النـص : أصاب السيّد " ترامب " ديمقراطيّة بلاده مقتلاً ، بعد أن كانت - مثلاً- سارت تتباهى بها " ماما إمريكا " و تتبختر ، حيال دفعها أثمانا غاليةً تمثلّت بإراقة دماء وتصاعد ألسنة لهيب حرائق و أنين الآلام ، و زهق أرواح ٍ تلوَ تلالٍ من أرواح ذاقت مرارة علقم الموت طوال أعوام حروب أهلية طويلة ، فاقت بشراستها ، أقسى حروب و " طلايب " سكان الغاب ، وها هو " ترامب " يُفسد برميل عسلٍ الديمقراطيّة بقطرة خل ، و يعيد للأذهان كل حملات الترقيع ، التي بها كانت تتبرّقع و تتخفّى تحت دثار معطفها " الثخين " ، لتنكشف على هذا النحو الدامي و الدارمي حقيقة قصة إنهيار مؤسف و حزين ، تكلّل بحماقات و " سفالات " رأس هرم السلطة بتتبعه لسلسلة من سوء سلوكيات أنتهجها مع سبق الإصرار و التمرّد على نتائج انتخابات بلاده ، و ما تمخّض - قبلها و بعد إعلانها و المصادقة عليها - من تصريحات و أعمال إستفزاز و شغب طالت أسوار مبنى مجلس النواب " الكابتول " ، بل تجاسر بقوة مارد ، أهوج بزج سيول إنصاره و ممن أنتخبوه ، والعبث بمحتوياته ، الأمر الذي حدا بمجموعة من المهاجمين سرقة جهاز الحاسوب الخاص برئيس مجلس النوّاب الأمريكي السيّدة الغاضبة بأشد حالات الإستغراب و الإستياء وحمّى الغضب " ناسي بيلوسي " من الحزب الديمقراطي ، إلى جنب سرقات أخرى و أعمال تخريب ، لم تشهدها من قبل بلاد العم سام ، لعل مثل هذه الحوادث و المماسات وغيرها من تلك التي أشعل نيرانها الرئيس الأشقر " رونالد ترامب " سعياّ للتبّسمر - مجدداً - على كرسي الرئاسة ، متباهياً برفع شعار سيء الصيت و السمعة و الممارسة ، ذلك الذي ينادي بالقول ؛ " على العُلا ... حتى و لو على الخازوق " دون أن يأبه بما سيحلق ب" إمريكته " - و التي هوية بلاده - من عارِ و نارِ و شرار ، تسلقت إلى ذهني صرخة ذلك " السيناتور " الهائج الذي هاجم جماعته - في عقود خلت - من بدء عمر خطوات تطبيق الديمقراطية قائلاً عنهم ؛ " سأعلمهم الديمقراطيّة ، حتى و لو أضطررتُ إلى قتلهم جميعاً
Hasanhameed2000@yahoo.com
|