الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
السحر...العمل..الحسد ...العين الجزء الثالث والاخير
السحر...العمل..الحسد ...العين الجزء الثالث والاخير
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د.مارى جرجس
النـص :

ومثلما ذكرت لكم البارحة... وبكلام لا يحتمل التشكيك ...أنا اؤمن بوجود تلك الأشياء...لكن اختلف علي نقطتين جوهريتين أول نقطة .... الأعداد الرهيبة التي تشتكي من وقوعها تحت أسر تلك الامور وسطوتها وسيطرتها  والتي اصبحت تقريبا أغلب المجتمعات الشرقية الضحلة العلم والثقافة وهذا يجعلهم يسقطون فريسة سهلة وصيدا ثمينا جدا لكتير من المحتالين الذين بيبحثوا عن الثراء المادي او المعنوي في صورة شهرة ...وتاني نقطة...وهي نوعية من يصابون بمثل هذه الضربات وتجوز فيهم....وتلك هي النقطة الاهم والتي رمزت إليها في الجزء الاول من موضوع السحر  بقصة الاميرة التي وبكامل ارادتها  تركت قصر ابيها وطلبت المعونة من الغريب....وهذه النقطة  تحديدا بها لبس كبير حيث يعتقد اغلب الناس ان البعد عن الله والتسليم للشيطان هو مجرد البعد عن الصلاة والصوم والطقوس والشعائر الدينية الخاصة بكل دين....لا يا أحبائي...كم واحد او واحدة  داخل الكنيسة يتناول ويصلي ويعترف ويصوم كل الصيامات ومن اول يوم و يمارس كل تلك الطقوس  كعادات  خاوية من العمق الروحي... فقط يعتبرها خطوات لاتقاء غضب الله واستمالة حمايته وتحصينه من الشيطان والسحر وف نفس الوقت إذا جاءته تجربة او أذي من حد_حسب رؤيته _ووجد ان الله لم يحقق له ما اراد  التجأ لمثل تلك الامور بل و يجد لنفسه مبررات يقنع نفسه بها  ليخدر ضميره...(كلام كده زي....ما اصل هعمل ايه مقداميش غير كده...الغرقان بيتعلق بقشاية....الناس بتقول ان فلان ده بركة ده مش بياخد فلوس...الست فلانة حملت بعد 10 سنين قاطعة الخلف....انا بجيب حقي وبنتقم م اللي اذاني وده ميزعلش حد انا مش ربنا...)وكتير من الكلام الذي بيخدرون به أنفسهم ويبررون لجوئهم لإله آخر......أيوه إله آخر.....وهنا الخطورة...الشرك بالله....يوم ما ألتجئ لطريق آخر   غير الله لقضاء  مصلحتي انا ضمنا انكر وجوده.....أقول له في قرارة نفسي انت غير قادر ...سأستبدلك بمن يقدر...لكن ف نفس الوقت لا اريد ان اتركه تماما  فأصير واقفا في منتصف طريق لا يجوز أن يكون له منتصف اصلا ...إما أن تؤمن او لا تؤمن...إما الله او الشرك ...والشرك _او إدخال طرف بجانب الله هو ألعن من الكفر بالله...والله يترك لنا الحرية لا يجبرنا علي شئ لأن حرية الإنسان اللي كفلها الله له  منذ خلقه هي كفة من كفتي ميزان عدله..،فكيف يحاكمه بالعدل وهو لم يترك له الحرية او كان مصيرا له لا مخيرا إذن وصلنا إلي نقطة مهمة ...ان الشرك بالله  ...هو السبب الوحيد لحدوث مثل هذا الامر....ودعوني اكون أكتر جرأة وأقول أن الشرك بالله لا يغفر...والكفر به اقل خطرا بمراحل..وإليكم الأسباب الكافر بالله او الملحد...هو شخص رفض من الاساس فكرة وجود الله وكنتيجة مترتبة علي ذلك لغي  وجود للشيطان هو صادق...بغض النظر عن كونه علي حق او باطل الملحد من البداية لا يؤمن بوجود الروح..هو يري  نفسه ك الشجرة ،الدودة ،الحيوان.... سيعيش فترة ثم  يموت ويتحلل ويؤول إلي تراب .... ليس موضوعنا اليوم  عن الالحاد والملحدين ولو انني سأتكلم قريبا جدا في هذا الموضوع  وبمنتهي الاحترام والموضوعية...لكن هنا انا أتكلم عن شخص مؤمن بالله...