الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية نتساءل بوجع : من هو المسؤول عن الخلل ؟
بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية نتساءل بوجع : من هو المسؤول عن الخلل ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

ونحن نعيش توترا وحيرة وفيضا من التساؤلات التي فرضتها الخطوة المثيرة للجدل التي خطتها الحكومة العراقية ورئيس وزرائها الذي بدا متسرعا، لم يحسب بعيدا للإرباك الاقتصادي الذي حصل بسبب هذه الخطوة , نتوقف لمراجعة سريعة للانهيار الحقيقي الذي بدأت ملامحه منذ سنوات , بل من اليوم الأول لتسلّم الحكومات زمام أمور البلاد تحت هاجس المحاصصة والتحزب والصعود المؤلم على دكة الطائفية المقيتة  , وهذه المراجعة تبدأ بالسؤال الذي يطرحه الجميع وهو لماذا تكون الاحزاب السياسية في الغرب الذي  يسمى الكافر,  تتنافس على تقديم الخدمات وتذليل المصاعب والأزمات التي تواجه المواطنين , بينما  نحن الذين  وصفنا الله تبارك وتعالى  بخير امة اخرجت للناس ,  تتنافس احزابنا السياسية والدينية والفكرية على ايهم يسرق ويفسد اكثر ؟

اين الخلل يا ترى هل هو في الدين ؟

من المؤكد أن الإجابة واضحة بديهية  , فالأديان كلها جاءت تنادي بعلوّ شأن الإنسان ورفعة قدره , ولعل ديننا الإسلامي الحنيف جاء رحمة ومحبة للناس .

 إذن هل يكمن  الخلل في  العقلية التي تتصدى للعمل السياسي وإدارة الدولة , ام في الارث والعرف الاجتماعي , ام هو-  كما يقال مؤامرة تشترك فيها أطراف خارجية متعاونة مع شخصيات وجهات داخلية ,  ام هي ارادة الله الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء , ام يكمن  الخلل في الفكر الانساني  لدى الانسان الشرقي وما يتمخض عنه  من نتائج وتداعيات في تطبيق الفلسفة الشيطانية ,  والسعي خلف منطق انا خير من الآخر ,   وعليّ اقصاء هذا  الاخر  فكريا وثقافيا ودينيا واجتماعيا وسياسيا ؟

الذي يلمسه أبناء الشعب العراقي جميعا , وهو يتفحصون هذه التساؤلات وغيرها الكثير , أن العملية السياسية افرزت طبقة فاسدة ومفسدة في  كل نواحي الحياة   .... وبذلك وصلنا إلى ما نحن  عليه الآن  ....

إننا نعيش محنة حقيقية تمسّ العصب الحي من حياتنا , وتجعلنا نغرق في دوامة من الحسابات حول القادم من الأيام , والخطوة الاقتصادية التي تعدّ مغامرة , لا أعرف كيف تم التخطيط لها , وكيف تمت القناعة بإطلاقها بشكل مفاجئ سرعان ما ظهرت آثاره على كل شيء في المجتمع , ترى أي مصلحة وطنية في المضي في انتهاك أبسط حقوق أبناء الشعب في العيش الكريم ؟

ولماذا لا تفكر الحكومة بشكل جدي وحريص بالبدائل المتاحة  وهي كثيرة , تبدأ من الإنفاق غير المعقول للرئاسات الثلاث , وتنتهي بالدرجات الخاصة , فلو قللنا هذه الاستحقاقات غير المشروعة , وحرصنا على مصادر الثروة والمال العام الذي يسفك وينتهك ويسرق في وضح النهار , لما عانينا من هذا الخانق الاقتصادي الذي نمر به في ظرفنا الحالي ؟

على رئيس الوزراء العراقي وحكومته أن يتحملوا   نتائج هذا الإخفاق في إدارة موارد الدولة , وعلى الكاظمي تحديدا أن يتذكر تصريحاته النارية التي جاء بها عند تسلمه زمام الأمور , وهو العارف بكل شيء يحدث في البلد من أزمات إلى تحديات , إلى الغرق في الفساد , فهل ضرب الفساد حقا بيد من حديد , أم سار فيه حتى أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه , وهل عالج أزمات البلد أم واد الطين بلّة كما يقال ؟

كيف يجرؤ مسؤول أقسم على أن يحمي مصالح بلاده ويحافظ عليها , أن يساهم في أذى وضرر أبناء الشعب ؟

إن العراق أرض السواد أرض الخصب والخيرات , أرض الثروات الوفيرة , يعيش أبناؤه فقرا وعوزا وخرابا حقيقيا ..

فهل نعيد السؤال الذي صار لازمة أسياسية في حياتنا , وهو أين يكمن الخلل ؟

هل هناك إجابة وافية شافية لدى مسؤول  له دور في صنع القرار, وهو يشاهد مشاهد الخراب والأذى الذي طال أبناء الشعب كافة  ؟

المشـاهدات 589   تاريخ الإضافـة 25/12/2020   رقم المحتوى 9341
أضف تقييـم