النـص : ليس بإمكانك أن تحمي شيئا ، ما لم تؤمن بقيمة ذلك الشيئ وتقدره ، من جملة ما علق في ذاكرتي بعموم ما ورد في كتاب اللعين " بول بريمر " الحاكم المدني لعراق ما بعد تحريقه ، لا تحريره كما كان يشاع قبل و أثناء و بعد قصف طائرات و دوي دبابات و أزيز مجنزرات مختلف آليات " ماما أمريكا " جملة تقع في آخر سطرٍ من نهاية كتابه سيىء الصيت و السمعة المعنون " عام قضيته في العراق" تقول ؛" عليك أن تتعلّم طرقاً رائعة في الإقناع " ، بغض النظر عن مدى صحة ذلك ، رفضاً أم قبولاً أقتنعتْ أو لم تقتنع ، إلأ أن عليك أن تعي و تعرف كيف يفكّر عدوك ، يحضرني - هنا- مَثل أنكليزي يفيد بالقول ؛" اللسان البذىء يعضُّ نفسه " ، أكاد أستشعره يضادد و يعاكس- بعض الشيء - الحكمة التي أخترتها عنواناً لهذا العمود من حيث أن التوّدد يمثل نصف العقل ، كونه بوابة دخول حتمي لمعنى إعتماد الحكمة سبيلاً و نهجا و حلماً في حياة ناجحة و مريحة ، لمن يحترم نفسه و يصونها على قدرٍ واثق من الدراية و إدراك آهمية قيمة الوجود و كيف يجب أن يكون في خدمة الناس ، أما النصف الآخر من ملكات و ذخائر العقل ، تقع في حدودات " حدود " التعامل و طبيعة التفكير و دوعي إيجاد البدائل و القدرة على حلّ المشكلات التي تواجه الفرد في عموم نواحي و مراحل حياته ، على ضوء نوعية و مناسيب الذكاء الذي يتمّتع به ، من حيث كونه الذكاء هو القدرة المركزية التي تتفرّع منها بقية القدرات الاساسية منها و الثانويّة ، و يحدث أن يقف الخوف عائقاً في العديد من تبني المواقف و الحالات ، كونه يُمّهد و يحسم من تلك المواقف ، و في الوقت الذي يسلب الخوف فيه إدارة الإنسان ، و يجعل من الناس أشراراً فإنه يسهم – إيضاً - في صناعة الطغاة ، يخطأ أو يتوّهم من يظنّ بأن التعّقل و تفادي أثر الخوف تحت ذريعة القبول بأمر الواقع و تقديم تنازلات على ضوء هذا التعاليل و التبريرات ، إذ يرى علماء النفس العسكري بأن أسرع الرماة في أي معركة هم الجنود " المخروعين" الخائفين ،فكن مع من يقول ؛ " أن لم تستطع قول الحق ، فلا تصفق للباطل " .
|