السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
الادارة... فن ام سلطنة؟
الادارة... فن ام سلطنة؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب خالد السلامي
النـص :

لابد لكل تشكيل حكومي او شعبي ، مدني ام عسكري ، من ادارة تنظم شؤونه وتقوده  الى تحقيق أهدافه وغاياته التي تَشكل على اساسها فللدائرة والشركة والمؤسسة مديرها  مثلما للوزارة وزيرها وللحكومة والدولة رئيسها وكذلك المصانع الاهلية و النقابات والمنظمات المجتمعية والعشيرة ثم العائلة . وهذا واقع طبيعي  اعتدنا عليه وتعلمناه منذ فُتحت أعيننا على هذه الحياة .لكن لكل ادارة اسلوب يؤدي الى الغاية التي يسعى اليها الرئيس او المدير او المسؤول عن اي تشكيل من التشكيلات التي مر  ذكرها آنفاً ، فهناك من يجعل من منصبه وكرسيه وسيلة لخدمة مجتمعه ومؤسسته التي يديرها فيبدا اولا ببناء الثقة بينه وبين مرؤوسيه من المسؤولين والمنتسبين في التشكيل الذي يديره ويفتح لهم باب مكتبه دون حاجب او سكرتير يتجهم بوجههم  وكذلك حمايتهم من اي اجراء غير قانوني قد يصادفهم  في عملهم سواء بضغط خارجي من اناس متنفذين او من خلال التأثيرات والعلاقات الشخصية والاجتماعية والمحسوبية والمنسوبية التي قد تحاول جرهم للقيام بإجراءات  غير شرعية ولاقانونية قد يؤدي اكتشافها مستقبلا لايذائهم  وبهذا يضمن دعمهم ومساندتهم له في اداء مهمته على اكمل وجه و في ذات الوقت الذي يسعى فيه لاعداد البناء الداخلي الرصين لتشكيله الذي يقوده يتجه لكسب الجمهور الذي يخدمه ذلك التشكيل والمنظمة او تلك الدائرة والشركة من خلال بذل كل مايستطيع  هو ومنتسبيه لخدمة ذلك الجمهور الذي ينتظر تحقيق طموحاته وفي ذات الوقت يراقب اداء مسؤوله وهذا هو المسؤول الناجح الذي يضمن سلامة ظهره من خلال دعم منتسبيه وكذلك رضا ومحبة الناس والمجتمع الذي يخدمه من خلال أدائه المتقن والمخلص لواجباته وواجبات تشكيله .وفي المقابل هناك من يسعى للمنصب وكرسيه من اجل السلطنة والجاه و مصالح شخصية بعيدة كل البعد عن اهداف وطموحات التشكيل الذي يتولى مهمة ادارته ومنتسبيه وجمهوره فتجده لايحمي الا نفسه ولايهمه منتسبيه ولاجمهوره انما يركز جُل اهتمامه على الجاه الذي حصل عليه بسبب  جلوسه على كرسي هذا المنصب وما يمكن ان يحصل عليه من امتيازات ومكاسب سواء شرعية ام غير شرعية ومثل هكذا مدير او مسؤول سيكون عبأً ثقيلا  على تشكيله ومنتسبيه اولاً  لأنهم لايتوقعون منه حمايتهم والاهتمام بهم وباحتياجاتهم ولايمكنهم  التعامل معه الا عن طريق سكرتير او حاجب على بابه وكذلك هماً كبيرا على جمهور تشكيله الذي يقوده  لانهم بكل تاكيد  لن يتمكنوا  من الوصول اليه بسبب عنجهيته ولكثرة الحجابات المتجهمة التي وضعها امام مكتبه .اذاً فالادارة والقيادة فن ومهارة قوامهما، التواضع والمحبة واللياقة والليونة عند الحاجة والشدة حين يتطلبها الامر وقبل كل هذا وذاك معرفة دقيقة بكل تفاصيل مهمته ، ان لم يمتلكمها المسؤول ايا كان وبأي مستوى كان فعليه ان لايجازف بتسنمه منصبها وتحمل مسؤوليتها.

المشـاهدات 827   تاريخ الإضافـة 16/01/2021   رقم المحتوى 9552
أضف تقييـم