افرزت تظاهرات تشرين جيلا جديدا خرج من رحم المعاناة والفقر والعوز والبطالة منتفظآ ضد الظلم والجور الذين تعرضوا ولازالوا يتعرضون له نتيجة السياسات الخاطئة للحكومات  المتعاقبة التي لم تهتم بالشعب ولا بمصالحه فازداد الفقراء فقرا  نتيجة ازدياد البطالةوانعدام  فرص العمل  بين صفوف  الشعب بشكل  عام والخريجين الشباب  بشكل خاص لذلك خرجت  التظاهرات في المحافظات المنتفظة من أجل انتزاع  الحقوق لان الحقوق تنتزع ولا توهب  فكان الشباب الثائر من المتظاهرين الحقيقين متواجدا  في ساحات التظاهر  خرجوا من أجل مطالبهم ومطالب اخوتهم الحقة بعد أن صمت  الحكومة آذانها واغلقت عينيها كي لاترى ولا تسمع الحقيقة المرة التي يعيشها  هؤلاء الذين هم جزء من هذا الشعب المظلوم  الذي عانى نفس  الظروف الصعبة

لذلك خرجت  التظاهرات منذ تشرين عام 2019 ولازالت مستمرة برزت فيها حالات إنسانية رائعة ومواقف بطولية فذة لشباب بعمر الزهور من الناشطين والمتظاهرين نرى من الواجب تسليط الضوء عليها لكي يذكرها التأريخ ويخلدها  في سجلاته 

هذه المواقف للناشطين والمتظاهرين   من شباب ثورة تشرين من أبطال ساحة الحبوبي في  الناصرية  كانوا  قدوة حسنة ومثال رائع يحتذى به رغم كل الظروف التي عاشوها  لكنهم   لم ينسوا اخوتهم وزملائهم من جرحى التظاهرات أو الذين اصيبوا  بعاهات مستديمة كذلك المحتاجين ماديًا بل وصل إهتمامهم للتكفل بايتام المحافظة وايوائهم وتوفير احتياجاتهم

 وهذه قمة الوطنية  والنبل ونكران الذات تطبيقا لقوله تعالى ( ويؤثرون على انفسهم ولو كانت بهم خصاصة ) فكانوا  أبطالا بحق تميزوا بافعالهم  لا باقوالهم  من ثوار تشرين  اخذوا على عاتقهم مهام  ومسؤوليات صعبة ومعقدة تحتاج  لأموال كثيرة ومراجعات  عديدة ومتكررة ولقاءات  مع المسوؤلين بغية انجازها

فبرز منهم الكثير في هذا المجال ولغرض توثيق هذه  البطولات   المتميزة وبالاسماء وعذرا ان لم تسعفني الذاكرة بذكر اسماء  بقية  الابطال المتميزين الاخرين في المحافظة التي ستكون هي الاولى وستليها  المحافظات المنتفظة الاخرى  من خلال  تخصيص مقالات خاصة بها   لتوثيق بطولات المتميزين منها

   هؤلاء  الابطال  من ثوار ساحة الحبوبي وبقية مدن الناصرية  البطلة حثوا الخطى فتقاسموا الواجبات و الاعمال الخيرة والمتميزة فيما  بينهم  خدمة لأبناء محافظتهم  من المتظاهرين وغيرهم من شرائح المجمتع كل بما يتستطيع

فنرى الثائر والناشط عمران  الصافي  قد أخذ على عاتقه  تنظيم  قوائم بأسماء الجرحى والمصابين الذين بلغ عددهم اكثر من 450 جريحا من جرحى التظاهرات في المحافظة ومتابعة علاجهم    واجراء العمليات الجراحية لمن يحتاج منهم  داخل وخارج العراق بالتعاون مع وزارة الصحة إضافة الى تنظيم قوائم اخرى من المشمولين بقانون الرعاية  الأجتماعية  لتخصيص رواتب الرعاية لهم بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الأجتماعية  ومساعدة  كبار السن من المشردين عن طريق  إيوائهم دار  المسنين  في المحافظة وتحويل المختلين منهم  عقليا   لمستشفى دار  الرشاد  للامراض العقلية في بغداد اضافة لذلك فهو ينتقل على  حسابه الخاص  كون سيارته الخاصة  كانت قد تظررت  بشكل  كامل نتيجة التظاهرات

  زميلة الناشط المدني رسول الحچيمي تكفل بموضوع اخر من خلال  متابعة موضوع انساني مهم  لاخوته  من ابناء المحافظة  من المفسوخة عقودهم من تشكيلات وزارات الداخلية والدفاع والحشد  الشعبي اضافة الى تطوعه المستمر  لمساعدة الفقراء والايتام من ابناء المحافظة

زميلنا الصحفي والناشط المدني على الملا  الذي  شمر عن ساعدية مع مجموعة خيرة من الميسورين من بناء المحافظة فنظم حملات  ( گوم التعاونت ماذلت ) التي تكفلت بتقديم سلات غذائية للفقراء والمعوزين وتقديم المواد المنزلية والكهربائية اضافة الى تقديم المساعدات الطبية واللوازم الضرورية من قناني الاوكسجين واجهزة الاوكسي ميتر  للمحتاجين  من المصابين بوباء كورورنا  ولازال في مضماره يعمل بصمت وبكل  جد ونشاط  

نور الميمون هذه الناشطة المدنية واحدى ثوار تشرين  تميزت بعمل دؤوب وانساني بحت وبمساعدة بعض الخيرين من ابناء المحافظة بتقديم يد العون والمساعدة  للعوائل  المتعففة وايواء الايتام والتكفل بهم  من ابناء المحافظة  وعذرا لمن لم يتم ذكرهم من بقية الابطال المتميزين من الناشطين والثوار من ابناء المحافظة  الذين  قدموا اروع صور التضحية  والبطولة 

لكن رغم  ما قدموه هؤلاء الابطال  فستبقى اعمالهم لاترتقي لمستوى الشهادة التي وصل اليها اكثر من 120 شهيدا من ابناء المحافظة من شهداء ثورة تشرين ولاتصل الى وسام المجد  الذي توشح به اكثر من 450 جريحا ومصابا من المتظا هرين  

هذه الافعال الجليلة التي قدمها هؤلاء الابطال سيذكرها التاريخ  ويخلدها بحروف من ذهب لانها وطنية خالصة لم ترتبط باجندات  خارجية ولم تكن وراءها غايات خاصة  كما يفعل بعض السياسين

هذه الافعال لهؤلاء لابطال ترتقي سلم المجد والبطولة  وهي تحاكي بطولات اجدادنا العظام الذين يؤثرون اخوتهم على انفسهم رغم شحة  ذات اليد لكن  كرم النفوس الكبيرة

والايثار هو من دفعهم لهذه الافعال  المميزة

تحية حب عراقية خالصة لشهداء ثورة تشرين  وجرحاها ولهؤلاء الابطال وسواهم  والميسورين  من ابناء المحافظة الذين لم يبخلوا لا بالوقت  ولا بالمال لمساعدة اخوتهم من المحتاجين والمتعففين من ابناء المحافظة وهم ينقشون  اسماءهم في سجل التأريخ بحروف من ذهب.