الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
اللحظة الفارقة في المشهد الأمريكي : عدم الإقرار بالهزيمة
اللحظة الفارقة في المشهد الأمريكي : عدم الإقرار بالهزيمة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد كريم الخاقاني
النـص :

في سابقة خطيرة هددت التقاليد الأمريكية ومُثلها الديمقراطية العريقة، لم يعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخسارته الإنتخابات الرئاسية التي فاز بها مؤخرا منافسه الديمقراطي جو بايدن، إذ سبق إجراء الإنتخابات وبمدة طويلة تمهيد وتشكيك من قبل ترامب بما ستؤول اليه النتيجة النهائية لعملية التصويت، إذ إن خسارة ترامب في الإنتخابات تعني من وجهة نظره ومؤيديه تزوير في فرز الأصوات وتجييرها لصالح بايدن، وبالتالي سيكون المشهد الأمريكي ساخناً لعدم إقرار اي من المتنافسين للرئاسة بخسارة احدهما، ولغاية الآن يرفض ترامب التسليم بهزيمته في الإنتهابات الرئاسية التي جرت في مطلع تشرين الثاني ٢٠٢٠، وهو ما يُشكل عقبة امام تسليم السلطة بشكل سلس لجو بايدن، فترامب لا يقبل بنقل صلاحياته الرئاسية بموجب الدستور الأمريكي للمرشح الفائز وهو ما حذر منه اغلب المحللين والمتابعين للشأن الأمريكي، وفي مثل هذه الحالة نكون امام سيناريو تدخل المحاكم المختصة بمثل تلك المنازعات التي تحدث لأول مرة في تأريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا ما أصر ترامب بموقفه الرافض للإقرار بالهزيمة، فإن ذلك يعني تكرار مشهد إصطفاف كبار قادة الحزب الجمهوري الى تأييد الحزب الديمقراطي وإعلان فوز مرشحهم جو بايدن على الرغم من عدم قبولترامب بذلك الأمر، وقد سبق لذلك المشهد ان تكرر بعد إصطفاف ديمقراطي ريغان عام ١٩٨٠ وإعلانه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية في وقتها.وتكررت حالات إستقالة العديد من المسؤولين الجمهوريين في إدارة ترامب إعتراضاً منهم على إجراءات رئيسهم الرافضة للإقرار بنتيجة التصويت على فوز بايدن بالرئاسة، وهذا يعني من وجهة نظر هؤلاء المسؤولين تعريض الديمقراطية الأمريكية للخطر. ووفقاً لتطورات الأوضاع في المشهد الأمريكي، بات في حكم المؤكد عدم حضور الرئيس المنتهية ولايته ترامب مراسم التنصيب الرسمي للرئيس المنتخب جو بايدن ليكون الرئيس الرابع الذي لا يحضر مراسم تنصيب خلفه في رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، إذ سبق لثلاث رؤوساء امريكان ان تخلفوا عن حضور مراسم التنصيب، إذ تخلف جان ادمز عن حفل تنصيب توماس جيفرسون عام ١٨٠١، وكذلك فعلها جون كوينسي ادمز عام ١٨٢٩ في حفل تنصيب اندرو جاكسون، وكررها اندرو جانسون في حفل تنصيب اوليسيس غرانت عام ١٨٦٩.وتمثل لحظة إقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي من قبل مجموعات مؤيدة للرئيس المنتهية ولايته ترامب في محاولة منهم لتعطيل عملية إقرار فوز الرئيس المنتخب بايدين بالإنتخابات، لحظة فارقة في تأريخ الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تعبر تلك اللحظة عن حالة الإستقطاب غير المسبوق التي تشهدها الولايات المتحدة بعد الإنتخابات الرئاسية، إذ يتحجج ترامب بحصوله على أصوات ٧٤ مليون ناخب اي ما يعادل ٤٧٪من الأصوات الكلية وبالتالي فهو يرفض إعلان هزيمته وفقاً لذلك، إذ وجهت إنتقادات حادة لطريقة إدارة ترامب وتعاملها مع الأزمات التي عانت منها البلاد ومنها الأزمات الإقتصادية والصحية، بالإضافة الى تأجيج الإنقسامات بين أفراد الشعب الأمريكي، فلقد شهد المجتمع الأمريكي في عهد الرئيس ترامب احداث عنف غير مسبوقة وعلى أسس عرقية، فلقد اصبحت المنظمات اليمينية المتطرفة تشكل مصدر خطر على امن الأفراد داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تطورت تلك الأحداث الى إشتباكات بين الشرطة وتلك الجماعات مما يعمق من إيمان تلك الجماعات المتطرفة بنظرية المؤامرة ومحاولة تغيير نتائج الإنتخابات لصالح المنافس الديمقراطي بايدن، وهو ما يعني من وجهة نظرهم، الخطر الكبير على شرعية العملية الديمقراطية داخل الولايات ابمتحدة نفسها وبالتالي تأثيراتها المستقبلية على النظرة لها في العالم.

المشـاهدات 1028   تاريخ الإضافـة 10/01/2021   رقم المحتوى 9498
أضف تقييـم