السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
وآسفاه..على أرض السواد !!
وآسفاه..على أرض السواد !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب سعد جاسم الكعبي
النـص :

يروي لنا التاريخ ان المسلمين الاوائل عند وصولهم الى العراق اصابتهم الذهول والمفاجأة.

وكانوا في ذهول تام لما فيها من مزروعات كثيرة ومتنوعة وماء عذب.

فاطلق العرب المسلمون عليها ارض السواد لكثرة نباتاتها حتى قال الشاعر :

 

أرض الـعـراق بلاد لـلـمـلايـيـن يا جـنة الخـلـد يا زهـر الـبـساتـيـن..

أعـني العـراق عـراقـا كـل تربـتـه وكـل شـبـر بـلادي فـهـو يعـنـيـني

هذه البلاد اليوم باتت في طريقها لان تصبح ارض الجدب والقحط جراء السياسات الخاطئة المتبعة من الانظمة المتعاقبة على حكم بلاد مابين النهرين!!.

في موازنة 2021 وردت فقرات خطرة ولعل الاخطر مافيها هو منح قانونها دائرة عقارات الدولة صلاحية بيع الأراضي الزراعية  التي تقع خارج حدود محرمات الطرق المقطوع عنها الحصة المائية بدون مزايدة علنية وتجيز للمشتري ان يستعملها بشتى صور الاستعمال ، وهذا يعني إضعاف لنشاط القطاع الزراعي الذي يعتمد بدرجة رئيسة على اصل وجود الأراضي الزراعية ، فلماذا تفرط الدولة بهذه الأراضي وتسمح بتحويلها لغير الغرض الزراعي وكان بامكانها ان تستثمرها من خلال شركاتها العامة او مع القطاع الخاص بمشروعات زراعية إنتاجية قد تسهم في تعظيم الإيرادات غير النفطية.

هذه الفقرة تعني انهاء تام لقطاع الزراعة في البلد.

فهي تعني بيع تلك الاراضي من دون حصر لجنسها او بقائها زراعية وهي بذلك فتحت الباب على مصارعه لتحويل ارض السواد وهو مسمى العراق سابقا لكثرة مزروعاته الى ارض جرداء لامكان للزراعة فيها..

بعد  اعوام سوف لانجد من يزرع ونمد ايدينا لكل من هب ودب..

هذه الفقرة وحدها وضعت البلد على طريق الفقر الحقيقي!!.

هل يعقل ان نسمح ببساطة تغيير جنس الارض الزراعية ،وهل نسيت ملايين الدونمات الزراعية المنهوبة والتي ستنهب من قبل سماسرة كل شيء في وطن و سيبقى مجرد اطلال.

بهذه الفقرة لانجد ارض زراعية ولن نكون الا ابنية مشيدة ومولات ومدن العاب فقط، هل هذا معقول..

ارض السواد تتحول الى ارض الاسواق والمولات ومكانا لسماسرة الاخزاب ومن يبيع الوطن.

رحم الله ارض السواد التي لم تعد الا ارضا للبيع للسرقة وقطاع الطرق وسماسرة الاوطان.

المشـاهدات 541   تاريخ الإضافـة 27/12/2020   رقم المحتوى 9360
أضف تقييـم