وبناء عليه مؤمن بالشيطان...بدليل ان مشكلته قد ادرجها تحت مسمي عمل من اعمال الشياطين إذن هو مؤمن بقوة الشيطان...لكن المصيبة انه غافل نفسه ورسم لها مبررات في منتهي الخطورة وسلك طريق آخر غير طريق الله وراح يطلب مساعدة من ذلك الآخر..أتدركون معني ذلك؟....معناه صعب جدا....كانه بيقول لله( معلش بقي انت مش قادر ع اللي انا عوزه او بطلبه فمضطر اطلبه من غيرك بس راجعلك تاني....) أرأيتم كم الرياء و التغفيل....تغفيله لنفسه...لان اي انسان من السهل جدا أن يخدع الكون كله ..الا الله.. حتي نفسه يمكنه أن يخدعها يخدرها... بالاعذار بالشفقة علي النفس بتقديم المبررات اللي يظهر بها مظلوما ومن حقه ان  يأخذ حقه او ينتقم لنفسه حتي يفيق علي عصا تاديب الله ...لكن الا الله...مستحيل خداعه داخل بيوت الله.... البعض يمارسون كل الطقوس ،يصلون ،يصومون....فقط لحماية أنفسهم من البلاء والاخطار...لكن لا مانع لديهم ابدا إذا تعرضوا لمشكلة  ان  يلجئوا سرا وخفية لمثل تلك الامور لحل مشاكل وجدوا ان الوقت يمر دون بدون حل وبالطبع الموروث الاسود  جاهز بداخلهم...العمل والسحر والعين و..و...واول كلمة تقال وبسرعة الصاروخ (أيوه السحر مذكور ف كل الاديان ....) علي عيني وراسي يا حبايبي...مذكور لكن هل عرفنا يجوز في من ولماذا.... ليس كل ما ذكر في الكتب المقدسة سواء القرآن الكريم او الانجيل المقدس او التوراه استطاع البشر المحدود الإدراك أن يصل لتفسير واحد متفق عليه...بيعجبني جدا جدا شيوخ المسلمين العلماء حينما يجتهدون في تفسير آيه من القرآن الكريم او حديث شريف عند ختام محاولاتهم في التفسير بعبارة...والله اعلم...حقيقة  أنحني احتراما لهم...لان كل عالم منهم مدرك انه مهما بلغ به العلم والفصاحة والحكمة والبصيرة ..فهو ذرة في عقل الله اللا محدود ... وفي الإنجيل "آية (مت 18: 9): وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ إذا فسرنا هذه الآيه حرفيا ....سنجد أن اي راجل او سيدة  ينظر باشتهاء للآخر فلابد ان يقلع او تقلع عينيه ....لان البديل اما ان تدخل الجحيم بعينين سليمتان او يدخل السماء بعين واحدة(اعور)....بالطبع لا احد يفعل ذلك سوي سمعان الدباغ وهذا واحد في البشرية كلها...فهل خلقت السماء لشخص واحد والباقي في الجحيم... وللخروج من هذا المأزق ..نسرع ونقول هنا الآيه رمزية....جميل جدا...إذن ليست كل كلمة مكتوبة في الكتب المقدسة تفسر حرفيا او نوظفها كل واحد كما يحب ف الموقف الذي يحبه وبالتفسير الذي يحبه المهم يخدم بيها وجهة نظره ويخرج فائزا منتصرا....لا يجوز بل لا يصح لابد ان نصل إلي القناعة بإن أفكار الله بعيدة عن الفحص والإدراك البشري وكل ما نفسره ما هو الا اجتهادات....ولكن يبقي شئ واحد فقط يستحيل أن يضلل أي إنسان  إن اتبعه....شفافية الروح وارتياحها ..الحقيقية لا التمثيل....كتير من الناس تجيد تمثيل انها في احسن حال وفي سلام وكل شئ علي ما يرام لمجرد ان لا يظهروا اضطرابهم وفقدانهم للسلام امام الآخرين ..ولكن هل الله غافل عن ده؟! بالطبع حاشا النوع الأول الذي يصيبه السحر والعمل وخلافه هو من يؤمن بقدرتها علي النيل منه وان تلك القدرة تفوق قدرة الله  علي حمايته منها  او يخاف منها او يعمل لها اي حساب ...لانه في هذه  اللحظة هو قد وضع _وبيده وإرادته_ قوة فوق قوة الله وقدرة فوق قدرته...