الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
أحزاب السلطة وسلطة الاحزاب
أحزاب السلطة وسلطة الاحزاب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. صباح ناهي
النـص :

يقول رئيس البرلمان العراقي الاسبق المثير للجدل السيد محمود  المشهداني : بان الاحزاب العراقية ستصل لثلثمئة حزب يسجل في الدائرة المعنية بشؤون الاحزاب في الدولة ، وهذا العداد يكشف حجم التضخم في الحياة السياسية العراقية المتازمة ، ويعلق المشهداني على هذه الظاهرة مستتهجنا ً شيوعها ، وانشطارها الاميبي بانه مشابه للمثل العراقي الشعبي ( علچ اامخبل ترس حلكه ) توصيفا ً للعبط وعدم الرصانة ... وهذا يدلل على عمق الازمة التي يعيشها المجتمع المنشغل كلياً بالسياسة وسيلة لكسب المال التي صفت ْلمن هب ودب ، من وجهة نظر ساخرة بشعار  (مفيش حد احسن من حد ) على وصف المثل المصري ، ويا بخت من نفع واستنفع ، وسلسلة طويلة من التعليقات  التي تنم عن استياء حد النفور من ظاهرة انشطار الاحزاب التي وتوالدها حتى تفوقت على امريكا الفقيرة باعداد احزابها ، التي اكتفت بحزبي الجمهوري والديموقراطي ،و  لاتملك أكثر من حزبين او ثلاثة في وقت دولة محتلة من قبلها تملك ثلثمئة حزب ! قابل للزيادة لا النقصان ، تريد ان تدخل الانتخابات وتنتزع الاصوات في ظل ترجيح عزوف اخر عن المشاركة المحتمل في حزيران او حتى تشرين المقبل لاجراء  المبكرة ،

هل الناس "متونسه" على  هذا التنوع في مسميات الاحزاب ؟ التي لم تدخر جهدا ً في ابتداع مسميات مثيرة للتشكيلات  المستحدثة، ووردية  رؤاها وانشائياتها ! وتنوع مسمياتها البراقة في ظل تشاؤم يعم المجتمع ناجم عن تساؤل حول جدوى تلك الاحزاب ومغزى الانتخابات ونزاهتها في الاخر ، حتى تكون مبكرة !؟ فقد حربوا ( المجرب لا يجرب ) لكن النتيجة برلمان عاجز عن تمثيل الشعب بنسبة مشاركة لم تصل ل %‎20 ، اثار اشكاليات. وتساؤلات عن :

كيف تمنح الاحزاب الاجازات وتستحصل الموافقات بسرعة ؟

وهو موضوع يشكل لغز اخر ، يضفي الى :

وكيف التعامل مع مشاريع تلك الاحزاب وتمويلها وحمايتها ومقراتها وفروعها ؟ ، في بلد يعاني من عدم قدرة دفع  رواتب موظفيه واقتصاده ريعي قائم على مصدر احادي هو تصدير نفط البصرة، التي ترى غازها يحترق و نفطها يسرق !؟

معادلة متوحشة في ادارة البلاد ، بان يجرى كل ذلك وتترك الاجابات عن اسئلة محيرة وملحة ، ابرزها ماجدوى كل تلك الاحزاب ؟ وما الغاية منها ؟

وهل هي موضة اخرى من موضات العملية السياسية التي قال عنها الشريف علي بن الحسين عضو مجلس الحكم بانها ستنتهي منتصف هذا العام !؟

وعن وسائل الترويح الاجتماعي لها ،

في وقت لايوجد من يتصدى لاستراتجية مغزى الاحزاب في بلد مازوم كليا ً

او من  يقدم رؤية عن  اهمية وجدوى ابتكار أطر جديدة للعمل السياسي ومن بينها  حدوى إنشاء احزاب  ومدى فائدتها وضرورتها ؟

ولماذا كل هذه الفورة الحزبية التي تشغل هذه المؤسسات والمجاميع المتناحرة المحتربة كما يرجح ، والبلد بلا انتاجية ؟ ! مع انسداد في تقديم حلول عن فاعلية الدولة وتبديد مواردها !

هل هو تعويض عن واقع مرير ام انه محاولة انتاج وتمرير اشكال جديدة من الواجهات السياسية التي تغطي على فشل الاحزاب والكيانات التي لم تبني مجتمعا جديدا بعد 2003 بعد ان توجت مسيرتها  بانتاج  اكبر مؤسسة فساد في التاريخ العراقي الحديث ، تفوقت على بلدان الموز و  الفراولة معا ً!؟

يحار المراقب لمشهد الحكم  الذي ينتظر وقفة مجتمعية لاصلاح ما افسد الدهر بعد 17 سنة من حقبة ما بعد الاحتلال ليصدم بسيل مسميات الاحزاب التي لها اول وليس لها اخر من اول حزب ثوري شيوعي تاسس في الثلاثينيات من القرن ااماضي ، لاخر تشكيل عن أحتجاجات  تشرين ،وتكاد تكون مندهش لشدة التقارب والتناقض في التوجهات ، التي ضاع ببنها المواطن المحتار  بامور المعيشة والامن والاكل والشرب ولغر. إنقطاع المهرباء  والمسميات التي اضاعته عند مفترق الطريق ، وجعلته ينتظر كودوا الذي لن ياتِ ، ويتذكر مقولات التصبر والارتياب من واقع مقبل لايعرفه سوى الله جلت قدرته .

المشـاهدات 601   تاريخ الإضافـة 19/01/2021   رقم المحتوى 9577
أضف تقييـم