أضيف بواسـطة addustor

كشفت الإنتخابات الرئاسية الأمريكية الكثير  من الأمور المستترة حول آلية سير تلك الإنتخابات، فعلى الرغم من تصويت الشعب الأمريكي على إختيار احد المرشحين لتولي منصب الرئيس سواء كان جمهورياً ام ديمقراطياً، فإن الحكم الفاصل في تحديد من سيكون الرئيس يعتمد على تصويت المجمع الإنتخابي وبالتالي نكون امام مشهد تغليب المصالح والقوة لدعم احد المرشحين، ويمكن الإستدلال على ذلك بما جرى في الإنتخابات السابقة والتي فاز بها ترامب، فعلى الرغم من فوز هيلاري كلنتون بنتيجة الأقتراع الشعبي popular vote، إلا أن اصوات المجمع الإنتخابي electoral vote ذهبت لصالح ترامب الذي حصل على ٣٠٦ صوت إنتخابي، بينما كان نصيب منافسته هيلاري ٢٣٢ صوت إنتخابي وبالتالي فوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ليكون ترامب الرئيس الأمريكي الخامس الذي يفوز بالرئاسة دون حصوله على اغلبية الأصوات في الإقتراع الشعبي، إذ حصل هذا الأمر اول مرة مع الرئيس جون كوينزي ادمز ١٨٢٤، والرئيس ورذير فورد هايز عام ١٨٧٦،والرئيس بنيامين هاريسون علم ١٨٨٨ واخيراً مع الرئيس جورج بوش الأبن في عام ٢٠٠٠.ولم يكن مشهد عدم فوز ترامب بولاية ثانية غائباً عن توقعات المراقبين للشأن الأمريكي، وذلك لأسباب عدة، منها ان ترامب قد تعامل مع ملفات كثيرة وبشكل اضر بالولايات المتحدة الأمريكية، فهناك ملف التحارة مع الصين، وآخر يتعلق بكيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني وخروج الولايات المتحدة منه وفرض عقوبات إقتصادية ضد إيران على الرغم من الرفض الدولي، فضلاً عن إخفاقه في التعامل مع الملفات الداخلية وعدم جديته في التصدي لملف جائحة كورونا وبالتالي تكبيد الخسائر الكبيرة في الأموال والارواح مما أثر بشكل كبير جداً في تصويت الشعب الأمريكي له، ومما يؤخذ على ترامب في بداية الحملة الإنتخابية، إنه ومنذ البداية ساق العديد من الإتهامات لمنافسه الديمقراطي بايدن بتزوير الإنتخابات إذا ما اصبح رئيساً، فضلاً عن تشكيكه المستمر بطريقة التصويت التي تم إعتمادها بسبب جائحة كورونا وبالخصوص طريقة التصويت الإلكتروني. ويمكن القول بإن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت مرحلة فريدة من نوعها في تأريخها، فمرحلة ترامب ستكون مدعاة لدراسات مستقبلية ستظهر عن نتائج ربما ستكون مغايرة لما اعتادت عليه السياسة الأمريكية، فلم يكن ترامب إمتداداً للتقاليد السياسية الأمريكية وإختياره مرشحاً متدرجاً في اروقتها، بل كان نقطة تحول في عالم السياسة وبالخصوص انه جاء من خارج النخبة السياسية التي تدير شؤون الولايات المتحدة الأمريكية في كافة انحاء العالم، وبفوزه في إنتخابات ٢٠١٦ تزايد نشاط الشعبوية ليس في الولايات المتحدة الأمريكية وحسب، بل في دول متعددة، وهو ما انعكس بشكل واضح في قرارات ترامب في السياسة الأمريكية.ولم يكن إقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي مؤخراً من قبل مجموعات مؤيدة لترامب شاذاً عن التفكير الشعبوي الذي  يؤمن به، بل كان متوقعاً من قبله خصوصاً مع صدمة خسارته للإنتخابات وبالتالي وضع الديمقراطية الأمريكية على حافة الخطر واصبحت محل تشكيك في كل دول العالم بما آلت اليه الأوضاع في الدولة رقم واحد بالديمقراطية، بل هي المصدرة لها، ومن هنا ستكون مرحلة ترامب وتداعياتها على السياسة الأمريكية من المراحل التي ستأخذ الوقت الكثير للوصول الى الأسباب التي جعلت من ترامب القيام بتصرفات وافعال عرضت التقاليد الديمقراطية الأمريكية الى الخطر، فهو اول رئيس امريكي يرفض التسليم بالخسارة وعدم الإقرار بها، فضلاً عن إعتباره الفائز بنتيجة التصويت على الرغم من حسم الموضوع من قبل المجمع الإنتخابي، فضلاً عن كونه اول رئيس امريكي يتعرض لإجراءات عزله مرتين خلال مدة ولايته.

المشـاهدات 1166   تاريخ الإضافـة 16/01/2021 - 21:41   آخـر تحديـث 29/03/2024 - 10:33   رقم المحتوى 9551
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016