الخميس 2024/4/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
القائمقام حين يتجاهل القائم وينشغل بالمقام
القائمقام حين يتجاهل القائم وينشغل بالمقام
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

تعود تسمية القائمقام الى الفترة العثمانية بالعراق وهو منصب اداري لشخص يقوم مقام الغير في منصبه ويعد اعلى  منصب بعد المحافظ  ، وقد تم التقييد بالتسمية والوظيفة عبر مر الزمن ومازال هذا متضمنا حتى في  التشريعات والقوانين الحديثة ومنها قانون المحافظات غير المنتظمة في اقليم  الذي صدر عام ٢٠٠٨  والذي وصف الوظيفة اداريا ومن ناحية الشروط المطلوب توفرها لمن يشغل هذا المنصب الذي يعادل مدير عام والصلاحيات الموكله له وفق  ما جاء في الفصل الثاني ~ المادة ٣٩

وفي ضو التقسيم الاداري يتولى القائمقام الاشراف على احد الاقضية التابعة للمحافظة ويدير شؤونها ويعمل على تطويرها وتلبية احتياجاتها  والارتقاء بواقعها

وقضاء بعقوبة  يعتبر مركز محافظة ديالى وبعقوبة مدينة تغفو على ضفتي نهرين هما ديالى النهر الرئيس الذي ينبع من جبال زاكروس ويمتد ليدخل الاراضي العراقية مارا بمحافظة ديالى عبر سد المقدادية متجها جنوب بغداد ليصبح احد روافد نهر دجله وهناك نهر صغير يسمى خريسان  وهو احد فروع نهر ديالى الذي يمر وسط المدينة  ليصبح مركز معالمها ونقطة الجذب فيها حيث اقيمت على جانبيه الحدائق والكازينوهات والمطاعم ولذلك اصبح يشكل جزءا مهما من ذاكرة المدينة واهلها ،وقد كانت بعقوبة واحدة من اجمل المدن  العراقية لما تتوفر عليه من بساتين وانهار  وطبيعة خضراء وقد سميت بمدينة البرتقال وكان لها مهرجان سنوي تحتفل به كل عام كما كان يؤمها الزائرين والسائحين من داخل العراق وخارجه

كما كان للمدينة معالم اثرية وحضارية وثقافية يلتقي فيها مبدعون المحافظة وهم يجسدون فيها اجمل العروض الفنية والابداعية  ولكن المتابع والزائر اليوم لهذه المدينة سرعان ما يصدم  لما يراه بل يصاب بالخيبة حين يزور مناطقها ويسير في شوارعها المليئة بالتخسفات والشبه مغلقة بالصبات  وانهارها الشحيحة المياه بل ان نهر خريسان قد اصبح مكبا للفضلات والمياه الاسنة و القاذورات ناهيك عن جسر ديالى الجديد  قيد الانشاء الذي قطع امتداده  بعد الضفة اليمنى مباشرة دون  اكمال ذلك ارضاءا لبعض اصحاب المحلات والمتاجر واغلق منفذه الايمن المؤدي الى الساحل

ولا نعلم ما سبب ذلك الذي جعل الدخول  بطريقة معكوسه

اما دكاكينها فقد استحوذت على معظم الارصفة ولم يعد للناس مجالا للسير الا وسط الشارع وهذا الاستحواذ تقف خلفه ايادي ادارية متنفذه ليتحول كل جزء من المدينة ومشاريعها الى ارباح وعوائد تصب لصالح المنتفعين من مناصبهم ناهيك عما يدور في المؤسسات الرسمية مثل دوائر المرور والضرائب والبلدية والكهرباء وغيرها من امور  وتجاوزات طالت حتى منافذ دخول المدينة ونقاط سيطراتها  والتي اصبحت حالات مألوفة بل شكلت جزءا من الروتين اليومي وفي الجانب الاخر  الذي ينبغي ان يعكس وجه المدينة ثقافيا واعلاميا  كونها المدينة الاقرب للعاصمة والتي تحمل تاريخا عريقا وارثا  ابداعيا لاسماء لامعة في شتى التخصصات

نجد  ان من يمثل هذه المنجزات الثقافية والابداعية  مثل نقابة الفنانين والصحفيين وفرع اتحاد الادباء والكتاب وجمعية المصوريين وروابط ومنظمات اخرى قد حشرت في مكان  قديم وأيل للسقوط يسمى السراي القديم الذي لا يصلح للاقامة ويخلو من اية خدمات بل  هو مجرد مكان علقت فيه  لافتات لعناوين هذه المنظمات والجمعيات دون ان تجد متسعا يحتوي انشطتها وفعاليتها التي من المفروض ان تجد الدعم والاهتمام من قبل الجهات الادارية في المدينة وفي مقدمتها القائمقام  بوصفه الشخص الاداري الاعلى والمسؤول عن شؤون القضاء   الذي باتت معاناة اهله  تتفاقم في مختلف المجالات الادارية والخدمية  اليس من الطبيعي ان تكون هذه المدينة انموذجا بين المدن لما تتوفر عليه من موقع جغرافي وطبيعة ساحرة وانهار  وناسها الاخيار بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم هم يشكلون الرصيد الحقيقي والمنتج للمدينة اخلاقا واصلا وعطاءا  ،لذلك ومن هذا المنبر الاعلامي تستمر متابعتنا و نوجه دعوتنا للمعنيين بشؤون المدينه  ان ينصب اهتمامهم بالواقع القائم وكيف يعملون على اصلاحه ولا ينشغلون بالمقام والوظيفة والمنصب فهو  لامحالة راحل  والعمل والاثر الصالح هو ما سيخلد اسم الانسان وخلاف ذلك كله زائل .

المشـاهدات 672   تاريخ الإضافـة 25/12/2020   رقم المحتوى 9342
أضف تقييـم