الثلاثاء 2024/4/16 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
فوق المعلق سنة النجاة والامنيات بين المعرفة والغلو !؟
فوق المعلق سنة النجاة والامنيات بين المعرفة والغلو !؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. صباح ناهي
النـص :

أسميتها وتمنيتها سنة النجاة ، هذا العام 2021 الذي لم تسبقه سنة في التاريخ الذي عرفناه ترجاها الناس وتاملوا قدومها وهم يودعون العام 2020 بكل ما تعنيه لهم من ازمات تسببها فايروس كوفيد 19 من خسائر وشلل ، وقد امتلئ قاموس التمنيات أن يعيش الناس جميعا بعام خال من جائحة هزت صحة الامم والشعوب التي أضحت تلاحق نتائج الاصابات و إحصاءات الموتى جراء الجائحة التي وصفها  الكثيرون بجندي من جنود الله ،جاء ليؤدي مهمة كلف بها ، بعد ان عجز العلم وقتها عن معرفه كنه ذلك الفايروس الموصوف بانه معدّل ومصنع في المختبرات والبعض قال عنه انه متقدم على تطور ذلك النمط من كورونونات العالم ثمانمائة سنة للامام واخرون وصفوه بانه معدل اطلقته دولة عظمى ليحارب دونها ووصفه الرئيس  ترامب بانه (الفايروس الصيني ) الذي صنع في اوهان ليفتك بخصوم الصين التي تتطور بمعادلة هندسية

‫غير مسبوقة حتى تالقت نظرية المؤامرة في عام الكورونا ذاك لتخصب مخيلة التفسير والتوقع وباتت على اشدها ، تؤكد لنا نظرية اتصالية قديمة في تفسير الاشاعات  مفادها :

 أن الاشاعة تطهر في زمن نقص المعلومات ، وهذا صحيح مع الكورونا التي ظلت مصدر عالمي مجهول و غير مسبوق للترويج للاشاعات اشتركت فيه قوى عالمية وتبارت عليه مختبرات وسياسات و أختلط ماهو علمي بحت بسياسي مغرض او فضاء مفتوح لعالم المؤامرة الكونية التي وجدت في نتائج كورونا سبباً للاشاعة الكونية التي لفت ّ العالم وجعلته فعلا ً أصغر من قرية مارشال ماكلوهان  الذي تنبا ً قبل ستين سنة بان العالم سيصبح قرية الكترونية صغيرة، فصار شاشة بحجم الكف بحجم موبايل ، يداهمك ويتحكم بحياتك ويسمم يومك وانت ترى فداحة خسارات البشرية جراء الجائحة رغم اعلان الحرب على كورونا حتى اكتشف اخيرا علاجات متعددة وادوية كلفت مليارات الدولارات انتجتها شركات الدواء العالمية وباعتها على نطاق واسع رافقتها حملة غير مسبوقة من الاشاعات والدعايات والتهويل والفزع العالمي الذي لف قارات الكرة الارضية جميعها ، جعل الاقبال على الدواء تنافسي !؟

و هناك بعد اتصالي غير مسبوق رافق اكبر حملة دعائية مع كورونا تجسد في اشاعة ارقام الاصابات والخسائر البشرية التي وصلت مليوني قتيل في سلاح كورونا ، الذي داهم الشعوب المتقدمة قبل النامية والمتخلفة ،.فكانت أعداد الضحايا تكبر بلغة الارقام الدولية مع مصاحبة لاراء وتوجيهات منظمة الصحة الدولية التي تخبطت كثيرا ً في معاينة الفايروس قبيل اكتشاف العلاج ، لكن الثابت أن الخسائر المادية جراء اشاعة خطورة الجائحة فاقت خسائر الحربين العالميتين الاولى والثانية ، وحجم ونوع التهويل اوقف مسارات الاقتصاد العالمي و قيد حركة البشرية و حال دون حركة  السفر بصورة كبيرة وتوالي الخسارات في قطاعات حيوية لدول العالم المتقدم التي كشفت عجزها الصحي و اهمالها للصحة العامة بصورة غير مسبوقة وتدني مستوى الطب لديها وهذا ما يقولونه هم وليس نحن ابناء العالم الثالث المبتلين بداء الفساد والتخلف  المستمر ،

والا كيف يفسر ان يبلغ ضحايا كورونا لدينا مايربو عن ثلاثة عشر الف عراقي ماتوا جراء الاصابة ليسجل العراق اعلى بلد عربي ابتلى بها ، اليس ذلك مؤشر لواقع تردي الصحة وخسارات البلاد في هذا القطاع الذي هربت كوادره من العلماء والاطباء للخارج جراء تدني مستوى الحياة وتراكم الفساد فيه وسيادة منطق اللادولة الذي جعل العلم والمعرفة في خبر كان ، مع توكيدي على جهود مضنية بذلها العاملون في قطاع الصحة بادوات بدائية ومستشفيات معتلة

اليس الكورونا الموصوف ب ( جندي  من جنود الله)  يؤشر لدى زعامات البلد ومتخذي القرارات ان هذا الجندي اظهر حجم ونوع تردي الحياة ليحتل العراق قائمة البلد َالعربي الاول في حجم ضحاياه جراء الجائحة !؟

اما عدم الاكتراث لمؤشرات الارقام فهذا يعني دون مواربة أن هناك ازمة مركبة في هذا البلد الذي يبدو أن قدره ان يعاني ويكون الاول في نزيف شعبه المستمر و أن ظاهرة التفرج هي السائدة وفق مسلمة عراقية مفادها(  ياروح ما بعدچ روح ) التي تتحكم في مسارات الحياة وتراجعها ، او إننا لاتعنينا المؤشرات الرقمية ويتساوى عندنا الموت والحياة وهذه هي الطامة الكبرى التي تجعل مناسيب الامل تضمحل وتنحسر ، في وقت العالم ينتج الحلول ويبتكر الوسائل التي تعين الشعوب على المواصلة في سباق التقدم الذي يؤرق صناع القرار فيه ، وهذا لايعني الزعامات لدينا التي غرقت بمجتمع الفساد والاستحواذ على المال العام والانتقام من الخصوم ديدن هذه السلطة و كابوسها الذي يجعل هذه السنة وسواها في مؤشرات العلم والمعرفة والابتكار في السلم المتدني في العالم مع تفوق شعوب المنطقة في اغلب القطاعات المعيشية و أكتافائها  الذاتي من الغذاء والدواء و استيرادات الضرورات لاغير ، لكننا مصرّين على استيراد كل شي من اي مصدر باعلى سعر واستنزاف دائم لميزانياتنا وتراجع الحياة التي يفهمها البعض إنها مجرد اكل وشرب فحسب . والعالم من حولنا ينتج الحلول وتؤرقه السنوات القادمة .

ندعوا الله الرحمة ونمجد الطب والعلم الذي قاتل الجائحة واوقف اثرها ونتمناه عاما أقل الما ً وخسارة لشعبنا و للبشر  جمعاء .

المشـاهدات 753   تاريخ الإضافـة 06/01/2021   رقم المحتوى 9463
أضف تقييـم