في الهواء الطلق رسالة الى الشرفاء .. لا تسمحوا بتحطيم العراق ---------------------------------- والشرف انواع واشكال ، يختلفون من بلد الى اخر وفق العادات والتقاليد والقيم المجتمعية ، وما يهمنا شرف المسؤولية الوطنية ، بما يبقي على كرامة وسمعة المسؤول ، بقدر تحمله للمسؤولية ، وقيامه بما يجب عليه القيام به في ظل مرحلة زمنية عصيبة في تاريخ العراق ، والشريف هو من يبرئ ضميره ، امام الله ونفسه واسرته واهله واصفيائه ومقربيه وشعبه. قريباً سيعرض قانون الموازنة العامة للتصويت ، وبما ان الصايحة الحكومية صاحت عندما تسرب شيئ منها الى الاعلام ، فهذا يعني ان فيها ما فيها من كوارث اقتصادية وتأزيمات مالية على المواطنين والموظفين ، كما ان رفع سعر قيمة الدولار الامريكي المحترم لقاء قيمة الدينار العراقي الذي كنا ومن زمن قريب نحلم بعودته بقوة الى السوق والاقتصاد الدولي ، قد تلاشا ، وقد دخلنا بمرحلة جديدة من طرد الاستثمارات الوطنية المتبقي منها وتحويل تفكيرهم الى الاستثمار خارج هذه البيئة الاقتصادية التي لم تستطع حماية المستثمرين والتجار على المستوى المحلي ، وكبدتهم خسائر مالية لا ذنب لهم فيها ، بينما ستكون مرحلة الاستثمارات المقبلة للبدلاء من جماعة العم سام ، الذين سيسيطرون اكثر على السوق المحلية ، بعدما سيطرت مافيات الدول الكبرى على مقدرات البلد. ومن يراجع ويتابع بدقة وبتفاصيل واحصائيات بالمقارنة لطبيعة ظروفها وازماتها يجد ان الوضع بتنازل وتراجع ، منذ اواخر السبعينات وصعودا. ان مؤشرات تدمير الصناعة ، وافشال انعاش الزراعة ، وانهاء اي دور للتجارة ، والاعتماد الاكبر على الشركات الاجنبية في الاستثمار وانهاء دور المستثمر المحلي ، جراء طغيان الفساد فيه بسبب من يسيطر عليه من اصحاب نفوذ حزبية وسلطوية من جانب ، وعدم وجود ائتمانات حقيقية تضمن للمستثميرن حقهم وحمايتهم من جانب اخر. وكذلك من باب تحطيم البلد ، تسفيه قطاع التربية والتعليم واشاعة الفساد في بيع المناهج المختلفة في السوق السوداء والدراسة الخصوصية وتنشئة جيل غير صالح لقيادة المسيرة التربوية والتعليمية ـ ليس جميعهم ، لكنهم يضيعون وسط التحديات ـ وانشاء الرياض والمدارس والكليات والجامعات الاهلية التي اغلبها تابعة لاشخاص مرتبطين بالاحزاب لتوفير موارد مالية ضخمة لهم ، وضاعت المقاييس وانسحقت الاعتبارات الوطنية والاخلاقية ، ولم يعد هناك شرف التنافس الوطني ، بعد ان الرأسمالية الامريكية غزت ونخرت عقول من يفترض بهم ان يمثلوا اشد اعداءها. ولم يعد الحديث عن الايديولوجية السياسية ذات مغزا ، فقد انصهر الجميع في بوتقة السلطة التوسعية الامبريالية لترضيخ العراق وتوريطه بديون لم يسبق لها مثيل في تاريخه ، ولاسيما في ظل قيادات لا خبرة لها ومستعدة لتلقي المخططات الامريكية والصهيونية ضد العراق باعتبارها مخططات خلاص للبلاد وتسهم في تطويره؟!. تلك الشخصيات المسؤولة عن حكم البلد التي لم تسأل نفسها عن الذي قدمته سلطة الاحتلال للعراق وشعبة. حتى القضاء دخل ضمن منظومة الرضوخ ، والا ما معنى وجود معتقلين منذ سنوات ، وما معنى تغييب نشطاء من دون ان يعرف احد عنهم شيئاً في ظل صمت عميق!. في الموازنة المالية ما يكفي لخنق اخر انفاس الناس ، وهو بالضرورة يُخرج اعلى مسؤول حكومي من خارطة التنافس في الانتخابات القادمة ، وهذه مؤشرات لطبيعة مرحلة جديدة قادمة على البلد اول اولوياتها التقسيم لانهاء القصة الاولى من سيناريو مسلسل تحطيم بلد عريق. ---------------------------------- كتاب الدستو أضيف بواسـطة : addustor المشـاهدات : 649 تاريخ الإضافـة : 21/12/2020 آخـر تحديـث : 29/03/2024 - 02:03 رابط المحتـوى : http://addustor.com/content.php?id=9315 رقم المحتوى : 9315 ---------------------------------- جريدة الدستور Addustor.com