السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
وراء القصد خدعتنا لحاهم
وراء القصد خدعتنا لحاهم
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد السيد محسن
النـص :

 على الرغم من ان اللحى بات لها الاس الأعلى في وضع السياسات في العراق وتحديد ابعادها ، بل ورسم الطرق التي تفرض على الاخرين باتباعها ، لكننا هنا نود ان نتحدث عن اللحى الخادعة التي فقط وهي ظاهرة وليست مظهر شخص ما ، كي لا يساء فهم مقصد المقال ، حيث ان ما وراء القصد هو الظاهرة وليس الشكل .

 اود الحديث عن ظاهرة اللحية التي خدعتنا وليست اللحية التي لم تتورط في سرقة وقتل وتدمير البلاد ، اللحية التي لم تدخل أجواء النفاق السياسي، وهذه اللحى كثيرة بلا شك

اود ان اتحدث عن لحىً لقليل من المتدينين السياسيين الذين خدعوا الاخرين عبر تفريغ قاذورات سياسية في ادمغتهم ، فتحولت السياسة عبارة عن لعبة عقائدية باتت وعاء مسيئا للدين والعقيدة حتى بات صاحبها يمثل أسوأ ما يتم تداوله عن الدين والعقيدة

استذكر ما تحدث به الاولون ان غراب اشتكى من كاهن وحين جاء سليمان النبي ليحكم بينهما قرر جلد الحاكم ونفيه من المدينة ، لكن الغراب طلب من سليمان النبي ان يحلق لحية الكاهن ، لانها كانت الوسيلة لخداع الاخرين الذين اضروا بسمعة الغراب .

اللحية المخادعة هي رمز فجّ لكل الأفعال الحقيرة التي قام بها المتدين السياسي لخداع الاخرين ، او لجعلهم ينقادون اليه بعد تعطيل العقل ، لان هؤلاء التابعين والمقلدين ببساطة ، اقتنعوا بتأجير عقولهم لدى صاحب اللحية الخادعة ، وهم مستمتعون بما يملى عليهم من خداع ، وقداسة موهومة ، حتى بات من يتعرض لصاحب اللحية خارجا عن الدين ، وتجب تصفيته.

ويكمن تعريف اللحى الخادعة في عراق ما بعد  ٢٠٠٣ ، بانها تتجسد في كل فعل له علاقة بالسرقة والقتل والغدر والاستحواذ وما الى ذلك من الفاظ سلبية ينهى عنها قانون الاخلاق العام قبل تأسيس الدين والمعتقد .

 بالتالي فان اللحية المخادعة لا تنتمي بالضرورة الى الاسلامويين الذين وضعوا يدهم بيد المحتل وتجاوزوا على كل المنطلقات النظرية لاحزابهم ، بل انها تعم وتتحرك نحو من يقلد أفعال هؤلاء الذين يعرفون بمظهرهم، وقد يكونوا لا ينتمون الى مظهر اللحى ، بيد انهم يتصرفون وفق كل معطيات الخداع الذي يتصرف به أصحاب اللحى الخادعة.

هذه الأفعال التي تتجسد جميعها لتعريف اللحية المخادعة ، جاءت باجمعها بسبب دخول المتدين في عالم السياسة حيث انهما عالمان متقاطعان بكثير من القيم ، الدين يدعو الى الفضيلة والسياسة تنتهز الحديث عن الفضيلة لاستمالة الهمج الرعاع ، والدين يستند الى قيم ثابتة وغير متنقلة ، لان الدين يرتكز لاحكام أخلاقية ثابتة وليست نسبية، وبالتالي فان الارتهان لحديث السياسي يختلف عن الحديث عن المتدين دون سياسة ولكن بجمع الاثنين تحدث الفاجعة حيث سيولد لنا مخلوق لقيط وعميل، مخلوق قادر على التلاعب بالدين لخدمة مشروعه السياسي ، كما انه قادر على ان يتعامل بالقيم السياسية النفعية كي يبرر بعض افعاله امام أصحاب الدين .

نحتاج فقط لتوعية خارج اطار اللحية كي يفهم المخدوعون ان القداسة التي يحيطها البعض لتصرفاتهم ، ليست لها علاقة بالحالة الماضوية التي يرتكزون عليها ، وفي العقيدة الإسلامية أئمة لم تبهرهم السلطة ولكنهم كانوا على قدر كبير من التاثير في مجتماعاتهم ، وتاريخ امتهم أيضاً ، لذا على الوعي ان يتحرك نحو تلك الماضوية لتفكيك اختلاقاتها وإعادة ترتيب أولوياتها، وبعد ذلك من الممكن ان ناتي الى حاضرنا كي نعالج خداع اللحى .

المشـاهدات 711   تاريخ الإضافـة 04/01/2021   رقم المحتوى 9453
أضف تقييـم