الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
في الهواء الطلق توظيف المنتديات الثقافية في التوعية الانتخابية
في الهواء الطلق توظيف المنتديات الثقافية في التوعية الانتخابية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

ينشط الحراك الثقافي والادبي في بغداد على وجه الخصوص وفي بقية المحافظات بشكل عام خلال الآونة الاخيرة بعد تخفيف التشديدات الصحية جراء وباء كورونا ، وقد برزت نشاطات الاتحاد العام للادباء والكتاب وكذلك نشاطات المركز الثقافي البغدادي ومنتدى رضا علوان وجمعية الثقافة للجميع وكذلك بيت المدى في شارع المتنبي وايضا المجالس البغدادية والمجالس التي تحمل اسماء العلماء والمفكرين الاحياء والراحلين اضافة الى الكثير من النشاطات والفعاليات الاخرى ، وهنا لست بمعرض تعدادها بقدر ما اريد القول ان هذه النشاطات الادبية والفنية والابداعية تشكل ظاهرة تستحق التوقف عندها اذ يكاد لا يمضي يوم من دون اقامة فعالية معينة ، وبصرف النظر عن التكرار في موضوعاتها ـ رغم وجود الاختلاف بين المتحدثين ووجهات نظرهم ـ او بالاحتفاء بشخصيات تم الاحتفاء بها قبل مدة قصيرة الا ان ذلك لا يشكل عامل ضعف ـ من وجهة نظري ـ لتلك الفعاليات ، اذ لكل منها جمهورها الخاص ، كما يؤدي عامل زمان ومكان الفعالية دوره في تحديد خصوصية الحضور والمشاركين لاسباب معينة منها التزام البعض بمواعيد اخرى ام ارتباطهم بعمل ام بعد المكان ام صعوبة الوصول وغيرها ، لكن بالمحصلة تجتمع هذه النشاطات وتصب في محيط واحد حتى وان اختلفت وجهات النظر ، لانها بالمحصلة تصب ايضاً في جانب المنفعة الثقافية والحفاظ على حيويتها وديمومتها ، كما انها تمثل عاملا اساسياً في تشجيع الدفق الثقافي الجديد سواء بالنسبة للرواد ام للشباب المتطلع ، فالرواد بحاجة الى التكريم والاحتفاء بمنجزهم وعطائهم ومسيرتهم التي بذلوا حياتهم من اجلها ، وحسناً فعلت رئاسة الجمهورية بتكريم نخبة من رواد الصحافة ، لكن ما دام التكريم اخذ هذا المستوى الرفيع من الاهتمام يحق لنا ان نتساءل عن كيفية اختيار الرواد ، وعن ضرورة الاستمرار بهذا التقليد من دون تكرار (لأنه تكريم رسمي) رغم ما ذكرناه آنفاً من عدم الممانعة في التكرار ، لكن هناك الكثير من الرواد وغيرهم من الكفاءات التي تستحق الاشادة والتكريم سواء الاحياء منهم ام الاموات.

والاحتفاء والتكريم وحتى الدعوات سواء للمشاركة ام للحضور هي بحد ذاتها لها الاثر النفسي البالغ لدى المبدع والمثقف ، لا سيما ان البعض وصل حد الاعتكاف بسبب نسيانه او عدم تفقده للاسف ، فما بين التذكر والنسيان يكمن الدافع لاستمرار الابداع والعطاء والبذل الجديد ، ام يكمن التراجع والتسليم لواقع مرير لا يقدر الناس حق قدرها ومنزلتها.

هنا تتداخل بعض مفاهيم المدارس الصحفية ـ ان صح التعبير ـ في طبيعة تعاملها مع الاديب والكاتب والفنان والمبدع ، فهي تضع ـ سنينة صحفية ـ تمنع فيها حق المبدع في اعادة نشر ابداعه وتظن ان اعادة نشر المادة الابداعية يخالف القواعد المهنية الصحفية ، ويبدو ان ذلك صحيحاً للوهلة الاولى ، لكن ظروف الصحافة ذاتها تغيرت وتطورت ، بل ان عوامل التغيير والتطور قد اضعف من حظوظ وحضور الصحافة الورقية كثيراً اضافة لعوامل اخرى ، اضافة لذلك ان الصحف حجبت عن الكاتب المكافأة المالية وهي مصدر عيشه فكيف له ان يستمر بكتابة الجديد؟!

كما ان البعض ممن يحسبون على الوسط الثقافي او الاكاديمي لا يجدون اهمية لهذه النشاطات الانسانية الابداعية ، ويقللون من جدواها ، على الرغم من انها شكلت ومن دون قصد او سابق تنسيق ، حالة ثقافية يمكن لها ان تؤدي دوراً كبيراً وفاعلاً في التأثير على الواقع الثقافي والفني والابداعي بمختلف اشكاله والوانه وتعددياته ومشاربه ، وبالتالي يمكن لهذه المنتديات او المجالس او غيرها من المسميات ان تؤدي دورها التثقيفي في التأثير على المتلقي والجماهير بصورة عامة عبر التأثير المباشر أم عبر وسائل التواصل المتاحة ، واذا ما خلصت النوايا فيمكن استثمار هذه الظاهرة الايجابية في توجيه وعي النخب وغير النخب ليؤثروا بدورهم على الجمهور وتوظيف ذلك بما يخدم البلد بشكل عام ، واعطاء خصوصية للقضايا الوطنية ذات الهم المشترك ، ومنها على سبيل المثال موضوع الانتخابات المقبلة ، وتوعية الجماهير بضرورة المشاركة في تغيير مسار الخارطة السياسية والاسهام برسم لوحة جديدة تختلف عن المشهد السياسي ذات الالوان الكالحة ، ولأننا نؤمن بإمكانية التغيير والاصلاح معاً ولو بنسب متفاوتة هنا وهناك فعلينا جميعاً ان نضع الامور الجانبية التي يمكن حلها في قابل الزمن ، ولنتحد في التصدي لمعالجة القضايا الوطنية الشائكة من منطلقات جمالية.

المشـاهدات 854   تاريخ الإضافـة 18/01/2021   رقم المحتوى 9570
أضف تقييـم