الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 16.95 مئويـة
ابيض اسود عام مضى وعام مقبل!!
ابيض اسود عام مضى وعام مقبل!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب مازن صاحب
النـص :

اعتادت الشعوب الحية تعلم مهارة الحياة وديمومة فنون التعايش مع ظروفها، هكذا كان الانسان في البداءة الأولى ضمن عائلة الكهوف، وهو اليوم ضمن عائلة العولمة والحداثة، معضلة الظلاميون الانغماس في الماضي وعدم الاتيان بكل جديد ومن ثم رثاء الواقع بكلمات الحزن والعويل، فلا كسبوا مستقبلا ولا حاضرا، فيما يبقى تراجعهم عن مظاهر التجدد في الحياة واضحا لكل عين تراقب، حتى اخذت جاهلية القرن الحادي والعشرين منهم كل مأخذ!!

ويطرح السؤال: هل في العراق شعبا حيا ام مجرد كتلا بشرية تقودها جماعات تتصارع على البقاء؟؟

لا اريد  خوض غمار 17 عاما مضت او  ما قبلها  من عقود  منذ تأسيس العراق الحديث  بنظام  ملكي  دستوري ثم  ما عرف عن المشروعية الثورية  وصولا الى المشروعية الدستورية ما بعد 2003 ، وفي كل  مرحلة  من مراحل  وعهد  من العهود ، كان المقبل يقاس على وفق معايير  محو الامية  ، والابتكار العلمي  ، وقدرات الدولة على الإيفاء بالتزاماتها في عقد  اجتماعي  دستوري ، قبلنا به ام رفضناه ، لان  مهمة المثقف القياس بموضوعية  تغادر حتى انتمائه الفكري ، ما دامت  مهمة القياس قائمة على  بلورة الوعي الجمعي  بتطبيقات  هذا العقد  الاجتماعي .

نعم  ستظهر  الكثير  من المقالات  وتنشر صحائف الأحزاب  ما بين  مثالبهم  وانجازاتهم الإبداعية، في ابسط تكوين لمغادرة المثقف دوره  في قياس التقييم العام  حينما يتحول الى مثقف سلطة او مثقف حزبي ، او تيار سياسي ، فيما  واقع الحال يفترض ان يصدر هذا التقييم  والتقويم لعام مضى  واخر مقبل من قيادات اهل الحل والعقد ، فدائما ما يستثار  المواطن العادي  في بساطة  الاندفاع  الوطني  عند  حدود فتوى مثل فتوى الجهاد الكفائي ، او قرار  لكن ليس على وفق قرارات الورقة البيضاء لإصلاح الاقتصادي، وهذا ما لم نلحظ حتى ضمن البرنامج الحكومي والسياسات العامة لوزراتها  في اصدار تقارير سنوية عن  إنجازاتها ، بل غابت الشفافية  كليا عن الأرقام  الإحصائية  المفترض ان تطلقها الحكومة التي تقول بانها أنجزت70%  من برنامجها الحكومي ، مقابل  اقل  من 20% حسب لجنة برلمانية مكلفة  بتقييم  الأداء الحكومي  !!

ما يحسن المواطن مثلي قوله، يتمثل فقط فيما يمكنه اليوم من مواجهة ظروفه المعيشية وحساب الاتي في عام 2021، وهذا التدحرج في القاء اللوم والمسؤولية في كل دورة انتخابية وكان القوم غير القوم الذين اتى بهم بول بريمر الحاكم المدني في مجلس حكمهم وذاتهم من يتصدى اليوم لانتخابات مبكرة تبحث عن وطن!!

لذلك ينحصر تقويم الأداء لقيمة الراتب الشهري عند عائلتي في حدود الارتفاع أسعار البضائع الغذائية وتقافز أسعار ادوية الامراض المزمنة والبحث عن ضمانات لسلفة جماعية مع متقاعدين لعل وعسى يمكن ان تنقذ العائلة من شرور العوز المادي عند وقوع أي طارئ مرضي وكوفيد 20يتناوش عامنا الجديد، اعتقد هذا محور النقاش عند الكثير من العائلات العراقية عما يمكن التخطيط لفعله، فما الذي خططت له الحكومة والدولة في سلطاتها الثلاث؟؟

لست بصدد التنظير الفكري بل في سياق التطبيقات التي لابد وان يفكر مجلس النواب عند مناقشة موازنة 2021 ، ومثلها بقية القيادات الحزبية  التي تريد  ترويج كيانات انتخابية  تقنع المواطن  بالتوجه نحو صناديق الاقتراع  بكثافة لإحداث التغيير المنشود الذي تدعو اليه  جميع الأحزاب ، مثل هذه التطبيقات  تتمثل نقاط  منظورة ، تبدأ في معالجات  عاجلة  لأثار قرار  تخفيض صرف الدينار العراقي مقابل الدولار  الأمريكي  ومنه الى بقية العملات  ، وذلك لن يكون بالأمنيات  بل بالأفعال ، وليس بالأقوال  في برامج  " التوك شو" التي  تحول فيها  كبار  السياسيين الى نجوم تلفازية بل في إعادة تقويم مخططاتهم الحزبية ، وكل ذلك لن يكون الا بتطبيق  صحيح  ومباشر  وصريح  للقول  المأثور  " كلكم راع  ومسؤول عن رعيته "  وهذا  ما انتظره شخصيا  من فتوى  اكبر  تأثيرا من فتوى الجهاد الكفائي  لعل وعسى  ..  ويبقى القول لله في خلقه شؤون!!

mazinsahib@gmail.com

المشـاهدات 710   تاريخ الإضافـة 30/12/2020   رقم المحتوى 9421
أضف تقييـم