيرة التقطه منها الأجانب وقادوه إلى حبل المشقة ، ولعل مصير الذين يسيرون الآن على دربه ولم يحققوا انجازات حقيقية للشعب لم يكونوا أحسن حالا من صدام ، فلن يجدوا حتى تلك الحفرة الحقيرة التي اختبأ فيها لأن لعنة الشعب ستكون لعنة من الله على الذين تاجروا بإسم الوطن والدين وهم لايسعون حقيقة إلا إلى السلطة وجمع الأموال بالسحت الحرام . بعد كل ما تقدم فهل إننا سنصدق إن هذه التحالفات الشيطانية وهذا الخلط الغريب في الأدوار إن المشاركين في السلطة منذ سقوط النظام البائد لحد الآن يتحالفون من اجل الشعب أم من اجل أنفسهم في تقاسم المناصب والمكاسب ..؟.

 

المشـاهدات 508   تاريخ الإضافـة 22/11/2020   رقم المحتوى 9228
أضف تقييـم