فتركه الله لاختياره والنوع التاني من المصابين  هم من يعرجون بين الفرقتين ممسكين  بالله بيد من ناحية امام الناس في النور وممسكين بالشيطان باليد الاخري من ناحية ولكن في الظلام او السر...في هذه اللحظة يترك الله يدهم الممسكة به لانهم أشركوا به والله لا يسمح  لأي شريك آخر له في ان يكون كفة موازية له... هنا يسقط المنافق في شر اعماله...،فتجد رجل الله المصلي وقد اصابه او اصاب ابنه مكروه من المس والسحر ونتعجب ونقول المؤمن متجرب وندور في حلقة مفرغة نحاول فيها اثبات وتاكيد وجود تلك الاشياء وجوازها في الطيبين والقريبين من الله..وما خفي كان اعظم... سمعنا عن رجل له رتبة كنسية عالية كان المقربين منه يعلمون جيدا عبثه بالمزامير وتلك الامور التي يمارسها بحجة تحقيق العدل بين الناس...ولا اريد ان اسهب فيما حدث لابنته الوحيده وكيف مات هو ...فليرحمنا الله  لا تاخذوا بالظاهر يا احبائي ...ف الله حنون  وفي القرآن الكريم والانجيل المقدس ايات لا حصر لها عن محبته لخليقته ورعايته وحمايته لهم فهم جبلته وصنعة يديه...انت عندما تصنع شيئا بسيطا بيدك يكون غاليا عليك تعتني به وتنظفه وتصونه برغم كونه جماد لا روح فيه فكم بالحري الله الخالق الكريم الستار ..نحن لم نظلم الله حين اشركنا به فعلا لا قولا...حين التجأنا لبشر عساهم اكثر رحمة علينا منه...نحن ظلمنا انفسنا لاننا فقدنا معيه الله واصطحابه الكلي لنا وتدبيره لشئون حياتنا...وجرينا وراء دجالين عسانا نلقي لديهم ما ظننا بجهلنا ان الله لا يقدر علي تحقيقه البعد عن الله هو بعد اليقين عنه وليس بعد الجسد....أكم من مرتادي بيوت الله يقينهم ابعد ما يكون عن صاحب البيت وطرقهم ومسالكهم بعيدة كل البعد واكم من بسطاء لا يلجأون إلا لله مهما اصابهم من مكروه أما عن ايوب البار فهو لم يمس ولم يسحر انما اختبر ايمانه وصبره وكان عقابا ضمنيا لتكبره واراد الله ان يقومه ويهذبه ويمنحه فضيلة حفرت علي مر العصور وهي الصبر...ولا يجوز ابدا مقارنة انفسنا ونحن البشر الضعيف مع الانبياء والرسل الذين اصطفاهم الله ليعلم بهم البشرية ويرسل من خلالهم رسائله السرمدية العلوية...فالقياس والمقارنة .،لا تجوز ..ولا تصح أصلا...لكن العبرة بمسلكهم هي كل ما يهم اما عن كم الحالات الرهيبة التي أراها من الصراخ والتشنج والصرع ...فأرجو منكم احبائي ان ترحموا هؤلاء وتأخذوهم الي اطباء علي درجة عالية من العلم في تخصص المخ والاعصاب والنفسية والعصبية...لان تلك الامور لا تتعدي كونها اضطرابات في افراز مواد بالمخ او بؤر صرعية  او زيادة كهرباء بالمخ تؤدي الي كل هذه المظاهر التي نسميها نحن والمنتفعين من ورائها سحر او لبس او مس او خلافه  يوجد سحر ويوجد مس من الجن وتوجد اعمال في قمة الخطورة ولكن اقسم بجلالة الله يا احبائي انها لا تجوز الا فيمن يفتح لها بابا سواء بالخير او الشر سواء بنية عمل تعويذة او عمل بالمحبة ..او بالاذي والشر اقسم بالله من يفعل ذلك هو من فتح مداخل قلبه وروحه وبيته ونسله لهذا العذاب الرجيم...أما من اتكل علي الله ولم يخاف او يخشي شيئا من كل تلك الامور مهما بلغت قوتها وقسوتها لانه مدرك تماما ان صانعها هو الشيطان المخلوق من قبل الله الواحد..،فحتما لن يخذله الله....أيعقل أن تسلم نفسك ويقينك لمن خلقك وتنام قرير العين في حماه ويتركك لمخلوق من مخلوقاته يعبث بك مهما حاول واجتهد....حاشا وكلا.

المشـاهدات 959   تاريخ الإضافـة 29/12/2020   رقم المحتوى 9395
أضف تقييـم