النـص : في ذروة اليأس ... هنالك بقعة ناصعة يُسعد المرء تقريباً ، رددّت بحمية ودٍ عالٍ صدى هذه العبارة ، الحافة بزهو خواطرها حيث تشبّثنا الدائم بالأمل ، مضيفاً لها نصف بيت للشاعر الطغرائي يفيد فيه ؛ " ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل " ، ساعة تسلل - نباء فوز البروفسور " ضياء ماجد لجميلي " إستاذ الذكاء الإصطناعي و مساعد عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا في جامعة " ليفربول جون - مورس" مع ثلاثة علماء و أطباء عراقيين في إختصاصات أخرى، حيث سينال مع قرب عدة أيام من هذا العام شرف توّشّيحه وسام الإمبراطورية البريطانية الممنوح له بقرار من لدن الملكة " إليزابيث الثانية " بدرجه O.B.E ضمن كوكبة من أرفع الشخصيات العالمية المتفانية في خدمة البشرية في مكان ، لا أنسى فضل الفنّان التشكيلي المبدع " مطيع الجميلي " الذي وفرّ لنا فرصة الإتصال المباشر بهذا العقل العراقي الساطع ، مذ عرفناه يعمل في دائرة " القبة الفلكية العراقيّة " قبل سفره ببعثة إلى لندن ، والذي لم يكن يتوانى برفدنا بكل ما نحتاج من معلومات كصحفيين ، حيث كان و مازال كريماً ... سخيّا ... مغدقاً بفيوضات علمه و سعة خبرته على طلبته و كل من ينتخي به معرفةً و إستزادة في مجاله الذي حققّ ل ه صيت الشهرة و فراسة التنوّع الخلاّق ، سيصاب بالفخر و نشوة الدهشة كل من يتطلّع على سيرته الراسخة و العطرة بجدارة ما تلّم و تحوي من نوادر و براعة إهتمامات بحثية واسعة ، شاء لها أن تغمر و تغطي الكثير جداً من وجهات نظراته المتعددة التخصصات ، منها ما يتعلق بنظرية و ممارسة الحوسبة التطبيقية في الطب ، فضلاً عن نشره لأكثر من " 300" ورقة بحثية رصينة إلى جنب ستة كتب إكاديميّة تفوج و تموج في محيطات التعلم المعزز بالتكنولوجيا ، والذكاء الاصطناعي التطبيقي ، و إتخاذ القرارات السريرية الطبية و هندسة المعرفة الطبية ، والتفاعل بين الإنسان والآلة ، ونظم المعلومات الطبية الذكية ، وغيرها من مآثر الإشراف - بنجاح مميّزٍ و ملفت - على أكثر من " 25" طالب دكتوراه وغيرها ، مما جاء يذكي من خلجات و أمنيات " الجميلي " الصادقة و الصادحة بالحبّ للعراق الذي أحتضه و أوصله لما هو عليه ، عبر خلاصات إنتمائه الأصيل بكل ما يزيده عمقا و إصراراً مع الأيام و توالي نيله أوسمة و تقيمات في محافل دوليّة ، فإنه لا يكف أن يرددّ لي كلّما تهاتفنا صدق عبارته ؛ " أبن عمي قد يمرض العراق ، لكنه لن يموت " ، وكثيراً ما أعلّله دائماً بالقول ؛ " العراق كما الحضارة و الأنهار قد تتوّقف لكنها لا تعود إلى الوراء .
Hasanhameed2000@yahoo.com
|