الجمعة 2024/5/17 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
الإنتخابات والتأجيل .. ماذا بعد ؟
الإنتخابات والتأجيل .. ماذا بعد ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي الزبيدي
النـص :

جاء قرار إجراء الانتخابات المبكرة نتيجة لضغوط الشارع المنتفض في عشر محافظات في الوسط والجنوب  والذي هو قرار العديد من الأحزاب والكتل الفاعلة في المشهد السياسي العراقي  ومن خلال قرار السيد مصطفى الكاظمي أراد أن يهدأ من الغليان المتصاعد لدى المتظاهرين خاصة وان دماء كثيرة سألت وأرواحا أزهقت نتيجة العنف في التعامل مع المطالب المشروعة حيث عملت جهات عديدة حكومية وحزبية معلنة وغير معلنة  على انهاء زخم هذه التظاهرات واطفاء جذوتها ولهذا كان خيار الاعلان عن الانتخابات المبكرة واحدا من خيارات يعمل عليها في هذا السياق سيما وان المتظاهرين قد حددوا واحدا من اهدافهم هي الانتخابات المبكرة بعد اسقاط حكومة عادل عبد المهدي .

فهل كان قرار رئيس مجلس الوزراء متسرعا في تحديد السادس من حزيران 2021 موعدا لهذه الانتخابات؟

ام ان وراء الأكمة ما وراءها كما يقول المثل العربي الشهير ومع  أن المفوضية قد أعلنت استعدادها لإجراء هذه الانتخابات بشروط ثلاثة  هي تشريع قانون جديد للانتخابات وتسريع إكمال المحكمة العليا وتأمين مستلزمات عمل المفوضية المادية واللوجستية  حيث بقيت هذه الشروط الثلاثة دون إنجاز كامل لحد الان وهذا قد يعطي الحق للمفوضية بطلب التأجيل. ولكن الذي يلمسه المواطن ان  الشارع العراقي بات يغلي وان خفت حدة التظاهرات نتيجة التعامل بقسوة معها فاستمرار تدني مستوى الخدمات وضعف تجهيز المواطن بالتيار الكهربائي  وتردي  وضعف وخمول كل قطاعات الاقتصاد العراقي نتيجة تحديد سعر الدينار العراقي مقابل الدولار وارتفاع أسعار المواد التموينية والسلع الأساسية وعدم جدية الحكومة في معالجة ظاهرة الفساد وازدياد طوابير العاطلين عن العمل من الخريجين  وارتفاع نسبة  الفقر كلها عوامل خوف ورعب للاحزاب والكتل الحاكمة للسلطة من نتائج الانتخابات المبكرة اذا ما جرت في موعدها المحدد ولهذا نرى الكثير من هذه الأحزاب أنتجت واجهات جديدة بأسماء رنانة جاذبة  علها تستطيع  استغلال الوقت للحصول على بعض من مواقعها الحالية لان فرص الخسارة في هذه الانتخابات هي الأكبر نتيجة لكل ما يمر به العراق  من فساد وخراب وانفلات امني مسلح .

ومن المؤكد أن  الأحزاب القديمة من خلال واجهاتها الجديدة ستطلق وعودا جديدة للتأثير على البسطاء من الناس واستخدام المال السياسي لاستغلال حاجة الفقراء ولكني أرى أن هذه الأساليب قد عفا عليها الزمن وان ما يمر به العراق اليوم يتطلب التغير الشامل وليس الترقيع فقد حسم الشعب موقفه من كل احزاب سلطة مابعد 2003 ولا ينفعها الذهاب للعطار لتجديد الشباب  وهل تستطيع احزاب السلطة مداواة عوامل الفشل وعدم وجود برامج سياسية واضحة لديها خلال مدة التأجيل والتي صوت عليها مجلس الوزراء وجعل الموعد الجديد للانتخابات هو العاشر من تشرين الاول من هذا العام ؟

 أم يبقى الوضع على ما هو عليه ولسان حالهم يقول

(وتذهب العطار ترجو شبابها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر).

المشـاهدات 713   تاريخ الإضافـة 20/01/2021   رقم المحتوى 9584
أضف تقييـم