السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
أزمة الكهرباء ...والحلول الهزيلة
أزمة الكهرباء ...والحلول الهزيلة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

على الرغم من أنني  خارج أسوار وطني الحبيب بجسدي فقط  , إلا أن روحي ووجداني وكل أحاسيسي ومشاعري ظلت بين أهلي وأحبتي , أدرك معاناتهم , وأعرف كيف يواجهون الحياة في ظل سلسلة من الأزمات التي صنعتها الطبقة السياسية الحاكمة للبلاد وهي تتشبث بمصالحها الضيقة , ولا تريد التخلي عن أي مكسب من المكاسب التي حصلت عليها من خلال التوافقات والتفاهمات والمصالح المتبادلة على حساب المصلحة العامة , دون ايّ إحساس أو شعور ولو بقليل من المسؤولية تجاه أبناء الشعب الصابر المتحمّل .

وهذا الخراب الذي نعيشه بسبب هذه الطبقة التي فشلت في إدارة البلاد , ونجحت في السرقة والاستحواذ على ثروات البلاد , ظلت نتائجه  تظهر على السطح تباعا , ولا يمكن أن تمر أيام على العراقيين دون أزمات , وبطبيعة الحال , فإن أولى وأهم هذه الأزمات   هي أزمة الكهرباء , هذا اللغز الذي لم يحلّه , ولن يحله أحد , ويبقى أسير علاقتنا بإيران والجذب والشد بينها وبين حكومتنا الحائرة بمسارات تحدياتها ...

يتذكر العراقيون بأن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة , في حكومة المالكي , الدكتور حسين الشهرستاني , أعلن بثقة غريبة , بأن العراق سيكتفي من انتاج الطاقة الكهربائية عام 2013 , بل سيصدر منها , ويحصل على مورد مالي جيد من تصديرها , وبالتالي نعزز ثروات العراق !!!...وعندما حلّ عام 2013 , لم يحصل الشعب على ربع الطاقة  , وتبخرت تصريحات نائب رئيس الوزراء , وظلّ الشعب يعاني الأزمة , بينما الوزراء الذين تعاقبوا على تسلّم مسؤولية وزارة الكهرباء , يتحججون بحجج واهية , ويحمّلون الوزارات الأخرى مسؤولية هذا الخلل , الذي يزداد سوءا مع مرور الوقت ...

هل نعيد السؤال الذي فقد معناه لكثرة تكراره وهو : من المسؤول عن لغز أزمة الكهرباء ؟ وأين ذهبت  الأموال  التي من المفروض أن تنفق عليها ؟

لا يمكن لأي شخص بسيط في العراق أن يقتنع بالتبريرات السمجة التي يطلقها المسؤولون عن أزمة الكهرباء , ولماذا نعتمد على إيران فيها ؟

المشكلة الأن في البلاد , أن المسؤولية  لا يمكن أن تلقى على عاتق الحكومات الأخيرة , التي ستقول بملء فم التبرير , أننا ورثنا ملفات هائلة من الفساد وهدر الأموال وتراكم الأزمات , وأننا لا نمتلك العصا السحرية التي توفر الحل , أما الحكومات السابقة وضياع الأموال , فالمسؤولون عنها تركوا البلاد معتمدين على جوازاتهم غير العراقية , ولا أحد يسألهم ماذا فعلتم .لا أريد هنا أن أنكأ الجراح , ولا أريد أن أدعو – كما يدعو كل المتحمسين من قادة البلاد لحظة توليهم المسؤوليات وصعودهم على كرسيّ الحكم المغري – إلى محاربة الفساد وضربه بيد من حديد , سرعان ما تتحول إلى يد من قش , وتذوي أمام حيتان الفساد , كما لا أريد أن نفتح ملفات صارت معروفة للجميع لكن لا أحد يجرؤ على الإشارة إليها , لكنني أدعو رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي , ووزراءه المعنيين أن يحلّوا أزمة الكهرباء بجدية , لا بالترقيع والسعي الدائم لإرضاء إيران ودفع الأموال الهائلة التي نحن بأمس الحاجة إليها , مقابل طاقة كهربائية مثيرة للجدل في قيمتها , ونوعها , نريد أن يعمل المتخصصون الأكفاء , خارج حسابات الطائفية والمحاصصة واللعب على أعصاب أبناء الشعب , كي يوفروا الطاقة الكهربائية المناسبة , دون ذرائع وحيل وأكاذيب , لأن حل أزمة الكهرباء , حلاً وطنيا مخلصا سيكون مفتاحا لحل جميع الأزمات , وخلاص وطننا من معاناة يعيشها أبناء الشعب العراقي مع كل حاجة حقيقية للكهرباء الكافية  لتوفير ظروف طبيعية مناسبة لعيش كريم في أدنى درجاته , فهل نحلم يوما بهذا الحل الوطني , أم نبقى ننزف الأموال ونفقد الراحة والأمان من أجل غاياتٍ وأهدافٍ لا ترضي الله تعالى ولا ترضي أبناء الشعب العراقي المظلوم ؟

يبقى السؤال متجددا , وتبقى الإجابة غائبة ..

المشـاهدات 880   تاريخ الإضافـة 01/01/2021   رقم المحتوى 9435
أضف تقييـم