الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
في ليلة عيد الميلاد الاخيرة!
في ليلة عيد الميلاد الاخيرة!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب طه رشيد
النـص :

لم تكن هذه الليلة مثل كل الليالي فهي متفردة اولا بلم شمل العوائل، واتحدث هنا عن ما يجري في كل المدن الاوربية في هذه الليلة بغض النظر عن اصل او عرق او دين القاطنين فيها، وثانيا تتميز هذه الليلة بتوزيع الهدايا وخاصة على الاطفال، حيث يشكل هذا الفعل فرحا اثيريا عند الكبار والصغار.

وانا على المستوى الشخصي لا بد لي في هذا اليوم ان اخذ وقتي في " القيلولة"، على الطريقة العراقية، لكي اكون على استعداد لهذه الليلة التي ننتظرها سنة كاملة! ولكن الذي يقلق قيلولتي هو واجبي

بجلب ابنتي وحفيدتي قبيل المساء.

 وبين اليقظة والحلم اسمع صوت زوجتي طالبة مني الاستعداد لاخراج السيارة من المرأب!

ركبت سيارتي وادرت المفتاح والغريب اني لا اسمع صوتا للمحرك الا انها تسير كما ينبغي و" عفست " على دواسة البنزين لكي اسرع لان الوقت راح يداهمني.. عدد غريب من السيارات في الشارع، ازدحام غير معهود، الممر الخاص بالباصات والتاكسيات خال من المركبات! بقيت عشرة امتار لاستدير الى اليمين فدخلت الممر الخاص ودرت كما ينبغي واذا بكمين من شرطة المرور منصوبا في هذا الشارع !

طلبوا الاوراق واعترفت بخطأي فنصحوني بعدم استعمال الممر الخاص مرة ثانية مع وصل غرامة ب 135 مائة وخمسة وثلاثين يورو! انزعجت كثيرا ولم ينفع احتجاجي، ومن شدة انزعاجي اخرجت لفافة تبغ، فالسكائر في هذه المدينة غالية جدا، وبدات بالشهيق والزفير وملأت صدري بالدخان وقبيل ان تحرق اصبعي اللفافة رميتها من الشباك، وما هي الا امتار واذا بسيارة شرطة اخرى تتبعني وتطلب مني التوقف! انتبهت هنا بانني لم اضع حزام الامان اذ انني نسيته عند خسارتي الاولى!

قال الشرطي بعد ان طلب الاوراق الخاصة بالسيارة واجازة السوق عليك دفع ضريبة 270 يورو!

قلت : يا سيد ماذا فعلت لاغرم هذا المبلغ؟

اجابني بهدوء يليق بالعيد: 135 لعدم وضع حزام الامان و135لانك رميت عقب السيكارة من الشباك!

هذه المرة ايضا لم ينفع احتجاجي واردت ان اصرخ ولكن لا صوت لي مثل محرك سيارتي!

وهنا تاخرت كثيرا على بناتي، واشتغل التلفون من كل جانب لا اعرف على من ارد على زوجتي اما على بناتي ومن شدة انشداهي وقلقي ومرارتي عبرت الضوء الاحمر، وهنا حلت كارثة جديدة ب 270 يورو جديدة مقسومة على عبور الضوء الاحمر واستخدام التلفون اثناء السياقة.. وصار المبلغ الاجمالي 675 يورو اي ما يعادل مليون دينار عراقي تقريبا قبل ان تتلاعب الحكومة بقيمة الدينار مقابل " الازرق" واطيح حظه وتزيد من معاناة العراقيين.

 واهمية قيمة المبلغ - المخالفة يحددها راتبي التقاعدي الذي يقل بكثير عن هذه الغرامات! انه لم يعد عيدا بل كابوسا حقيقيا وكيف استطيع ان استمتع به؟! ولم يكن امامي سوى ان اصرخ واصرخ واصرخ وانا في هذه الحالة من العصبية والهيجان واذا بزوجتي تهزني من كتفي:

ها خير اشبيك؟! كافي نوم .. روح جيب بناتك!!

المشـاهدات 657   تاريخ الإضافـة 15/01/2021   رقم المحتوى 9546
أضف تقييـم