الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
في الهواء الطلق طرد العملاء وإنهاء أزمات العراق
في الهواء الطلق طرد العملاء وإنهاء أزمات العراق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

في اللقاء الذي اجرته فضائية الاتجاه مع رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي بالتزامن مع ذكرى اغتيال رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد ابو مهدي المهندس و مبعوث ايران  قاسم سليماني الذي كان يحمل رسالتين ، الاولى الى السعودية ، والاهم منها رسالة الى امريكا ، وهو الامر الذي لم يركز عليه الزميل المحاور لعبد المهدي بقدر ما ركز على جريمة القتل بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لها.

تلك الجريمة التي اتضحت منها وبشكل جلي رسالة امريكا واسرائيل لجميع الاطراف العراقية والايرانية والسعودية والخليجية.

حيث يؤكد عبد المهدي اتفاقه مبدئياً مع الرئيس الامريكي ترامب على فتح آفاق او خطوط تفاهم بين الجانبين الامريكي ـ الايراني من جهة ـ والايراني ـ السعودي من جهة اخرى ، ويروي قصة دور العراق (دوره) كوسيط في انجاح أم انضاج أم بلورة نواة للتفاهمات التي تضمن الابتعاد عن لغة السلاح و الحروب والعقوبات الدولية ، وكيفية اخراج العراق او على الاقل تجنيبه التبعات الناتجة جراء استمرار التشنجات بين الدول المتمحورة في خضم الصراعات الدولية العربية والاقليمية والعالمية.

وبتدقيق لا يحتاج مشقة بدى الرد الامريكي الترامبي واضحاً في اغتيال المهندس وسليماني ، بما معناه لا اتفاقات ولا هدنة ولا تفاهمات مع ايران ولا نسمح بوجود تقارب ايراني سعودي حقيقي ، وكذلك رسالة للعراق بعدم تدخله لاحقاً في مثل هذه التفاهمات التي لا ترتضيها اسرائيل ولا اميركا ، بعد ذلك تم اسقاط حكومة عبد المهدي لأنه تجرأ او حاول القيام بدور الوسيط بين طهران والرياض.

هذه خلاصة ، واشارة ، لكل من يبحث عن السلام في زمن السيطرة العظمى للدول الاستعمارية الكبرى ، فالسلام يوقف ترويج بضائع الحرب التي تمتاز امريكا بالدرجة الاولى عالمياً بترويجها ، والسلام يضعف مسوغات وجودها في البلدان النامية ويضعف من سيطرتها عليها وعلى مقدراتها وبالتالي على تحقيق مشاريعها الصهيوامريكية.

اما ما يتعلق بالسيادة الوطنية ، فقد قال عبد المهدي الحقيقة بشكل صريح ، اذ ان التصريحات الصحفية السابقة له او لأي مسؤول عراقي رفيع غيره ، كانت تبالغ بوجود السيادة وتجافي الحقيقة وكأن الشعب لا يرى ولا يسمع ولا يقرأ ، بينما كان وما يزال المفروض ان تتوحد القرارات والرؤى الوطنية لاخراج اي نوع من انواع الاحتلال ومن اي طرف كان.يقول عبد المهدي ان الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة اصدر قرارات واضحة وصريحة وشديدة اللهجة (أحياناً) بمنع تحليق أي طائرة أمريكية او غير أمريكية في أجواء العراق من دون أخذ الموافقة من القائد العام او من يخوله حصراً ، كما يقول : ان المشكلة في عدم التزام الاطراف بتلك القرارات؟! فأمريكا تخرقها وتركيا كذلك وغيرهما من الدول!.

اذن لماذ الصمت الحكومي والبرلماني ازاءها هذه الخروقات؟ وعندما صوت مجلس النواب العراقي على اخراج المحتل لماذا انبرت اصوات للوقوف ضد هذا القرار الوطني؟ ان المعترضين على خروج القوات المحتلة ، صنفان : الاول جاهل ولم يفهم بان عمر المحتل وعلى مر التاريخ لم يكن عوناً للدولة او البلدة التي يحتلها.والثاني : عميل وخائن ويجد مصلحته ببقاء المحتل لبلاده ، وبالتالي ان من يرضى بقاء المحتل ببلاده ممكن ان نتوقع منه أسوأ من ذلك.

وفي مثل الاوضاع التي يمر بها العراق ، وعلى كثرة وتشعب التدخلات وتوزع العملاء بين اطراف عدة ، يكون من الصعب الحديث عن الاصلاحات الحقيقية التي من شأنها ان تنهض بالبلد وتعيد له هيبته وسيادته وقدراته السياسية والعسكرية والاقتصادية والامنية والاجتماعية وحتى الثقافية والادبية والفنية ، الاصلاح الحقيقي ينطلق من تشكيل نواة لقوى وطنية مؤمنة بالوطن والمواطن وحقيقه في العيش الكريم ، وتبدأ العمل على تشكيل سياسي للاستعداد الى الانتخابات والاصرار على اجراءها بموعدها والعمل على افشال جميع مخططات العملاء والانتهازيين والوصوليين وطردهم من الحراك السياسي ومراكز القوى والنفوذ واذا غير ممكن طردهم دفعة واحدة ، فليكن على دفعات ، كما يتعاطى المريض الدواء وصولاً الى الشفاء.شفاء العراق.

المشـاهدات 631   تاريخ الإضافـة 04/01/2021   رقم المحتوى 9454
أضف تقييـم